FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الجمعة، 21 أبريل، 2006 | آخر تحديث: الجمعة، 21 أبريل، 2006
خليفة في إحدى حفلاته

القاهرة (مصر) – رويترز : برهن الجمهور الذي ضاق به المسرح في دار الأوبرا المصرية مساء الخميس أن للموسيقي اللبناني مرسيل خليفة مكاناً في قلوب المصريين رغم غيابه عنهم تسع سنوات منذ شارك عام 1997 في مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة.

ولخليفة الذي يُعد أحد أبرز رموز الأغنية العربية الملتزمة شعبية في معظم الدول العربية ، وكان متعارفاً على أنه مشهور في مصر بين النخبة فقط ، ولكن التجاوب معه بلغ حد التفاعل ، الذي لم تختلف درجته في غناء شعر لمحمود درويش ، أو بعض تراث الموسيقي المصري سيد درويش الملقب بفنان الشعب.

بدأ خليفة بعزف مقطوعة عنوانها "مداعبة" قبل أن يغني موشحاً داعياً الجمهور إلى الترديد قائلاً : "خلونا نتشارك على الأقل في الغناء" ، وحين بدأ خليفة يعزف مقدمة لحن "منتصب القامة أمشي" قاطعته الجماهير بالتصفيق مرددة الأغنية ، وتبادل الطرفان غناء القصيدة التي تقول "منتصب القامة أمشي ، مرفوع الهامة أمشي .. في كفي قصفة زيتون ، وعلى كتفي نعشي".

وأثبتت المشاركة دفء المقابلة بين الجمهور وخليفة ، الذي قال الأربعاء الماضي في مؤتمر صحفي بالقاهرة إن زيارة الرئيس المصري السابق أنور السادات للقدس عام 1977 نتج عنها قطيعة بين العالم العربي ومصر ، التي لم تدعه إليها كما أنه لم يحاول زيارتها ، مشيراً إلى أن ذلك كان خسارة كبيرة.

وخليفة الحاصل على لقب فنان السلام عام 2005 من منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) هو ابن شرعي لحركة اليسار والمقاومة ، حيث برزت تجربته في السبعينات خلال الحرب الأهلية في بلاده ، معتمدا على غناء وتلحين قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش ، مدافعاً عن قيم الحرية والتسامح والعدالة والسلم.

وتأتي زيارة خليفة لمصر ضمن مهرجان "الربيع عاد من تاني" الذي تنظمه مؤسسة المورد الثقافي ، وهي مؤسسة عربية غير حكومية مقرها بلجيكا ، وتديرها المصرية بسمة الحسيني من القاهرة.
ويستمر المهرجان الذي افتتح يوم الخميس حتى 12 من مايو القادم ، ويشارك فيه من الشعراء البحريني قاسم حداد ، والعراقي فاضل العزاوي ، والفلسطينية الأمريكية سهير حماد ، والمصريان أمين حداد وبهاء جاهين ، إضافة الى عازف العود التونسي أنور إبراهيم ، وفرقة (حوار) الغنائية السورية والفرقة المغربية البريطانية (مومو).

وتعد هذه الزيارة هي الأولى التي يقدم فيها خليفة أعماله بمصاحبة فرقة الميادين اللبنانية ، والمطربة اللبنانية أميمة الخليل في مصر ، وسيقدمان يوم الجمعة حفلاً ثانياً في مركز ساقية بالقاهرة.

وغنت أميمة خليل على عود خليفة قصيدة محمود درويش التي تقول كلماتها "ولكنني لا أغني ككل البلابل .. فإن السلاسل تعلمني أن أقاتل أقاتل" ، ومن تراث سيد درويش قدمت أغنية "طلعت يا محلا نورها" التي قدمها خليفة بأنها "تحية من الأعماق لفنان الشعب سيد درويش" ، واصفاًَ أعماله بأنها تراث عظيم لا تهتم به القنوات الفضائية الغنائية.

وكان خليفة وصف في المؤتمر الصحفي يوم الأربعاء هذه الفضائيات التي بأنها مدعومة بامكانات النفط الهائلة وأنها لا تخدم قيم الثقافة ، ولا تبالي بالجماهير حيث تكرس أعمالاً وأشكالاً غنائية في صورة أقرب إلى "مد طافح بالقذارة".

وغنت أميمة "عصفور طل من الشباك" التي أهداها خليفة إلى كل السجناء العرب في السجون الإسرائيلية والعربية ، ومن شعر درويش غني خليفة قصيدة "جواز السفر" التي ألح الجمهور على طلبها ، وفي نهاية الحفل وجه المطرب التحية للجماهير ، لكنها طالبته بالبقاء فغنى "شدوا الهمة" في حين ارتفع علم لبنان في واجهة المسرح وهو ينشد "شدوا الهمة الهمة قوية .. مركب ينده ع البحرية".