I, Frankenstein: أسطورة الرعب الكلاسيكية تعود للحياة في 2014 بفلسفة دينية

تاريخ النشر: الأربعاء، 19 فبراير، 2014 | آخر تحديث:
آرون إيكهارت في دور "فرانكنستاين"

كنت أظن قبل مشاهدتي لفيلم I,Frankentein أنني بصدد فيلم حركة سطحي تقتل به وقت فراغك، والذي ترى فيه السهام تتجه نحوك على الشاشة بفضل تقنية ثلاثي الأبعاد التي أبهرت العالم، على الرغم من أنها تسبب ألما في رأسي كلما شاهدتها، ولكني اكتشفت أنني أمام عمل سينمائي يستحق التأمل فيه.

وكان الشفيع الوحيد لدخولي الفيلم هو تناوله لإحدى رواياتي المفضلة وهي "فرانكستاين" للروائية ماري شيلي، والتي تتناول قصة عالم مؤمن أراد اكتشاف سر الحياة بتكوينه لإنسان من جثث مختلقة، ثم أحياه بواسطة صعقات كهربائية، ليكتشف من بعدها أنه خلق مسخا كريها فائق القوة، فيقرر نبذه ورفضه، وهو ما يثير غضب المخلوق تجاهه وينتقم من صانعه الذي سبب له هذه المأساة بقتل عائلته بالكامل.

تنبيه: السطور المقبلة ستكشف بطبيعة الحال عن أحداث الفيلم!

وعلى عكس الرواية التي تنتهي بمقتل العالم ومخلوقه المشوه في القرن الـ 19، فإن فيلم I,Frankentein يمنحه فرصة جديدة في عصرنا الحالي والمتقدم، بعد أن توفي خالقه من الصقيع خلال بحثه عنه للانتقام منه، ويجد نفسه وسط حربا ضروس بين مخلوقات الحجر "جارجويل" أو الملائكة وبين الشياطين الذين يسعون للقبض عليه بأي طريقة.

وبدلا من جعل المخلوق بطل الرواية يسير هائما بدون هدف محدد، وناقما على لعنته التي وشم بها طوال حياته، يكون لقائدة الملائكة "ليونور" رأي آخر فيه، حيث أنها تعتقد بأن بداخله جانبا خيرا لم يتم استغلاله بعد، وتقرر عدم قتله وتمنحه اسم "آدم" على اسم أول إنسان على وجه الأرض، ولكن المخلوق يرفض نظرية "ليونور" حتى يؤمن بها في النهاية بفضل حبكة متقنة.

ميراندا أوتو في دور "ليونور"


ويتضح من أن الشياطين بقيادة "نابيريوس" يرغبون في القبض على "فرانكنستاين" من أجل فحصه والتعرف على كيفية إحيائه، وذلك من أجل استعادة الملايين من الأرواح الشريرة العالقة في الجحيم وجعلها تستحوذ جثث ميتة تم سرقتها من أماكن مختلفة لأناس كانوا أشرارا ولا يملكون ضميرا وهم أحياء، وهنا يحمل الفيلم فلسفة دينية عميقة، وهي أن الشر لا يتمكن من الإنسان ولا يستحوذ عليه إلا لو كان يفتقد لأي خير ولأي ضمير في تعاملاته.

لا أخفي بأن الفيلم حمل الكثير من أجواء سلسلة أفلام الرعب والحركة Underworld من بطولة النجمة البريطانية كيت بيكنسيل، من حيث الصورة المظلمة في أغلب مشاهد الفيلم، والاعتماد على المؤثرات البصرية "الجرافيكس" بصورة كبيرة، خاصة في مشاهد القتال بين كائنات "جارجويل" والشياطين، وهذا يعود إلى أن أحد كتاب الفيلم هو كيفين جريفيو المبتكر لشخصيات Underworld، ولكن بفارق أن الصراع في السلسلة دار حول المستذئبين ومصاصي الدماء.

قدم بطل الفيلم آرون إيكهارت دوره للشخصية الرئيسية "آدم" كما هو مطلوب منه، بعد أن فهم أبعادها وتعقيداتها النفسية بشكل جيد، ليمثل إضافة مهمة لقائمة الممثلين الذين جسدوا شخصية "فرانكنستاين" على شاشة السينما، ومن أبرزهم بوريس كارلوف في النسخة الأصلية الأولى إنتاج سنة 1931، وروبرت دي نيرو في نسخة سنة 1994، ولكن بميزة أن آرون أجاد مشاهد الحركة والقتال بمرونة عالية، عكس النسخ السابقة التي صورت حركة الشخصية بطيئة كالمومياء باعتباره جثة مجمعة.

قد لا يجذب فيلم I, Frankenstein الكثير من الجمهور، ولكنني متأكد بأنه سيثير اهتمام كل محبي رواية ماري شيلي، التي تناولت واحد من أشهر أساطير الرعب في تاريخ الأدب العالمي، وعكست في مضمونها رسالة مهمة هي عدم العبث بالطبيعة، أو لو كنت من محبي أفلام "الفانتازيا" المبالغ فيها والمشبعة بمشاهد الحركة و"السرح"، فسيكون هذا الفيلم اختيار موفق لك.

شاركني رأيك عبر تويتر @KTaha80