The Secret Life of Walter Mitty: قوِ قلبك وعيش التحدي

تاريخ النشر: الأحد، 5 يناير، 2014 | آخر تحديث:
بن ستيلر في الملصق الترويجي لـ The Secret Life of Walter Mitty

على الرغم من أنني من محبي النجم الكوميدي بن ستيلر إلا أنه دائماً ما كانت هناك ظروف تحول دون مشاهدتي لأي من أفلامه في دور العرض حتى تمكنت من تحقيق هذا أخيراً من خلال فيلمه الجديد The Secret Life of Walter Mitty والذي هو إعادة لفيلم كلاسيكي بذات العنوان يعود إنتاجه لعام 1947.

يلعب بن ستيلر في الفيلم دور "والتر ميتي" الموظف هادئ الطباع الذي يعمل مديراً لقسم الصور السلبية (النيجاتيف) في مجلة التصوير الشهيرة Life ويتّسم بالسرحان كثيراً بفضل مطاردة أحلام اليقظة له طوال الوقت والتي تشبع رغباته المكبوتة بأن يكون شجاعاً ومقنعاً بالشكل الكافي أمام زميلته في العمل "شيريل" أو كريستن ويج كي يفوز بقلبها والتي يخجل من أن يصارحها بحبه لها.

يلعب بن ستيلر في الفيلم دائم السرحان "والتر ميتي"


الآن تمّ دمج مجلة Life مع إحدى الشركات التي تسعى لتحويلها إلى نسخة إلكترونية وهو ما يعني تسريح عدد كبير من موظفي النسخة الورقية من عملهم ومن بينهم بطلنا "والتر ميتي" لكن أمامه فرصة وحيدة لمنع حدوث هذا بالعثور على نيجاتيف ضائع لصورة ستكون هي غلاف آخر عدد من النسخة الورقية بناءً على طلب ملتقطها صديقه المصور الشهير "شون أوكونيل" أو شون بن الذي لم يقابله شخصياً ولو لمرة واحدة في حياته.

ولأن "أوكونيل" دائم الترحال لطبيعة عمله فإن "والتر ميتي" يقرر التخلّص من تردده الذي طالما أثبط عزيمته ويخوض رحلة بحث مثيرة وممتعة عن صديقه في دولة جرينلاند وأيسلاندا ستشمل مخاطر ومجازفات عدة من بينها صراعه مع سمكة قرش وصعود جبل الهيمالايا واتجاهه لبركان بواسطة مزلاج خشبي للحصول على هذه الصورة السلبية لغلاف العدد الأخير من مجلة Life والتي سيكون مضمونها مفاجأة في نهاية الفيلم.

لا أعلم لماذا وأنا أتابع أحداث الفيلم وكأنني أشاهد إعلانا ترويجيا لمشروب للطاقة، خاصةً في المشهد الذي يتخيّل فيه "والتر ميتي" صديقته "شيريل" داخل الحانة بجرينلاند وهي تغني له أغنية Space Oddity لديفيد بوي التي تحمل معاني الشجاعة والإقدام ليسارع "ميتي" بالقفز داخل الطوافة المتجهة إلى أيسلاندا حيث يتواجد صديقه بعد إقلاعها بثوانِ، وأتصور من بعدها ظهور شعار إحدى هذه المشروبات على الشاشة مثل "عيش التحدي" و"قوِ قلبك"!

تعتبرشخصية "والتر ميتي" هي محور الفيلم كله والطاغية على جميع الشخصيات الأخرى ولهذا جاء تجسيد بن ستيلر لها مثالياً بعد دراسة متأنية اعتمد فيها على كوميديا الموقف التي يبرع بها، فهو شخصية مركبة عاشت طوال حياتها في خمول وضجر بلا أصدقاء حتى تقرر التحول فجأة إلى كتلة من النشاط والمجازفة والمخاطرة دون عمل أدنى حسابات، ولكن هذا لم يمنع "ستيلر" من أن يضفي عليها بعض ملامح نمطه الأشهر في أفلامه كشخص مسالم دائماً ما يتعرض لمضايقات ممن يفوقونه جرأة وحجماً.

جاء دمج بن ستيلر لمشاهد الطبيعة مع المؤثرات البصرية مبهراً والتي جاءت كلوحات فنية تنساب على الشاشة بصورة جميلة، أيضاً لا ننسى براعته في تنفيذ مشهد المطاردة "التخيلي" الذي وقع بين "والتر ميتي" والمسؤول البغيض بالشركة المعني بإنهاء عمل موظفي المجلة بسبب قتالهما على دمية مطاطية حصل عليها بطل الفيلم كهدية في عيد ميلاده وهو صغير.

بن ستيلر في مشهد صراعه على دميته المطاطية


وهذا ليس غريباً على بن ستيلر الذي دائماَ ما يطوّر قدراته الإخراجية منذ أن شاهدت تجربته المحدودة في الإخراج The Cable Guy لجيم كاري عام 1996 حتى إتقانه لمشاهد الحرب في الكوميديا الهزلية Tropic Thunder عام 2008 والذي أثبت فيه "ستيلر" أنه لا يقل جودة عن كبار مخرجي أفلام الحركة مثل ستيفين هوبكنز (Blown Away) إنتاج 1994 أو مايكل باي (The Rock) إنتاج عام 1996.

استوحى بن ستيلر أحد مشاهد الحب التخيلية بينه وبين زميلته في العمل "شيريل" من فيلم الفانتازيا الرومانسي The Curious Case of Benjamin Button عام 2008 والذي قد يعود اختياره له تحديدا بسبب طول عنوان فيلمه مع عنوان فيلم النجم براد بيت.

بقيت لي ملحوظة واحدة وهو أن الفيلم يحمل خدعة صغيرة حول إن كان دعاية مباشرة لمجلة Life خاصةً وأن رسالة العمل تعبّر تماماً عن شعار المطبوعة المصورة وهو: "لرؤية أشياء من على بعد آلاف الأميال ولتفقد أشياء مختبئة خلف الحوائط وبداخل الغرف، ولرؤية أشياء من الخطر أن تقترب منها ولرسم المشهد بشكل أقرب، ولكي ترى ولكي تندهش ولكي تشعر بأن هذا هو الغرض من الحياة" أم أن صناع العمل فعلوا هذا بدافع تكريم هذه المجلة التي توقف نشرها وحملت أغلفتها العديد من الشخصيات التي صنعت التاريخ.

The Secret Life of Walter Mitty مغامرة ممتعة تخرج من مشاهدتك لها وأنت مفعم بالحيوية والتفاؤل وعلى يقين بأن في الحياة الكثير كي تستكشفه منها، كما أنه رحلة لاستكشاف الذات من جديد وتحث على المخاطرة والخوض في المجهول في أحداث متسارعة دون أن تصيبك بأي رتابة وأنت تشاهدها، وقد تنال نصيباً في المنافسة على فوز أوسكار أفضل إخراج أو أفضل مؤثرات بصرية في حفل أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية المقام في مارس 2014.

للتواصل معي والمناقشة تابعني عبر حسابي على تويتر @KTaha80