FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: السبت، 3 يونيو، 2006 | آخر تحديث: السبت، 3 يونيو، 2006
نجوم فيلم عمارة يقوبيان

روتردام (هولندا) - رويترز : خلق فيلم "عمارة يعقوبيان" ارتباكاً مرورياً على غير العادة في مهرجان روتردام للفيلم العربي في هولندا ، ودفع الزحام في القاعة المخصصة لعرضه الوحيد إدارة المهرجان إلى الإعلان عن تنظيم عرض آخر للفيلم المليء بالنجوم.

كان الزحام قبل بداية العرض بدافع الفضول لرؤية عمل قرأ العرب المقيمون في هولندا عنه ، كما سمع به بعض الأجانب حيث شارك الفيلم خارج مسابقتي الدورة الاخيرة لمهرجاني برلين وكان.

وتزاحم الجمهور من جاليات عربية وأجانب في روتردام لرؤية الفيلم الذي أحدث ضجة بعد مشاركته خارج المسابقة الرسمية في مهرجان كان وبرلين ، وحصل مخرجه مروان حامد على جائزة أفضل عمل أول من مهرجان تريبكا الذي أسسه الممثل الامريكي البارز روبرت دي نيرو في نيويورك.

والفيلم مأخوذ عن رواية الكاتب علاء الأسواني بنفس الاسم ، والتي صدرت من بضع سنوات ، واكتسبت الرواية التي تتناول قضايا الفساد السياسي والاقتصادي والدعارة والمثلية الجنسية شهرة لم تحظ بها رواية عربية في السنوات الأخيرة ، وتحمس لها بعض النقاد ، وإن رأى آخرون أنها متواضعة المستوى فنياً.

وأشاد كثير من العرب المقيمين في هولندا بالفيلم واعتبروه مرآة لمصر حاليا.

في حين يرى ناقد طلب عدم ذكر اسمه أن الفيلم "بصرف النظر عن لغته السينمائية التي تبشر بمخرج واعد ، هي نوع آخر من السينما التجارية ، التي تلعب على خليط من السياسة والجنس ، والتلميح بحساب إلى الفساد ، مع عدم الإشارة إلى الرأس الفاسد الكبير".

وأشار آخر إلى عدم ملاءمة عادل إمام لأداء شخصية الباشا التي تحتاج في رأيه إلى مقومات جسمانية مختلفة لرجل يحمل وجهه "بقايا عز ووسامة مثل (الممثل المصري) عمر الشريف مثلاً".

يبدأ الفيلم الذي يبلغ 160 دقيقة بتعليق صوتي على خلفية لصور بالأبيض والأسود للقاهرة القديمة ، أو ما يعرف الان بمنطقة "وسط البلد" مشيرا إلى تاريخ انشاء البناية التي اتخذها الفيلم عنواناً له ، حيث أسسها "الخواجة" يعقوبيان عام 1937 وكانت "عمارة كوزموبوليتانية" تضم سكانا من ديانات وأعراق مختلفة.

لكن الفيلم - الذي كتب نصه السينمائي وحيد حامد - يشدد على أن الحياة آنذاك كانت جميلة ، ويحمل الضباط الذين قاموا بثورة 23 يوليو مسئولية ما يعتبره فوضى وقبحا ، حيث كانت الشقة التي تخلو بموت صاحبها الأجنبي "يخطفها ضابط من ضباط الجيش" ، ونقل الضباط ثقافتهم إلى البناية ، التي تحول سطحها إلى حي للشعوائيات وتربية الطيور.

ويعد الفيلم بانوراما لمصر في بداية القرن الحادي والعشرين ، من خلال تتبع مصائر شخصيات تقيم بالبناية ، في مقدمتهم زكي باشا الدسوقي ، الذي يجسده النجم عادل إمام ، ابن الباشا والثري سابقاً ، والمهموم بمطاردة النساء ، والذي يعتبر مصر في أسوأ حالاتها ، ويردد هذا الكلام بمناسبة وبدون ، فهو يقول لمومس إن مصر تعيش زمناً غريباً لا تحتاج فيه إلا إلى "الصيع" في إشارة إلى اللصوص والانتهازيين والفاسدين.

لكن زكي لا يفعل شيئا إيجابياً لنفسه أو لمصر ، رغم مشاجرات أخته معه - التي تجسدها المنتجة إسعاد يونس - حيث تتهمه بتلويث سمعة العائلة ، وهو يوجه إليها اتهامات أخلاقية مماثلة ، فتقيم عليه دعوى حجر مشككة في قواه العقلية ثم تلفق له تهمة وتقتاده إلى مركز الشرطة.

أما طه الشاذلي - الذي يجسده محمد عادل إمام - ابن البواب ، فهو يحب بثينة - التي تقدمها هند صبري - الفتاة الفقيرة التي تقيم في البناية ، ويطمح إلى الالتحاق بكلية الشرطة ، ويحول دون ذلك الوضع الاجتماعي لوالده ، فيكون ضحية جماعات متشددة في جامعة القاهرة ، ولا ترضى الفتاة عن تشدده ، وتقدم هي بعض التنازلات التي تجعلها راضية عن تحرش صاحب محل للملابس تعمل به مقابل بضعة جنيهات.

وعقب إحدى المظاهرات ، يُطارد الشاذلي ويقبض عليه ، ويرفض الوشاية بزملائه ، فيتم اغتصابه ، ثم يخرج مصمماً على الانتقام ، ويطلق النار على الضابط الذي آذاه وفي تبادل لإطلاق النار بين الشرطة ومتشددين إسلاميين ، يسقط الشاذلي والضابط وتختلط دماؤهما فلا يعرف أيهما الجاني وأيهما الضحية.

أما حاتم رشيد رئيس تحرير صحيفة (القاهرة) التي تصدر بالفرنسية فهو ناجح في عمله ولكنه مثلي سلبي ويسعى لاصطياد مجند في الشرطة ، يرفض أن يكون طرفا في اللعبة بوازع ديني ، فيبرر له الأمر بأنه مجرد متعة غير مؤذية ، وأن "الحرام هو الزنا" حين يتصل رجل بامرأة ، حيث يترتب على ذلك اختلاط الأنساب.

وأدى الممثل المصري خالد الصاوي دور رشيد ببراعة ، أثارت إعجاب المشاهدين وشفقتهم أيضا ، باعتبار شخصية رشيد ضحية والدين لم يمنحاه الحب الكافي ، وتركاه لإدريس الخادم الذي كان يغتصبه في صباه.

ويضم الفيلم نموذجاً لرأس المال مجهول المصدر ، ممثلا ف