"منك لله يا جمال يا مروان"

تاريخ النشر: الأربعاء، 19 ديسمبر، 2012 | آخر تحديث:

كانت هذه أول ردة فعل جاءت في بالي عندما شاهدت الطريقة المبتكرة التي استخدمها رجل الأعمال جمال مروان للإعلان عن طلاقه من شريكة حياته جيلان سهمود.

فرجل الأعمال الذي دوما ارتبط اسمه بالمشاكل والقضايا، قرر أن يخوض تجربة جديدة في عالم الفضائح وليكن بطلها وهي "الطلقة الأولى بعد الدخول والخلوة الشرعية"، وفضح تفاصيل حياته الشخصية مع زوجته لمتابعي قناته!

لا أتحدث هنا بصفتي أنثى غاضبة على كرامة ابنة جنسي وخاصة وأن هذا الانتقام البشع من رجل بالتأكيد جاء بعد استفزاز تخطى الحدود، وإن كنت أرفض هذه الطريقة في التصريح عن الحياة الشخصية مهما كانت الأسباب وخاصة في حين وجود عشرة لسنوات طويلة.

فكل ما يهمني الآن هو كيف تحول الإعلام لهذه المرحلة من الانحطاط! فإن كانت الأصوات التي تطالب بحياد الإعلام بعد انقسامه لفريقين في الساحة السياسية، فالآن لدينا من يحول الإعلام لحساب حياته الشخصية والتنكيل من طليقته لمجرد أنه "صاحب المحل"، فما دخل الجمهور بتصفية الحسابات والانتقام؟!

لا تعد هذه المرة الأولى التي تُستخدم وسائل الإعلام في خدمة الحياة الشخصية، فسبق واستغل السياسي عمرو حمزاوي عموده في صحيفة "الشروق" لإعلان حبه للممثلة بسمة في مقال بعنوان "أشك" وسط تصاعد الأحداث بين الثوار والمجس العسكري في أغسطس 2011.

وفات الأمر ولم يعلق عليه شخص رغم تباين الآراء حول صحة الموقف، ربما لأن الموضوع كان "غرضه نبيل" أو لأن بسمة نجمة محبوبة وسط الجمهور وزادت محبتها بدعمها للثورة قبل اندلاعها بانضمامها لجمعية التغيير الوطنية.

لكن الأستاذ الجامعي وقع في الخطأ عندما أضاع وقت قرائه في قراءة مقال شخصي، ويضيع من جيبهم ثمن الصحيفة التي ربما يكون قد اشتراها شخص ما لمعرفة رأيه في أحد الأمور السياسية ويفاجأ بمقال عاطفي.

وربما سكوتنا على هذه الواقعة أتاح لغيرها أن تحدث ولكن بشكل فج وسخيف للغاية، فمروان دائما يفاجئنا بإعلاناته الجريئة والخارجة عن المألوف عبر قنواته وكان دوما يلقى رد فعل الجمهور الناقد لهذه الطريقة، ولكن هذه المرة وصلت لحد التجريح في شخص ما غير مشهور ولا يهم الجمهور في معرفة أخباره وفضائحه!

تعامل جمال مروان مع حياته الشخصية بشكل تجاري، فضرب عصفورين بحجر، تمكن من الانتقام من طليقته جيلان، وفي نفس الوقت جذب الجمهور لقنواته الترفيهية التي قد تكون خسرت جمهور كبير بسبب سخونة الأحداث السياسية في مصر، فبهذا الإعلان الفريد من نوعه سيتمكن من لفت الانتباه وربما المعلنين بالمرة.

ولكن ماذا خسر جمال مروان من وراء هذا الإعلان؟ ماديا لم يخسر شيء ولا إعلاميا، فدعايا قنواته كلها خارجة وبها الكثير من الإيحاءات الجنسية، أما عن المطربات التي قدمهم للساحة فحدث ولا حرج من ماريا ودانة حتى قمر!

فالصورة الذهنية لقنواته منذ بدء بثها بأنها تعرض ما لا يُعرض على باقي القنوات مهما كان جريء أو صادم لم تتغير، بل وهو دوما كان يحاول جاهدا لترسيخ هذه الفكرة وتوجها بخبر عن حياته الشخصية.

وربما هذا الإعلان قد يجني عليه الكثير من الفوائد، احتل صفحات الجرائد والجمهور ينتظر الإعلان في القناة أي نسبة مشاهدة عالية، وأخيرا عودة للأضواء من جديد بعد انحسارها عنه خاصة بعد الأزمة المادية التي ألمت به.

المتضرر من هذه الأزمة هو الجمهور المستاء من الإعلان، وأسرة مطلقته وأبناءه، وربما يخسر قليلا من معارفه أو ثقة المحيطين به.

وللأسف ما قام به مروان لا يعاقب عليه القانون لأنه نشر الوثيقة التي حصل عليها من الدولة، والطلاق كالزواج يستدعي الإشهار، ولكن بالطريقة التي استخدمها تحولت لفضيحة.

عزيزي جمال مروان: حذف الفيديو أو منع الإعلان لن يغير من الموقف شيئا، لقد أخطأت ولتصحيح الموقف عليك الاعتذار عنه، وليتقبله أهل الإعلام وزوجتك ومن قبلهم أبناءك منها.

للتواصل معي ومناقشتي ... تابعني عبر Twitter.