ريهام عصام
ريهام عصام تاريخ النشر: الخميس، 14 أبريل، 2005 | آخر تحديث: الخميس، 14 أبريل، 2005

في منزله الهادىء بالزمالك ، و الذي تحتل الصور والذكريات فيه مكاناً بارزاً .. منزل يظهر واضحاً لمن يراه أنه منزل عاشق للفن بكل أنواعه ، وفي جلسة إمتدت على مدى ساعة ونصف كان هذا الحوار الدافئ مع عزت أبو عوف الذي طغت طبيعته المرحة على رسميته..

قدمت فى رمضان الماضي مسلسلي "عباس الأبيض في اليوم الأسود" و"ياورد مين يشتريك" فلماذا لم يحظى الأخير بنفس جماهيرية دور "محرم" فى عباس الأبيض؟
في مسلسل "يا ورد مين يشتريك" كنت مجرد ضيف شرف و لم يستمر دوري على الشاشة لأكثر من دقيقتين ، ولكني فوجئت بوضع اسمى في مقدمة المسلسل كواحد من أبطال العمل ، وهو تقريباً نفس ما حدث مع أحمد عز فى فيلم "الباحثات عن الحرية" ، و ذلك أثار دهشتى لأن المنتج "صفوت غطاس" هو أحد أقدم أصدقائي حتى قبل أن ندخل إلى عالم الفن ، لهذا إستغربت الموقف لأنه لو طلب مني ذلك لم أكن لأرفض له طلبه.

أما دور محرم في مسلسل عباس الأبيض ، فأعتبره نقلة هامة ومنحنى خطير في حياتي الفنية ، لأنه حينما نبتت فكرة المسلسل وعرضها عليّ الكاتب "سمير خفاجة" ، إجتمعت أنا وهو ويحيى الفخراني والمخرج نادر جلال ويوسف معاطى لكتابتها ، وكانت هذه هى المرة الأولى التي أشارك فيها في في كتابة مسلسل ، و لأن شخصية محرم ولدت على يدى فقد أحسستها جداً ، لم أشعر ولو للحظة واحدة أنني أمثل فمع كل سطر كان يضاف للدور كنت أتعايش معه أكثر ، ولقربه من شخصيتي الحقيقية أديته بسهولة واضحة ، فكنت أتعاطف بالفعل مع عباس وشككت فيه في لحظات أخرى ، وهو ما أعطاني خبرة كبيرة في التعامل مع الأدوار التي تعرض علي ، كما أننى كنت أخشى من قبل بشدة تقديم دور الطيب بهذه الصورة الصريحة وهو ما كان جديد تماماً على ولكن الحمد لله أن الجمهور تقبلها وإقتنع بها.

لكن البعض يتهمك بحرصك الدائم على تقديم شخصية الرجل الأرستقراطى؟
لا.. إطلاقاً.. ولدى ما يثبت ذلك ، فأنا قدمت شخصية الموظف البسيط فى فيلم "أسرار البنات" ، ودور "مصطفى بجاتو" الشخصية الوصولية في "زيزينيا" ، وفي مسلسل "ذنوب الأبرياء" قدمت شخصية الصعيدي القاسي القلب الذي يقتل ولده في نهاية المسلسل من شدة جبروته وقسوته.

إذن بم تفسر أن الشخصيات العالقة في ذهن الجمهور عنك كانت كلها تدور في محور الأرستقراطي الشرير؟
لأنه هذا النوع من الشخصيات يكون شديد التركيب والتعقيد ، تصرفاته يصعب التنبوء بها ، وهو ما يعطي المشاهد التشويق والإثارة التي يسعى اليها ويكون هو ما يجذب الجمهور لمتابعة العمل.

وضحك قائلاً : وقد يكون لأنني قد وفقت في تقديمها لذا علقت في أذهان المشاهدين ، فعلى الرغم من أنني قدمت شخصية الأرستقراطي في أكثر من عمل كنت أعمل جاهداً على أن أغير فى إسلوب تناولي لها ، من حيث الشكل الخارجي أو حتى طريقة الحديث ونغمة الصوت ، فمثلاً فى مسلسل "جائزة نوفل" كنت أطيل شعري ، بشكل يختلف عن دور "مصطفى بجاتو" في زيزينيا أو "محرم" فى "عباس الأبيض" وهكذا ، فمن المستحيل مع هذا الكم الرهيب من الفضائيات حالياً ألا يسعى أى ممثل للتغيير والتنويع في أدواره.

على ذكر الفضائيات .. ما رأيك في مسألة تعدد القنوات الفضائية ، هل هي في صالحك كفنان؟
الفضائيات خلقت نوع من أنواع توحد الممثل مع المشاهد الذي اعتاد رؤيته يومياً ، وربما أكثر من مرة في اليوم الواحد ليصبح جزءاً هاماً من حياته اليومية ، وأتذكر مثلاً أنه مر شهر كامل دون أن يعرض لي أي عمل على أية قناة ، فإذا بى أجد الناس تسألنى "أنت فين؟".

ولكن من ناحية أخرى ، نجد أن المشاهد قد يصاب بالملل فى وقت من الأوقات إذا لم يعمل الممثل على التجديد فيما يقدمه له و هو ما قد يهدد رصيده عند الناس.

هل ترى أن مسلسل "جائزة نوفل" الذي تم عرضه مؤخراً على شاشة التليفزيون المصري هو العمل المناسب الذي كان يجب أن يشاهده الناس لك بعد نجاحك في عباس الأبيض؟
قطعاً لا، وهذه هى إحدى مشكلاتي مع الأعمال التليفزيونية ، فلا يمكن التحكم فى توقيت عرضها ، فحالياً يعرض لى مسلسل "زيزينيا" الذى قدمته منذ أكثر من خمس سنوات و"العمة نور" الذى قدمته فى رمضان قبل الماضى ، فالتليفزيون يفتقر حالياً لعملية تنظيم عرض المسلسلات ..

فقديماً كانت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة تقوم بتمثيل أكثر من ستة أعمال في العام الواحد ولكن كان هناك ما يسمى بالتنظيم ، حتى لا يتم حرق المسلسل أو الإضرار بالأعمال المعروضة فى الوقت نفسه ، فكان هناك مصطلح " أفلام فى العلب" يحتفظ بها المنتج لطرحها فى الأوقات المناسبة ، ولهذا هناك حتى الآن أعمال يتم عرضها لأول مرة لكبار النجوم على القنوات المختلفة.

مسلسل "العمة نور" خيب الكثير من آمال المشاهدين لأنه ضم نخبة كبيرة من ألمع النجوم و لكنه لم يكن على المستوى الفني المنتظر ، فلماذا حدث ذلك؟
يبدو أن الأداء المباشر جداً لبعض النجوم المشاركين في العمل جعل الملل يتسلل إلى قلب المشاهد ، و لكني أعتقد أن عائلة "فريد فاشوش" وعلى الأخص ظهور النجم الشاب أحمد الفيشاوي هو ما أنقذ هذا المسلسل من الإنهيار ، حيث كان الجمهور يتابع المسلسل لمتابعة عطوة وآخر مقالبه الساخنة.

"سؤال ليس له علاقة بالضرائب أو بالحسد" ما هو معدل الأعمال التى تقدمها فى كل عام ؟
ضاحكاً : أقوم بتقديم حوالي أربعة أعمال في العام الواحد ، أي بمعدل عمل كل ثلاثة شهور مما يوفر لي ولأبنائي الحياة المناسبة ، وفى الوقت نفسه يتيح لي أنا التركيز الكافي ووقت الراحة المناسب أيضاً.

وماذا عن الأجور الخيالية التى دائماً نسمع عنها.. ما هو موقفك منها؟
أجري الشخصي لا يكاد يصل إلى "واحد على عشرين من الأجور الرهيبة التى نقرأ عنها" ، كما أرى أنه على الرغم من مبالغة البعض فى أجورهم ، ولكنى متأكد من أن المنتج في الوقت نفسه إذا لم يكن متأكداً من جنى أرباح تغطي أجر هذا الممثل وباقي طاقم العمل "وزيادة" لم يكن ليوافق أصلاً على التعامل معه ، فالموضوع فى النهاية موضوع عرض وطلب ، أنا أعرض الأجر الذي أراه مناسباً وإذا كان المنتج يرى غير ذلك فهو يرفض.

ولكن ما هى أسباب المغالاة فى أجور الفنانين بعيداً عن مسألة العرض والطلب؟
لأن أجر الممثل إذا كان من جهة هو مقابل لعمله ، فهو من ناحية أخرى يعبر عن قيمته الفنية ، لذا يلجأ البعض للمغالاة الشديدة في أجوره ، ولكني أرفض ذلك بشدة وأرى أنني أحصل بالفعل على ما أستحقه ، ولكن الموضوع يختلف بحسب الدور فمثلاً دوري في "ياورد مين يشتريك" فقد قدمته كخدمة لصديق قديم ولم أظهر سوى في مشهد واحد لمدة دقيقتين ، لذلك لم أطلب من المنتج أى أجر.

وما هى المعايير التى تقوم على أساسها بإختيار أعمالك؟
الدور نفسه هو المعيار الأساسي ، فأحياناً يكون لا يتجاوز الخمسة مشاهد ، لكنه من الأدوار المحورية فى العمل لذا أوافق على تقديمه و مسلسل "يا ورد مين يشتريك" أكبر دليل على هذا ، وفي بعض الأحيان يكون ذلك حسب الحالة المادية التي أمر بها ، و التي قد تتطلب مني أحياناً تقديم أعمال قليلة المستوى ، و أنا أقول هذا بصراحة لأني رب أسرة مسؤل فيها عن الحفاظ على أبنائي وإستقراري العائلي.

وهل قدمت فعلاً أعمالاً من هذه النوعية؟
بالتأكيد ، قدمت أعمال من هذه النوعية ، لكنها ليست كثيرة.

وبما تشعر عند عرضها؟
بالإحراج وليس الندم ، لأنني تعلمت الكثير من هذه التجارب وربما لم أكن لأصل لهذه المكانة دون القيام بها ، لكننى أشعر بالإحراج من وضع اسمي عليها.

فيلم "أسرار البنات" ، على الرغم من أنه لاقى إعجاب النقاد ونال العديد من الجوائز ونال إعجاب الجمهور عند عرضه على شاشات التليفزيون ، إلا أنه لم يصادف نفس النجاح في شباك التذاكر؟
فيلم "أسرار البنات" مر بظروف غريبة حيث تصرفت الشركة المنتجة بصورة توحي بأنها تسعى لإفشاله ، لأنها طرحته فى نفس الوقت الذى كان فيه النجم الكوميدى "محمد هنيدى" يعرض واحداً من أقوى أفلامه هو "همام فى أمستردام" ، وتم طرح الفيلم في بعض دور العرض الصغيرة ، كما أنه لم يحصل على الدعاية المناسبة لذا لم يلاقي النجاح الكافي.

ولكن على الرغم من إشادة النقاد به إلا أن ذلك لم يدفعه للأمام ، فما هى أسباب الفجوة الكبيرة ما بين آراء الجمهور والنقاد؟
فى الحقيقة ليس لدي أى فكرة واضحة حول ذلك ، لكني أعتبر هذا الفيلم واحداً من أهم الأفلام التي أنتجتها السينما المصرية على مدار العشرين عاماً الماضية ، فهو يقدم قضية غاية في الخطورة والأهمية ، والجوائز التى حصل عليها فى المهرجانات المختلفة هى خير دليل على ذلك ، وأنا شخصياً حصلت على ثلاث جوائز أحداها من مهرجان أوسكار السينما المصرية وأعتبره من أفضل الأدوار التى قدمتها حتى الآن ، وما حدث بالنسبة للإيرادات حدث مع العديد من الأفلام العظيمة التى أشاد بها الجميع بعد ذلك منها "عرق البلح" ، و"الناصر صلاح الدين" ، و"إشارة مرور" ، و"أرض الخوف" ، وفيلم "إضحك الصورة تطلع حلوة" الذي فاق نجاحه كل الحدود بعد عرضه على شاشات التليفزيون ، حتى أن الجمهور أصبح حالياً يحفظ الحوار الدائر بين الأبطال وبعضهم البعض.

شاركت فى العديد من الأفلام التى يقال عنها أنها غيرت مسار السينما المصرية منها "إسماعيلية رايح جاى" ...فما هو رأيك فى هذا؟
وفيلم "آيس كريم فى جليم" أيضاً .. (ضاحكاً) فيلم "إسماعيلية رايح جاى" له قصة خاصة جداً حيث أن مشاركتي فيه جاءت من منطلق تقديم نفس الموقف الذى حدث لي مع محمد فؤاد قبل هذا بأعوام على أرض الواقع ولم يكن هناك أي حوار مكتوب خاص بالجزء الذي قدمته معه لأننا قدمنا ما حدث في الواقع بالنص حتى أن التصوير تم بالفعل في مدخل هذه العمارة التي أسكن فيها.

لكن هذا الفيلم أخذ عليه العديد من الإنتقادات كإستخدام مصطلحات مثل "الدِش" و"الموبايل" فى فيلم تدور أحداثه في السبعينيات، فما تعليقك على ذلك؟!
ليس هذا فقط ، ولكن الأجهزة التى ظهرت فى الفيلم كانت حديثة و لم يكن لها وجود إطلاقاً في تلك الفترة ، وأثناء التصوير تحدثت مع محمد فؤاد حول هذا الموضوع وأكد لى أنه لم يكن يعلم شيئاً حول ما يحدث ، وأكملت العمل لالتزامى بالعقد ، وإنتهيت من التصوير وفى يوم العرض الأول للفيلم حدث خلل ما أدى لإنقطاع الكهرباء ولم يبدأ العرض وبدأ الجمهور في التصفير إحتجاجاً على عدم بدء العرض ، وكنت أجلس في القاعة وبجواري شيماء سعيد وقلت لها "أنا هامشى" ، وحاولت شيماء إقناعى بالإنتظار لكني خرجت في الظلام ولم أحضر العرض ، وبعد خمسة أيام إتصل بى المخرج كريم ضياء الدين وبدأت أعنفه على ما حدث فى العرض الأول وعن الأخطاء التي حدثت في العمل فإذا به يضحك ويعرض على الإيرادات التى ألجمت لساني تماماً ، فالفيلم حقق حوالى 18 مليون جنيه في الوقت الذي كانت فيه أفلام عادل إمام تحقق 2 مليون جنيه وكنا نعتبرها معجزة في وقتها.

فيلم "سيب وأنا أسيب" كان آخر أعمالك السينمائية ، لم يحقق نجاحاً جماهيرياً رغم عرضه في عيد الفطر المبارك كما أشار النقاد لعدم جديته ، فما الذي جعلك تقدم على المشاركة فيه؟
مشكلتى أن الطفل الموجود بداخلى لم ولن ينضج مطلقاً فأنا معروف بضعفى تجاه الأطفال ووجود مها عمار ويوسف عثمان حمسني بشدة على القيام بالدور لكنه للأسف لم يظهر بالصورة التى كنت أتمناها.

و لكن بشكل عام ، يتم عادة في السيناريوهات السينمائية التركيز على الأبطال وتهميش الأدوار الأخرى ، وهو ما يدفعني لرفض الكثير من الأفلام التي تعرض عليّ.

قدمت شيماء سعيد من خلال فيلم "إسماعيلية رايح جاى" ، ثم أعدت تقديمها من خلال مسلسل هوانم جاردن سيتى ، فما سبب حرصك على تقديمها؟
إيمانى الشديد بموهبتها وصوتها الجيد هو ما دفعنى لتشجيعها وتقديمها للجمهور من خلال أكثر من عمل كما أننى أشعر بأننى لم اعطها الكثير مثلما فعلت مع فؤاد وهو ما كنت أتمناه ، لكن الوقت والظروف والإمكانيات اختلفت عن وقتها فلم تعد هناك شركة الإنتاج أو الفرقة التى تمكنت من خلالها من تقديم فؤاد بشكل أفضل ، لذا كنت أبذل كل جهدى لمساندتها ، حتى أن الجزء الذى غنت فيه شيماء فى مسلسل "هوانم جاردن سيتى" لم يكن مكتوباً أصلاً فى النص ولكنى سعيت لذلك عندما وجدت البيانو ، فإقترحت على المخرج أن تقوم شيماء بغناء مقطوعة صغيرة ووافق هو على ذلك ، لأقوم أنا بالعزف وهى بالغناء كما كان يحدث قديماً ، ومن ناحية أخرى كان ذلك لإشباع عشقي للموسيقى.

وهل تعتقد أنها تسير الآن على الطريق الصحيح وتقدم ما يتلائم مع قدراتها؟
أعتقد أنها مازالت تملك الكثير الذي لم يكتشفه أحد بعد ، فمن أهم العوامل التي ساعدت فؤاد هي أنني قمت بتلحين أول ثلاث أغنيات له ، مما ساعده على اكتشاف إمكانيات صوته وحدوده ، ولكني للأسف لم أتمكن من تقديم نفس الشئ لشيماء .

من ناحية أخرى، فأنا أعتبرها من المطربات القليلات المهددات بالإندثار وسط كل هذه المهاترات الغنائية الموجودة حالياً على الساحة ، ويشاركها هذا المصير كل من أنغام وفؤاد وعمرو دياب وكل المواهب الغنائية الحقيقية.

هل من السهل على أى شخص يجد فى نفسه الموهبة أن يجد من يتبنى موهبته ويسانده بالصورة المناسبة؟
فيما يخصني ، كان هذا من السهل جداً بالنسبة لي أن أقدم أية موهبة عندما كنت أملك الإمكانيات التي تساعدني على ذلك ، وبالفعل مازال الكثيرون ممن يرون في أنفسهم الموهبة يأتون إليّ ويطلبون منى مساندتهم لكنى فعلاً أفتقد للإمكانيات المطلوبة لذلك حالياً.

وفي رأيك ماالذي يدفع بعض النجوم للامتناع عن مساعدة الموهوبين الذين يبحثون عن فرصة للظهور؟
لأن الناس تتغير وبعضهم يعاني من عدم صفاء النفس ، و هم لا يدركون أن هذه المواهب غالباً ما تكون مفيدة لهم بعد ذلك ، بينما يخشى البعض الآخر من المنافسة فيرفض مساندة غيره ، كما أن طبيعة البشر تختلف فقديماً كان هناك تعاون دائم بين الناس وبعضهم البعض ، فلم نكن نسمع أبداً عن أي شخص "يعاكس بنت حتته" وإذا حدث ذلك كنا نقوم بتدبير كمين له ونعاقبه على ذلك حتى إن لم نكن نعرفها ، أو كانت أخت صديق لنا فكان يكفى أنها "بنت حتتنا" ،أما الآن فالشهامة أصبحت عملة نادرة جداً.

وتوقفنا لدقيقة لينضم لنا الأستاذ ممدوح الذى كان مسؤلاً عن هندسة الصوت فى الحفلات الخارجية الـ4M لتتحول الجلسة الى حالة من إسترجاع للذكريات الجميلة ، بدأتها بالسؤال عن بداية الفريق و أسباب حله:

يتنهد الفنان عزت أبو عوف ويظهر عليه إستغراقة فى الذكريات ليقول :
"بدأ فريق 4M بداية غير متوقعة حيث أننى كنت امتلك بالفعل فرقة غنائية تقوم بتقديم الأغنيات الخفيفة في الحفلات والسهرات ، وفى أحد الأيام ، كنت في منزلي أعزف إحدى المقطوعات الغنائية لأم كلثوم وإذا بإخوتى يدخلون على فجأة ليشاركونني الغناء ، وتصادف أن والدتى – شفاها الله - سمعتنا فإقترحت عليّ أن أشركهما معي فى الفرقة ، وإستغربت بشدة وتعللت بوالدي ، فقامت والدتى بإقناعه وبالفعل تم إنشاء الفريق.

أيضاً أتذكر أنه عندما كان ابني في الرابعة من عمره وكنت أنا أستمع إلى أم كلثوم فسألني "بتسمع مين يا بابا؟" فقلت له "أم كلثوم" فسألنى "ومين أم كلثوم دي يا بابا؟" فانزعجت بشدة وسألته "أمال إنت بتسمع مين؟" فأجابني "مايكل جاكسون" ، ومن هنا ظهرت فكرة أن أقدم موسيقانا الشرقية بصورة جديدة تناسب الشباب وتنال إعجابهم ، وبدأت البروفات في يناير 1979 وكانت أول حفلة لنا تذاع على الهواء مباشرة هي لإفتتاح مهرجان الإسكندرية فى يونيو 1979 وإذا بى أفاجأ بإعجاب أكبر النجوم فى الحفل بالموسيقى التي قدمناها وتفاعل بعضهم معنا ليشاركنا بالرقص ، وكان نجاحاً فاق الحدود واستمر هذا النجاح على مدار أكثر من إثنى عشر عاماً جبنا خلالها العالم العربى أكثر من خمس مرات كنا فيها على قمة الوسط الغنائي فى هذه الفترة.

و لماذا تم حل الفريق رغم هذا النجاح؟
لأسباب تتعلق بزواج أخواتى وحياتهم الخاصة حيث أن طبيعة العمل في الفرقة لم تكن تتلائم مع التزاماهم بحياتهم الأسرية ، وحاولت أن أعيد تكوين الفرقة مستعيناً بأربع فتيات أخريات ولكننا فشلنا فشل ذريع ، لا أدرى هل كان ذلك لأننى لم أكن أعمل بالحماس الكافي أم ماذا ، لكني أصبت بعدها بالإكتئاب ، وسافرت إلى الغردقة وقمت بإنشاء مشروعاً للغطس وإعتزلت العالم بالمعنى الحرفي للكلمة وأطلقت لحيتي وزاد وزنى حتى وصل لحوالى 120 كجم ، وكنت أقضي أياماً متواصلة فوق مركبي الخاص في البحر بعيداً عن الناس وأعود الى القاهرة أياماً معدودة أطمئن فيها على عائلتي لأعود من جديد لعزلتي.

ولكن البعض يعتقد أنك اتجهت للتمثيل مباشرة بعد حل الـ4M، و أن الغناء كان بطاقة دخولك لعالم التمثيل..
لا على الإطلاق ، وإذا نظرنا إلى على تاريخي السينمائي بأكمله ستجدين أنني لم أقوم بالغناء فى أي من أعمالي ، حتى أنه في مسرحية "الجميلة والوحشين" قام كل المشاركين فى العمل سواء ليلي علوي أو صلاح عبد الله بالغناء في المسرحية ، وعندما طْلب مني أن أغني رفضت تماماً ، لأني أرى أن كل واحد منا له دور معين لا يجب أن يخرج عنه.

أما عن كيفية دخولى لعالم التمثيل فجاءت بالمصادفة ، ففى يوماً ما كنت أحضر إحدى الحفلات في القاهرة ، فوجدت المخرج خيرى بشارة يطلب مني المشاركة فى فيلمه "آيس كريم في جليم" الذي كان يصوره آنذاك وسألني : "عمرك فكرت تمثل؟" فأجبته بالسلب ، فقال لي "دي عربيتك؟" فأجبته بالإيجاب ، فقال لي "لك عندي دور صغير فى فيلم ، ليه متجربش؟" وأضاف "وعلى العموم مش هتخسر حاجة" فسألته عن أبطال الفيلم ، فقال لي "عمرو دياب وسيمون" فقلت "لم لا" وطلبت منه السيناريو لأقرأه ووجدت أنه دور بسيط قريب منى في الواقع ولا يتطلب مجهوداً كبيراً فوافقت وقمت بالتصوير ، وسافرت بعدها مباشرة الى فرنسا لحضور مهرجان كان السينمائى ، لأعود بعد ذلك بشهرين وأجد والدي في إستقبالي بالهتافات لأكتشف أن الفيلم حقق نجاحاً مبهراً.

وهل ساعدك هذا على الخروج من حالة الاكتئاب التي كنت تعيشها؟
بالطبع ساعدني لكنني كنت أقمت بالفعل مشروع ناجح فى الغردقة ، لذا عدت إليها من جديد لمباشرة أعمالي هناك ، ولم يمر شهر حتى علمت أن المؤلف وحيد حامد يبحث عني بجنون وحينما تمكن من الوصول إليّ وجدته يطلب مني العودة للقاهرة على وجه السرعة ، فعدت فعلاً ووجدته يعرض على سيناريو مسلسل "العائلة" ويطالبني بالتفرغ الكامل لمدة شهرين لحين الإنتهاء من تصوير دوري ، فإضطررت لتصفية مشروعي بالغردقة وعدت من جديد إلى القاهرة لأبدأ مشواري الفني.

ما هو الجديد لدى عزت أبو عوف؟
أنا مقتنع أن أفضل وسيلة للقيام بالأعمال الجيدة هى ألا اقوم بالتخطيط على الإطلاق ، فأنا أرى الظروف العامة المحيطة بى لأقرر على أساسها مشاريعي القادمة ، وحالياً أقوم بتصوير مسلسل للأطفال بعنوان "يوميات طفل معمر" مع الفنانة نهال عنبر وهو من إخراج شوقي حجاب والموسيقى التصويرية والألحان للموسيقار عمار الشريعي.

كما أقوم بالإعداد لتقديم الفيلم السنيمائي "جرسونيرة" مع النجمة سماح أنور وقصة وإخراج الموهوب حازم متولي ، وتدور أحداثه فى مكان واحد ، وقد قمت أنا بمشاركة سماح وحازم بإقامة شركة إنتاج سنقوم من خلالها بإنتاج الفيلم الذي سيتم تصويره بنظام الديجيتال على الرغم من أن القليل جداً من دور العرض تستخدم هذا النظام.

و أخيراً..ما هى علاقتك بالإنترنت؟
أنا آخر واحد في مصر له علاقة بالإنترنت ، وهذا يثير استيائي بشدة وأنوي التغلب عليه بشكل جدي لأنني أدرك أهمية الإنترنت في الوقت الحالي.