عيني عينك!

تاريخ النشر: الخميس، 4 مايو، 2006 | آخر تحديث: الخميس، 4 مايو، 2006

عفوا أيها المستمعون : فعندما تستمعون إلى هذه الألحان والأغنيات ، ستجدون أنفسكم تشعرون بأن هناك بعض الجمل اللحنية التي يمكن أن تكونوا قد سمعتموها من قبل في مكان ما ، أو على الأقل سمعتم مثلها!

لا نريد أن نتهم أحدا بشكل صريح ، ولكنها تساؤلات نعرضها بالأمثلة ، ولكم الحكم في النهاية :

فهذا يوري مرقدي "باحبك موت" .. إنريكي إجليسياس bailamo ، "أنا الحبيب" لمحمد عطية ألحان محمد يحيى .. باك ستريت بويز the call ، لزمة أغنية "يا حبيبي لا" لعمرو دياب ألحان عمرو مصطفى من المطرب كريك ديفيد seven day ، إليسا "شو الحل" ... kuzu kuzu تركان ، أغنية "جيتلك" لمصطفى قمر ألحان عمرو مصطفى من جينيفر لوبيز أغنية dear ben ، عمرو دياب "إنت ما قولتش" ألحان عمرو دياب من "سألوني الناس" لفيروز للملحن زياد الرحباني ، "ياللي جمالك" خطر لهشام عباس ألحان محمد رحيم ، وهي من التراث النوبي التي غناها محمد منير "مدد يا رسول الله" ، بداية "وماله" من مذهب أغنية "كان حلم عمري" لعامر منيب ، أغنية "كل الأوقات" لسميرة سعيد لحن عمرو مصطفى .. غنتها جيسيكا سيمبسون ، وهي أغنية "اريز استابيل" للملحن أندرز باج ، تامر حسني "قرب حبيبي" ألحان وليد سعد من الفولكلور المصري ، وأغنية حميد الشاعري "لون عينيك" من ويتني هيوستن all at one .

فهل أصبح الاستفزاز وسيلة جديدة للدعاية الإنتاجية؟ أم أن صانعي هذه الأغنيات يستغلون فرصة غياب الوعي لدى المستمعين مقابل بريق النجومية؟!

المحزن في الأمر أن عمرو مصطفى كمثال ، وبعد سماع "خليك فاكرني" و"جاي على نفسك" و"العالم الله" و"حبيته سنين طوال" والعديد من الأغاني الرائعة ، تنبأ الجميع له بالنجومية على الساحة الغنائية بسبب ابتكاره في الألحان ، ولكن رغبته في التواجد المستمر في السوق طغت فيما يبدو على كل شيء ، بعكس مبدعين آخرين : عمرو أبو ذكري وشريف تاج وخالد عز ومنير حمودي ومحمد عرام ، فهؤلاء اتبعوا مبدأ "ليه تسمع أكتر .. لما ممكن تسمع أقل"؟! ، ومع مرور الوقت أصبحوا – بفضل هذا المبدأ - من أهم الملحنين في الوطن العربي.

وأنا شخصيا أوجه الاتهام إلى شركات الإنتاج بعينها ، وإلى المطربين أيضا ، فلماذا يظلون دائما مقتنعين بالملحنين المعروفين فقط دون أن يفكروا في اكتشاف ملحنين جدد؟ هل هم مقتنعون باكتفائهم بهذا المستوى الهابط من الألبومات ذات مدة شهرين صلاحية على الأكثر من غير ضمان؟ وهل هم مسرورون لأنهم يبنون مكاسبهم على أساس أن أذن المستمع المصري هذه الأيام أشبه بالأوعية المفتوحة ولا يعرف ما الذي يتم اقتباسه وما الذي يولد بإبداع حقيقي؟!

هل سيظلون على هذا النحو لفترة طويلة ، يكتفون بإشباع رغباتهم في تقديم لون واحد فقط من الأغاني ذات الكمنجات المتشابهة والمقامات الثلاثة فقط ، بحجة إن "ده اللون بتاعي إللي نجحت بيه"!

للأسف ، إن معظم المطربين الآن يبحثون عما تعودت عليه الآذان ، وينفذونه بنفس الصورة ، عكس المطربين الغربيين العالميين من أمثال سيلين ديون وكريك ديفيد ومارك أنتوني وتوني براكستن ، فإذا تابعنا كل ألبوم لهؤلاء لوجدناه مختلفا تماما في مجال صناعة الموسيقى عن الألبوم الذي قبله ، خاصة وأنهم غير ملتزمين بتقديم ألبومين كل سنة ، فهم يحترمون جمهورهم ولا يقدمون إلا الأغاني على وعاء من ذهب في ثوب جديد.

وأنا لا أقصد من هذا الكلام أن أشوه صورة الفنانين العرب ، أو أن أقارنهم بالغرب ، ولكن يجب أن نتذكر أننا في فترة ما كنا رواد الموسيقى في العالم ، وأن موسيقانا كانت منتشرة في كل مكان ، وكان لها طابع خاص ، وهو ما يجعل لزاما علينا أن نحافظ عليها ونثق في أنفسنا بقدرتنا على الإبداع اللحني كي لا نكون تربة خصبة لسرقة الألحان.

ولا مانع أبدا من اقتباس لون موسيقي معين مثلما فعل هشام عباس في أغنية "ويلي" ذات الطابع الهندي من ألبوم "سيبها تحبك" ، أو ما فعله الشاب مامي في أغنية "أزواو" ذات طابع "الراي" ، وهذا ما فعله محمد عبد الوهاب وغيره بحرفية عالية من قديم الأزل ، ولكن الممنوع هو مناظرة الألحان مثلما ذكرنا.

والحافز الرئيسي تجاه هذه السهولة في قص الألحان هو نقابة المهن الموسيقية ، فيجب أن تضع النقابة قانونا - غير السائد حاليا - لحماية حقوق الملكية الفكرية وتشديد العقوبة على من يفعل ذلك حتى لا تكون الآلة الموسيقية صالحة لكل من هب ودب لاستخدامها ، وقابلة لأن تكون لعبة " في إيد للي يسوى واللي ما يسواش"!