FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الثلاثاء، 20 يونيو، 2006 | آخر تحديث: الثلاثاء، 20 يونيو، 2006
منتج الفيلم عماد الدين أديب ومؤلفه وحيد حامد يرحبان بالمطرب هشام عباس في العرض الأول - تصوير : محمد ممدوح.

الدين والسياسة والجنس .. محظورات ظلت السينما المصرية بعيدة عنها ، حتى جاء فيلم عمارة "يعقوبيان" ليكسرهم مجتمعين ، مع رفض على أبو شادي رئيس الرقابة المصرية قص أي مشهد ، حتى وإن رأى بعض النقاد مآخذ على الفيلم الذي أثار الرأي العام كما لم يفعل آخر من قبل.

يبدأ الفيلم الذي تبلغ مدته 160 دقيقة بتعليق صوتي على خلفية لصور بالأبيض والأسود لمنطقة وسط البلد بالقاهرة مشيرا إلى تاريخ إنشاء "الخواجة" يعقوبيان للبناية عام 1937 وكانت ذات طابع "كوزموبوليتاني" تضم سكانا من ديانات وأعراق مختلفة.

ويحمل التعليق الصوتي كثيرا من الحنين إلى ذلك الزمان ، كما يدين الضباط الذين قاموا بثورة 23 يوليو عام 1952 على النظام الملكي ويحملهم ما يعتبره فوضى وقبحا ، حيث كانت الشقة التي تخلو بموت صاحبها الأجنبي "يخطفها ضابط من ضباط الجيش" ونقل الضباط ثقافتهم إلى بناية تحول سطحها إلى حي عشوائي.

ويستعرض الفيلم الذي كتب نصه السينمائي وحيد حامد مصائر شخصيات تقيم بالبناية في مقدمتهم زكي باشا الدسوقي (عادل إمام) المهموم بمطاردة النساء والذي ينعي حاضر مصر ويردد بمناسبة وبدون أن مصر الآن في أسوأ حالاتها بسبب تزايد من يعتبرهم لصوصا وفاسدين ، ويقول إن "البلد باظت .. احنا في زمن المسخ".

لكن زكي لا يفعل شيئا إيجابيا لنفسه أو لمصر رغم مشاجرات أخته (إسعاد يونس) معه حيث تتهمه بتلويث سمعة العائلة وهو يوجه إليها اتهامات أخلاقية مماثلة ، فتقيم عليه دعوى حجر مشككة في قواه العقلية.

أما طه الشاذلي (محمد إمام) فهو يحب بثينة (هند صبري) الفتاة الفقيرة التي تقيم على سطح البناية ويطمح إلى الالتحاق بكلية الشرطة وتتحطم آماله بسبب الوضع الاجتماعي لوالده بواب البناية ، ويصبح عضوا في جماعات إسلامية متشددة وتتوتر علاقته ببثينة التي لا تمانع في تقديم "تنازلات" حين يتحرش بها صاحب محل للملابس تعمل به مقابل بضعة جنيهات.

ويعتقل الشاذلي بعد إحدى المظاهرات ويتم اغتصابه فيخرج مصمما على الانتقام ويطلق النار على الضابط الذي أذاه ، وفي تبادل لإطلاق النار بين الشرطة ومتشددين إسلاميين يلقى الشاذلي والضابط مصرعهما.

وفي البناية أيضا يقيم حاتم رشيد (خالد الصاوي) رئيس تحرير صحيفة تصدر بالفرنسية وهو يجمع بين النجاح المهني والشذوذ الجنسي ويسعى لاصطياد مجند في الشرطة ويبرر له الأمر بأنه مجرد متعة غير مؤذية وأن "الحرام هو الزنا" بين رجل وامرأة حيث تختلط الأنساب.

ويضم الفيلم نموذجا لرأس المال الذي يوصف بالطفيلي ممثلا في الحاج محمد عزام (نور الشريف) الذي كان ماسح أحذية ثم أصبح يمتلك مشاريع استثمارية ويطمح إلى دخول البرلمان ويرضخ لابتزاز الوزير المسئول عن تلك المهام كمال الفولي (خالد صالح) الذي يقدم نفسه باعتباره مندوبا عن "الكبار".

ويرى عزام أن الفولي "رجل يوقف البلد ويقدر يقعدها" في زمن تصفه الفتاة بثينة بأنه جعل مصر "قاسية قوي على أهلها".

والفيلم الذي يضم حشدا من أبرز الممثلين ويعد من أضخم إنتاج السينما المصرية مأخوذ عن الرواية التي صدرت قبل بضع سنوات بالعنوان نفسه للأسواني ، وحظيت الرواية بشهرة واسعة لتناولها قضايا الفساد السياسي والاقتصادي والدعارة والمثلية الجنسية التي يعتبرها الفيلم والرواية "شذوذا".

وعلى هامش مهرجان "روتردام" قالت الناقدة الهولندية بيليندا فان دي خراف لرويترز إن الفيلم أقل من مستوى المنافسة في مهرجانات دولية ، رغم ما اعتبرته "بذخا في الإنتاج".

وأشاد ناقد عربي طلب عدم ذكر اسمه بالمخرج في أولى تجاربه مع السينما الروائية الطويلة لكنه قال إن الفيلم "يغازل هوى الجمهور بتقديم معالجة أقرب إلى السينما التجارية ، كما تتأرجح رؤيته بين الإفصاح والتلميح فيما يخص توجيه الاتهام الصريح إلى مسئولية رؤوس الفساد السياسي".