من فيروز إلى أهل مصر: في أمل!

تاريخ النشر: الثلاثاء، 20 نوفمبر، 2012 | آخر تحديث: الثلاثاء، 20 نوفمبر، 2012
فيروز

تخرج السيدة النحيفة ذات لمسات من جمال قديم من صومعتها، لتوجه كلمة للشعب المصري في هذه الظروف!

فلاش باك: تصحو السيدة فيروز يوم السبت على خبر في شريط الأخبار العاجل على قناتها الإخبارية المفضلة: "انقلاب حافلة مدرسية في مدينة أسيوط بصعيد مصر"، تنزل دمعة من جارة القمر على الأطفال تسرح بذاكرتها إلى الحلف، قبل نحو 30 عاما، عندما كانت ترى الدماء تسيل يوميا في بلدها الصغيرة.

لا تمتلك فيروز حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي حتى تدخل لتشارك المصريين أحاسيسهم أو تتطلع لانفعالاتهم، ولكن على الرغم من عدم استخدامها للإنترنت إلا أن الأحاسيس تصلها دون الحاجة إلى وجود كابل ADSL في منزلها.

تعرف جارة القمر هذا الإحساس، ليس بالحزن ولكن بالإحباط، فهو شعور عاشته من قبل 30 عاما، إنه الإحساس بعدم الرغبة في إتمام الحياة.

تفكر فيروز أن تدعم الأزمة بأغنية، وربما أنشودة او ترنيمة تواسي بها أهالي الضحايا... لا أحد يعلم ماذا ستقول الآن، الجميع ينتظرماذا ستقول تعبر آلاف الكيلومترات من بيتها الأنيق في جبل لبنان إلى أهل المحروسة.

ماذا ستقعل فيروز؟ ربما العودة الى "سجلها" تكشف المستور. المقربون منها يؤكدون أن فيروز ليست صاحبة مواقف سياسية. هي تخاف على بلادها فقط، لا تنام الليل عندما تتأزم الأمور في بلدها، تشعر أنها معنية بهموم الناس ومعاناتهم لأنها فنانة قريبة من جمهورها الممتد من المغرب الى الخليج.

فيروز دائما لا تعلق رسميا على ما تسمعه، ولكنها تكتفي بـ: "خسارة ما يتعرض له الوطن، ننتهي من أزمة لتدخل في مصيبة"، اكثر من ذلك لا شيء.

فيروز لا تضحك، يسأل بعض مقربيها القليلين للغاية عن السبب وهي ترد بابتسامة باهتة، ترد عليهم "من فضلكم اطلبولي مفيد (فوزي) على الهاتف"، صديقها الصحفي المصري المخضرم يجيبها "يا نهاد الوضع متأزم أوي.. إحنا مش عارفين بكرة فيه إيه؟! إدعيلنا".

تتذكر نهاد على الفور دورها، هي من قالت قبل سنوات إبان الحرب الأهلية: "فيكم تنسوا.. وبحبك يا لبنان وسنرجع يوما".

تعود فيروز بذاكرتها إلى أغنياتها، ثم تصعد سلم إلى غرفة كبيرة بها مجموعة من اسطواناتها، ثم تضع أحدها على مشغل الاسطوانات، ليخرج صوتها الملائكي برسالة إلى الشعب المصري: "إيه في أمل".. والله في أمل.

ملحوظة: هذه القصة من وحي الكاتب، ولكنها ليست بعيدة عما تفعله فيروز في حياتها للعادية.

يمكنكم التواصل مع الكاتب عبر حسابه على twitter.