"هاتولي راجل".. فانتازيا الإيفيهات الجريئة

تاريخ النشر: الأربعاء، 30 أكتوبر، 2013 | آخر تحديث:
البوستر الدعائي لـ"هاتولي راجل"

فانتازيا تبديل الأدوار بين الرجل والمرأة دوما تثير الضحك كما حدث في فيلم "بنات العم"، ولكن في فيلم "هاتولي الراجل" تبديل الأدوار جاء بناء على تغيرات جينية لنصرة الأنثى.

قصة الفيلم قائمة على فكرة خيالية وهي تحول المجتمع من ذكوري لأنثوي، فنجد يسرا اللوزي تقوم بشخصية الفتاة التي تغوي الرجال بأضواء الشهرة والتمثيل، وميريت تقوم بدور الضابط الشجاع، وإيمي سمير غانم موظفة متزوجة حديثا وتغير على زوجها وتمنعه من الخروج مع أصدقائه.

أما الرجال، فكريم فهمي شخصية الزوج الذي يخاف من زوجته ويحاول انتزاع حقوقه، وأحمد الفيشاوي الشاب الخجول الذي يخشى من تصرفات السيدات في الشوارع ويتعرض للتحرش ومضايقات من الفتيات ويتمنى العمل كممثل لولا نظرة المجتمع للفنانين، أما شريف رمزي فهو فتى الليل الذي يعلن للجميع عمله كـ"ممرض" ويقع في غرام ضابطة الشرطة ولكنه يخشى مصارحتها بماضيه.

تستعرض قصة الفيلم ثلاث قصص رئيسية تسير بالتوازي، يجمعهم فقط علاقة الرجال ببعضهم ومحاولتهم لاسترداد حقوقهم أمام السيدات المسيطرات، فكرة الفيلم مثيرة للضحك بشكل كبير، وهناك مشاهد مضحكة لأقصى درجة، مثل مشهد تحويل أسد قصر النيل للبوة، ومشهد رقص شريف رمزي أمام دينا والتحرش بأحمد الفيشاوي.

لكن يعيب على الفيلم محاولة حصر إيفيهاته بالناحية الجنسية فقط، وكأن هيمنة الرجل في الواقع لا تظهر إلا بهذه المنطقة ويحاول الفيلم عكسها بشكل فانتازي، فالقصص الثلاثة تتخللها هذا العيب، وإن كان أكثره بين إيمي وكريم، فمشاهدهم كلها في هذه المنطقة.

ولم يحدد كاتب السيناريو أبعاد محددة لما يرديده مما كتبه، فتارة يتجاهل دور الدين في مشهد اكتشاف كريم فهمي خيانة زوجته له مع أحد الرجال بفندق، وفي المشهد التالي له يذكرها أن له حقوق بالزواج من أربع سيدات كما يحل له الدين! فعليه أن يحدد إما مناقشة الدين أو فانتازيا للا نهائية.

وإذا اعتبرنا أن كريم تقبل خيانة زوجته له كما تتقبل السيدات، فالمرأة تغضب وتثور بعد اكتشاف خيانة زوجها ولا يعود للبيت بمنتهى البساطة بهذا الشكل.

وسرعة الفيلم وإيقاعه سقطت من المخرج محمد شاكر خضير والمؤلف كريم فهمي في النصف الثاني من الفيلم، وانتهى الفيلم بشكل روتيني بحت، حفل زفاف ومصالحة الزوجين، ووجد الفيشاوي الصغير فتاة أحلامه ضمن صديقات العروس.

قدم الست ممثلين أدوارهم بشكل رائع جدا، وبدوا مرتاحين في أدوارهم، فلم يكن يتخيل أحد أن تقدم يسرا اللوزي ذو الملامح الهادئة الشخصية الشريرة، أما ميريت التي قدمت ثاني أدوارها فتحمل الكثير من المفاجآت للجمهور، ولكن على إيمي سمير غانم تغيير أدوارها فهذه هي المرة الرابعة التي تقدم فيها شخصية الفتاة الجريئة التي تلقي بإيفات جريئة بعض الشيء.

أما الرجال، فكريم فهمي قدم دوره بشكل جيد، وأحمد الفيشاوي فظهر مدى اشتياقه لكاميرا السينما من خلال تمثيله، وأبدع شريف رمزي في تقديم دوره كفتى ليل.

أغاني الفيلم وموسيقى تصويره حالة فريدة، فهاني عادل قدمها بسيطة وسهلة ولكنها بارزة.

الفيلم نجح في تغيير شكل السوق السينمائي من أفلام "البلطجي والراقصة"، كما نجح في اقتناص ضحكات الجمهور وسط كل الهموم التي يعيشها المواطن المصري، فتحية لصناعه الذين تحدوا الظروف الصعبة التي تمر بها صناعة السينما في مصر، بفيلم يحمل فكرة.

ناقشوني عبر حسابي بموقع Twitter:
@maigouda

شاهد إعلان الفيلم