"شفرات" باسم يوسف

تاريخ النشر: الاثنين، 17 فبراير، 2014 | آخر تحديث:
يقدم شفرات، ولكن من نوع آخر

لا يوجد شيء مختلف، الأغلبية تشاهده ثم تنقسم ما بين مؤيد ومعارض لما يقدمه، ولكن ما الجديد هذه المرة؟

عودة باسم للظهور من جديد، رافقتها عودة مماثلة، ولكن للجدل الذي يثار حول ما يقدمه في "البرنامج"، وهو ما اعتاد عليه منذ بدايته.

ولكن الجديد هذه المرة في "العصبية" التي تنتاب البعض من الحديث عن بعض الأمور، أو بعض القضايا، أو بعض الأشخاص، ورفضهم لتناول ما سبق في حلقات "البرنامج".

الجديد هذه المرة أيضا أن البعض تحدث عن "شفرات" يرسلها باسم يوسف، وبعيدا عن "هزلية" الأمر، ولكن الإعلامي الساخر عاد بالفعل ليرسل بعض الشفرات، بعضها عن قصد، والبعض الآخر ربما بدون قصد.

ما رأيك في استعراضها سويا؟

ملحوظة: إذا اعتقدت أن السطور التالية كتبت دفاعا عن باسم يوسف وبرنامجه، أقدم لك اعتذاري مسبقا لعدم استطاعتي إيصال الفكرة إليك بشكل واضح.

شعبية ثابتة
عودة باسم يوسف أثبتت بالدليل القاطع أن شعبيته لا تزال كما هي، ولم تتأثر بالغياب أو بأية عوامل أخرى، وأن الإعلامي الساخر مازال يحتل المكان ذاته لدى اهتمامات الجمهور ووسائل الإعلام.

هناك العديد من الدلائل حول ذلك، ربما أهمها نسبة المشاهدة التي تستطيع التعرف عليها بالمرور على بعض المقاهي في أماكن مختلفا بدءا من العاشرة مساء الجمعة ولمدة ساعة ونصف، أو تصفح مواقع التواصل الإجتماعي في وقت عرض الحلقة وبعد نهايتها، أو النظر إلى مشاهدات لقطات حلقات "البرنامج" عبر موقع YouTube.

الحديث عن انخفاض شعبية باسم يوسف، والتدليل على ذلك بقلة الإعلانات التي تعرضها MBC مصر خلال الحلقة، بالمقارنة على الوضع السابق مع CBC، أمر يبتعد كثيرا عن المنطق، خاصة وأن الإعلامي الساخر كشف عن اتفاقه مع القناة على ذلك لعدم إصابة المشاهد بالملل مثلما كان يحدث من قبل.

هذا لا يعني بالتأكيد أن القناة السعودية لا تحقق الربح المطلوب، أو تستغنى عن بعض الأموال من أجل ذلك، ولكن مسئوليها يعرفون جيدا كيفية الحصول على الربح من دون إرهاق مشاهديها.

الأمر ذاته يتكرر من مختلف البرامج التي تعرضها القناة، وخاصة برامج اكتشاف المواهب، والتي لا يضطر المشاهد لمشاهدة بعض الإعلانات التي ربما لا تهمه في شيء لمدة دقائق عديدة، من أجل استكمال ما كان يشاهده.

إذهب بمفردك
بعودته، لازال باسم يوسف يواصل السباحة ضد التيار، قد تكون الجملة السابقة من "الإكلاشيهات" التي يستخدها البعض بشكل دائم، ولكنها الحقيقة.

الإعلامي الساخر يريد إثبات أنه سيستمر على النهج الذي سار عليه من قبل وعرفه الجمهور به، دون النظر للانتقادات أو البلاغات التي تقدم فيه، حتى وإن كلفه الأمر ترك القناة التي يظهر من خلالها، وهو ما حدث من قبل بالفعل.

باسم يوسف أراد في الحلقتين السابقتين التأكيد على ذلك، تارة برسائل غير مباشرة، وتارة أخرى بشكل مباشر، أنه سيظل يتحدث عما يشاء في الوقت الذي يريده هو، طالما أنه لم يتجاوز في حق هذا الشخص، أو يغالط الحقيقة عند تناوله لذلك الأمر.

النفوذ يحكم
ارتباطا بالنقطة الأولى، فإن باسم يوسف حاليا أصبح يملك نفوذا كبيرا يعتمد عليه فيما يقدمه، ربما بقصد أو بدون.

النفوذ في مصر أصبح حاليا هو الحاكم الأساسي الذي لن يستطيع أحد خلعه، وهو ما ظهر بشدة في العديد من الوقائع خلال الفترة الماضية.

قد تستطيع إزاحة رئيسين عن حكم البلاد في أقل من 3 أعوام، ولكن لا تستطيع أن تفعل الأمر ذاته مع رئيس نادي رياضي يمتلك الشعبية الأولى في مصر، قد يستمر أحد الكتاب في الهجوم على مسئولين كبار وبعض رموز المجتمع، ولكن مقاله سيمنع من النشر إذا ما تحدث عن أحد الرموز الذي يمتلك نجله نسبة أسهم لا بأس بها من المطبوعة التي ينشر فيها مقالاته.

باسم يوسف أصبح حاليا يمتلك النفوذ والشعبية التي تمنحه القوة فيما يفعل، يكفي أن تقرأ في إحدى العناوين الإخبارية مصطلح "مؤيد باسم يوسف".

لا أحد فوق النقد
"البرنامج" هو عمل تليفزيوني يتعرض للنقد من الظواهر المجتمعية والسياسية التي تسيطر على البلاد في توقيت معين، هذا هو ما قدمه باسم يوسف منذ بدايته وعرفه الجمهور به.

"البرنامج" أيضا يقدمه إعلامي ساخر، وبالطبع فهو برنامج ساخر، وهو أيضا ما عرفه الجمهور منذ بداية مشاهدته.

الجزئيتين السابقتين تؤدي في النهاية لنتيجة واحدة لا محالة، وهي "النقد الساخر"، وعليك أن تعلم أنك تشاهد عملا ساخرا بالطبع سيسخر مما يتحدث عنهم جميعا، وبالتأكيد سيكون من بينهم بعض محبيك أو رموزك المفضلة، وهذا الأمر لا توجد بشأنه أية أزمات طالما لم يتم التطاول على أحد أو الخوض في أعراضه أو خصوصياته.

الرسالة التي أراد باسم يوسف توصيلها بعد عودته أنه "لا أحد فوق النقد"، بداية من أفراد السلطة الحاكمة، وحتى القناة التي يظهر من خلالها.

ومن الحب ما قتل
البعض يسير بمبدأ "الدبة التي قتلت صاحبها"، وبعيدا عن كون البعض يفعل ذلك من منطلق النفاق، إلا أن ما نشاهده من بعض مؤيدي أفراد السلطة الحاكمة في مصر، يستحق أن يكون موضع حديث بشكل دائم!

باسم يوسف لم يسخر من أحد المسئولين أو يهاجمه عندما تحدث في هذا الأمر، ولكنه سلط الضوء على "مأساة" نعيشها يوميا في الإعلام الحكومي والخاص، فلا يصح أن يتردد اسم أحدهم بهذا الشكل المتكرر في برامج رياضية أو أخرى تتعلق بالطبخ.

باسم يوسف أراد أن يكشف حجم تلك المشكلة التي قد تعيدنا من جديد لعصر "صناعة الآلهة"، والتي ربما يسبب أطرافها بعض الأزمات لهذا المسئول أو غيره.

ياثائر يا بتاع الميدان
وهي الرسالة التي يستمر باسم يوسف في توصيلها، والمتعلقة بإعلامين وفنانين يرتدون ثوب الثورة وهم لا يعرفون شيئا عنها، يتحدثون كالثائرين ويقتبسوا كلماتهم، وهم من كانوا يقذفوهم بالكلمات والإتهامات واحدة تلو الأخرى.

رسالة باسم في كشف هؤلاء أمر يستحق الاحترام، وبالطبع لا أحد يقبل أن يتلون أحدهم بثوب هو أبعد ما يكون عنه، متناسيا ما كان يفعله من قبل.

لابد وأن يتم الرد على هؤلاء الأشخاص الذين لا يكفون عن السباب في كل ماهو متعلق بالثورة، ويتحدثون عن المبادئ والثوابت وهم أبعد ما يكونوا عنها، مثل المغني والملحن الذي حرص باسم يوسف أن يرد على إدعاءاته في الحلقتين السابقتين.

وبالمثل، لابد وأن يعلم بعض الإعلاميين أن مواقفهم السابقة لم ينساها أحد، وأن نظرة سريعة على بعض اللقطات بموقع YouTube تكفي لمعرفة الحقيقة.

عبث القنوات
البعض يتحدث الآن بلهجة اختصارها أن البلاد تمر بمرحلة حرجة، وأن السخرية والكوميديا لا مجال لها حاليا.

رسالة باسم يوسف في هذا الأمر كانت صائبة للغاية، وقد أثبت أن مرددي مثل هذه الجمل هم أول من يناقشون أمورا عبثية في برامجهم، يكفي أن تحكي لطفلك مستقبلا أن أحدهم أجرى مناظرة تليفزيونية بين إنسان ودمية، أو أن آخر يقول بإن الدمية تهدد بقتله.

أراد باسم يوسف بعد عودته أن يثبت بالدليل القاطع أن السخرية والكوميديا التي يقدمها ربما لم تتفوق على الكوميديا السوداء التي نعيشها حاليا.

دعم الفن الراقي
وهو ما يتميز به برنامج "البرنامج" من استضافة بعضا ممن يقدمون فنيا راقيا على الصعيدين الموسيقي والسينمائي، وإتاحة الفرصة لهم للحديث وتوصيل فكرتهم وفنهم للجمهور.

للتواصل عبر Facebook



وعلى Twitter