FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الخميس، 13 يوليو، 2006 | آخر تحديث: الخميس، 13 يوليو، 2006
المخرج خالد يوسف يضحك مع الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى - تصوير : محمد ممدوح.

تغطية : محمد الأمير
تصوير : محمد ممدوح


ربما فاجئت المشادة التي وقعت بين المخرج خالد يوسف وصحفي جريدة النبأ الحاضرين في بداية الاحتفال الذي أقامته شركة الباتروس لإعلان تصوير المخرج لأحدث أفلامه "خيانة شرعية" .. إلا أن المفاجأة لم تكن من نصيب يوسف!

فالمخرج الذي يصور خامس أفلامه بعد رحلة طويلة كمساعد مخرج للأستاذ يوسف شاهين قال في كلمته إنه كان واثقاً من أن اسم فيلمه قد يثير تساؤلات عديدة ، لكن ما أثار أعصابه بشدة سؤال الصحفي حول ما إذا كان الفيلم يعد تقيماً من يوسف للدين والشرعية الإسلامية.

قابل يوسف السؤال فور دخوله إلى قاعة المؤتمر في إحدى البواخر السياحية ، كأول الحاضرين إلى الحفل ، لكن صوته ارتفع بمجرد انتهاء السؤال قائلاً : "كيف أصبح أنا قيماً على الدين ، من الذي يملك حق تقييم الدين ، وكيف يحكم الناس على الفيلم من اسمه فقط .. أنا اجتهد وأقدم فكري ، والإمام مالك بن أنس قال كل يؤخذ ويرد عليه إلا صاحب هذا المقام وأشار إلى قبر الرسول محمد".

بعد السؤال رفض يوسف الحديث إلا على منصة المؤتمر الذي حضره المنتج كامل أبو علي وبطل الفيلم هاني سلامة وسامح الصريطي وضيف شرف الفيلم الصحفي إبراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور ، والوجوه الجديدة حسن حرب وأحمد عودة وحسن نبيل ، وساندي ومايسه وهديل ، بينما غاب عنه بطلتاه مي عز الدين وسمية الخشاب ، والفنان هشام سليم.

عاد يوسف إلى الهدوء وهو على المنصة ومازح الصحفيين أكثر من مرة قبل أن يبدأ من اسم الفيلم – الذي أكد تفهم الرقابة له - قائلاً : "بالطبع يُطرح من خلاله سؤالاً ، هل هناك خيانات مشروعة وأخرى غير مشروعة؟ لكن بالنظر إليه بشكل أعمق سنعرف أنه يحمل تناقض ، يعكس حقيقة الفيلم المليء بالتناقضات ، والتي لم اخترعها ، بل اخرجتها من النفس البشرية".

واستطرد يوسف قائلاً : "كل منا يحمل داخله تناقضات عديدة ، مابين الخير والشر ، وأنا أحاول عكس هذا في فيلمي من خلال جريمة قتل تحدث ، ونرى من خلال شخوصها المجتمع المصري في السنوات الخمس الأخيرة ، ما بين إسقاطات سياسية وظروف اقتصادية وعاطفية ، إنه محاكاة ليوميات الشعب المصري".

وهذه هي الأسباب التي عددها عيسى لقبوله الوقوف أمام كاميرا السينما للمرة الأولى : "أنا أحب يوسف مفكراً ومخرجاً ، إنه واحد من علامات السينما ، لأنه قادر على صناعة فن ممتع ومليء بالفكر في الوقت نفسه ، لا ينسى أن رسالة الفن الأولى هي الترفيه ، لذلك نرى لديه جماليات الصورة ، متضمنة أفكاره العميقة".

ونفى عيسى أن يكون فيلم يوسف شبيه بجريدته المستقلة "الدستور" في معارضتها السياسية اللاذعة للحكومة قائلاً : "الفيلم ليس سياسياً على الإطلاق ، أنا مجرد ضيف شرف في الفيلم أجسد شخصيتي الحقيقية ، ولست محور أحداث للفيلم ، العمل ككل أجمل من أن نحصره في هذه الزاوية ، وأكبر من أن نراه في هذا الإطار ، إنه مكتوب بأسلوب يناقش النفس البشرية التي تمارس السياسة ومعها العديد من المشاعر والأفعال المتناقضة وهو ما كتبه يوسف بأسلوب جعلني أوافق على الفور".

اختيار يوسف لعيسى لم يأت من ناحية فنية مطلقة مثلما كان الحال مع نظيره ، بل أرجع المخرج السبب لعيسى نفسهحيث قال: "عندما أرسلت السيناريو إليه كتبت عليه جملة(أسابق الزمن لكي أسجلك أنت وجريدتك في ذاكرة السينما ، قبل أن تسجن أو تصادر جريدتك ، لأني أرى أن عيسى وتجربته الصحفية تمثل شرفاً للسينما المصرية أن تسجلها)".

ومن جانبه قال سلامة لموقع filbalad.com إن سبب مشاركته للعمل مع يوسف للمرة الثالثة على التوالي من بعد فيلمي "ويجا" و"إنت عمري" يأتي لأنه يكشتف فيه مناطق جديدة مع كل فيلم ، خاصة في الفيلم الجديد الذي يقدمه لأول مرة كممثل حركة ، ويجسد مناطق شر كثيرة في الشخصية.

وتابع سلامة أنه واثق من تقديم يوسف له بصورة رائعة في هذا الدور "لأننا نتمتع الآن بنوع من التفاهم التي خلقتها علاقة الصداقة القوية بيننا على المستوى الشخصي".

وأضاف سلامة : "استعد لفيلم قادم مع مخرج آخر غير يوسف ، لكني هذا لا يعني أني أقدمت على هذا على سبيل التغيير فحسب ، بل لأن العمل جيد ، وإذا نظرنا إلى أعمالي مع يوسف ستجد أني لا استطيع أن أرفض أعمال بهذه الجودة".

يوسف - الذي رشح سلامة لأول بطولة مع شاهين في "الآخر" - يقدم في فيلمه مجموعة من الوجوه الشابة التي كشف طريقة وصوله إليهم قائلاً : "أذهب إلى المعاهد الفنية ، لأنهم شباب اختاروا مصيرهم وحددوا طريقهم ، وهم أحق الناس بفرصة تكشف مواهبهم الحقيقية ، وكل الشباب في الفيلم من طلبة معهد الفنون المسرحية".

لكنه أوضح أن الفتيات الجديدات على الشاشة المصرية قادمات من أقطار عربية أخرى ، مما دفع الصحفيين إلى السؤا