FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الاثنين، 8 مايو، 2006 | آخر تحديث: الاثنين، 8 مايو، 2006
عبد العزيز محمود

القاهرة (مصر) – رويترز : يخرج قارئ كتاب عن تاريخ الأغاني الشعبية المصرية بما يشبه النتيجة التي تشير الى أن المصريين يقاومون بالغناء كل شيء من الهموم اليومية الصغيرة الى الهزائم العسكرية.

يقول علي الشناوي مؤلف كتاب "الأغنية الشعبية" أن المواطن المصري بعد حرب 1967 بحث عن مهرب مما اعتبره هواناً وفقداناً للثقة بالنفس فلجأ الى استهلاك أعمال غنائية وصفها بالممنوعة والهابطة لمؤدين مجهولين تصدروا عالم "الغناء السري" في تلك المرحلة.

وحرص المؤلف على أن يسجل الجاذبية التي يحظى بها هذا اللون الغنائي لدرجة دعت مطربين كبار الى تقديم أعمال ذات طابع شعبي ومنهم أم كلثوم وعبد الحليم حافظ الذي غازل جمهوره ببعض الاغنيات منافساً المطربين الشعبيين.

وفي تعريفه للأغنية الشعبية يقول المؤلف في كتابه - الذي يصدر يوم الاثنين 8 مايو الجاري في 192 صفحة كبيرة القطع - أنها العمل الذي يخرج من الناس ويعبر عنهم ويستطيعون غناءه حيث يكون لهذا اللون الغنائي أثر عميق في تشكيل وجدان الشعب كما أن هؤلاء المطربين أناس عاديون يشعر المستمع بأنهم مثله ، وليسوا نجوماً هبطواً من السماء.

وسجل بعض تجارب مطربين بارزين قدموا أغنيات شعبية منهم أم كلثوم في الأغنية التي كتبها بيرم التونسي ويقول مطلعها .. "قول لي ولا تخبيش يا زين .. إيش تقول العين للعين" ، وعبد الحليم حافظ في "على حسب وداد قلبي" ، وكذلك السورية فايزة أحمد في "يامه القمر ع الباب" و"غازلة له يامه بايدي الطاقية" و"تمر حنة" ، كما غنت اللبنانية صباح "ع البساطة" و"الغاوي ينقط بطاقيته" ومحمد فوزي "يا ولاد بلدنا يوم الخميس .. هاكتب كتابي وابقى عريس".

ومن أبرز المطربين الشعبيين محمد عبد المطلب صاحب أغنيات "ساكن في حي السيدة" و"السبت فات و"ودع هواك" ، وعبد الغني السيد في "البيض الأمارة" و"ع الحلوة والمرة" ومحمد قنديل في "جميل واسمر" و"يا حلو صبح" و"أبو سمرة السكرة" ، وعبد العزيز محمود في "منديل الحلو" و"تاكسي الغرام" ، وكارم محمود في "عنابي".

أما محمد رشدي (1928 - 2005) صاحب أغنيات "قولوا لمأذون البلد" و"كعب الغزال" وغيرها فيأتي في مقدمة الجيل الثاني من المطربين الشعبيين وأصبحت أغنيته "عدوية" اسماً لشخص آخر قيل أنه أداها إرتجالاً في أحد الأفراح فصارت لقباً له وهو أحمد عدوية.

وقال الشناوي أن الأغنية الشعبية تحولت منذ نهاية الستينيات وحدث لها في كثير من الأحيان ما يشبه تغيير الجلد على أيدي من اعتبرهم منتسبين هبطوا بالغناء الشعبي إلى مستوى "الكلمات التافهة والنكات السخيفة" ، وأضاف أن عدوية أصبح رمزاً لهذا الغناء الشعبي في السبعينيات منذ ظهر "عقب نكسة 1967".

مشيراً الى أن عدوية غنى مواويل وأغاني من تلحين موسيقيين بارزين منهم سيد مكاوي وبليغ حمدي وكمال الطويل ، كما كتب له مأمون الشناوي الذي كتب لأم كلثوم أغنيات منها "ودارت الايام" و"بعيد عنك".

كما أشار الى أن حرب 1967 والانفتاح الاقتصادي في مصر منتصف السبعينيات تسببا في دخول مفردات "غريبة" الى الغناء الشعبي كما يبدو من أغنيتي عدوية "بنج بنج بنج" ألحان بليغ حمدي و"كراكشنجي دبح كبشه" التي كتبها مأمون الشناوي الى جانب أعمال أخرى تتفق مع منظومة الغناء الشعبي الذي يحث على الصبر والأمل ويلعن الفراق والخيانة كما يدعو الى الفرح بالحياة.

وقال أن أغلب "الغناء السري" في تلك المرحلة كان حصاد مؤديين مجهولين ومنتجين تجار لا علاقة لهم بالفن ، وغرف للتسجيلات "تحت بير السلم" بدلاً من الأستوديوهات ، وكانت الثمرة أغنيات : "ممنوعة وهابطة وغير مجازة رقابياً إما لتدني مستواها أو لعدم مراعاتها للذوق والآداب العامة ، وأضحت الاغنية الشعبية التي كانت عنواناً للأصالة توصف باللإسفاف والهبوط".

وأرجع المؤلف بداية الغناء السري الى "مكوجي" إسمه "أنور العسكري" كان شرطياً في الستينيات ومنها حمل لقب العسكري وكان يرتجل "الغناء البلدي" بدون موسيقى واستعان به المخرج المسرحي فايز حلاوة ليغني في مسرحية "قهوة التوتة" ثم اختاره مخرج آخر لغناء مقدمة مسلسل تليفزيوني نجح آنذاك فاشتهر العسكري ووجد من ينتج له إسطوانات.

ويعد حلاوة الذي تخرج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس مؤسس ما يعرف بالكباريه السياسي الذي يتناول علاقة المواطن بالسلطة ، وأخرج مسرحيات منها "روبابيكيا" و"يحيا الوفد" و"البغل في الإبريق" و"الباب العالي".

وقال الشناوي إن نجاح أعمال العسكري جعله "مدرسة" تخرج فيها كثيرون منهم شعبان عبد الرحيم وكتكوت الأمير وحسن الأسمر وعبد الباسط حمودة ، وهو معتمد من لجنة الإستماع بالإذاعة والتليفزيون منذ عام 1984 وحصل على بطاقة اعتماد كمطرب من لجنة استماع ضمت الموسيقيين أمثال محمد الموجي وبليغ