Robocop 2014: إعادة ناجحة وتكملة لما أغفلت نسخة 1987 عن ذكره

تاريخ النشر: الاثنين، 17 مارس، 2014 | آخر تحديث:
الملصق الدعائي لفيلم Robocop

منذ مشاهدتي لأول إعلان ترويجي لفيلم Robocop الجديد في سبتمر 2013، واشتعل بداخلي حماس شديد لرؤية ما تحمله نسخة المخرج جوسيه باديلها من مفاجآت وتحديات أمام النسخة الأصلية إنتاج 1987 التي تملك قاعدة عريضة من الجمهور المتعصب، لاكتشف بعد مشاهدتي للفيلم في فبراير الماضي أن توقعاتي لم تخب، وأنني أمام واحدة من أمثل الإعادات السينمائية.

فقد نجح "باديلها" في الخروج من فخ نقل مشاهد النسخة الأصلية "بالمسطرة" مثل أغلب الإعادات السينمائية، وذلك بتقديمه لنسخة تعكس رؤيته المستقلة لواحد من أشهر الأبطال الخارقين في تاريخ السينما العالمية، واحترامه في ذات الوقت للنسخة الأصلية.

وبرز تقدير جوسيه باديلها لنسخة Robocop في أواخر الثمانينات، بعدم خلو رؤيته الجديدة من أبرز سمات النسخة الأصلية، وهي الاحتفاظ بـ "الثيمة" الموسيقية الشهيرة للشخصية، ومشهد عدم قدرة البطل على قتل رئيس شركة "أومنيكورب" المدان، بسبب برمجته على عدم التعرض لأي من موظفي الشركة، واحتفاظ البطل بمسدسه في فخذه، واستمرار تواجد عدوه الأبله من النسخة الأصلية الروبوت Ed-209.

جويل كينامان في بدلة Robocop


وهذا لا يقلل على الإطلاق من مجهود الموسيقار بيدرو برومفمان في النسخة الجديدة، حيث جاءت موسيقاه التصويرية معبرة تماما عن أحداث الفيلم بكل تصاعداتها الدرامية، ومتماشية مع إيقاع مشاهد الحركة والمطاردات، ولائقة بتكنولوجيا مستقبل سنة 2028.

تعتبر نسخة المخرج جوسيه باديلها الجديدة "تكملة" لما أغفلت النسخة الأصلية عن ذكره من تفاصيل دقيقة ولكنها مهمة لكل المعجبين بـ Robocop؛ حيث تم التركيز على كيفية تحول الشخصية من إنسان إلى آلة بشكل علمي ودقيق، وإضفاء بعد إنساني على شخصية البطل بشكل أكبر، وتمثل هذا في مشاعره المتضاربة ما بين خضوعه لأوامر شركة "أومنيكورب" التي صممته والمتعطشة لجني الأرباح من ورائه، وما بين استمراره بالقيام بدور الزوج والأب في ظل وضعه الجديد.

كذلك احترمت في الفيلم الجديد ابتعاده عن جرعة العنف المبالغ فيها التي اتسمت بها نسخة 1987، والتي أرى أنها كانت ليست ضرورية على الإطلاق؛ فبدلا من أن يتم قتل البطل وهو الشرطي "أليكس ميرفي" بوابل من الرصاص قبل أن يتم تحويله إلى آلة لتطبيق العدالة Robocop، تم الاستعاضة عن هذا بمشهد كلاسيكي وسريع لا يتعدى الثوان على الشاشة بواسطة سيارة مفخخة.

أجاد الممثل الشاب جويل كينامان تقديم شخصية Robocop بشكل مقنع للغاية، حيث عبر تماما عن انفعالاتها، خاصة في المشهد المؤثر التي يصدم فيه من تحوله إلى آلة، ومشهد لقائه بإبنه للمرة الأولى وهو في وضعه الجديد.

جاري أولدمان مع جويل كينامان في أحد مشاهد الفيلم


وبالحديث عن التمثيل، فضم الفيلم ثلاثة من أمهر ممثلي هوليوود، والذين قدموا أدوارهم كما يقول الكتاب، بدء من صامويل جاكسون في دور المحاور التليفزيوني خفيف الظل "بات نوفاك"، مرورا بجاري أولدمان في واحد من أندر أدواره الطيبة على الشاشة الفضية، والذي أخافنا في Bram Stoker's Dracula (1992)، ونهاية بمايكل كيتون في دور رئيس شركة "أومنيكورب" الجشع، والذي عرفناه من تجسيده لدور "باتمان" في نسخة 1989.

Robocop 2014 مخاطرة سينمائية نجح المخرج جوسيه باديلها في اجتيازها بنجاح، وإذا أردت أن تستمتع بها فعلا، فشاهدها كعمل سينمائي مستقل، دون وضع نسخة 1987 في اعتبارك، لتجد نفسك في النهاية أمام "إضافة" مهمة للنسخة الأصلية، بنكهة مستقبلية تليق بالعصر الحالي، بكل إيقاعه السريع، وبكل وسائله التكنولوجية المبهرة.