محمد الأمير
محمد الأمير تاريخ النشر: الأربعاء، 19 أبريل، 2006 | آخر تحديث: الأربعاء، 19 أبريل، 2006
لبلبة وإلهام شاهين

على الرغم من آثار العملية الجراحية في القلب التي لم تفارقه بعد ، إلا أن رئيس المهرجان القومي للسينما علي أبو شادي حرص على حضور حفل الافتتاح ، محاولاً بذل كل ما في وسعه للخروج بالمهرجان في أفضل صورة .. لكن ميزانية وزارة الثقافة قد يكون لها رأي آخر.

جاء الناقد أبو شادي قبل الحفل بنصف ساعة على الأقل وجلس منهكاً في سيارته قائلاً لـfilbalad.com : "حالتي الصحية أفضل إلى حدٍ ما .. وها أنا أتابع الرسالة التي علي أن أتمها ماحييت" ، محاولاً الابتعاد عن أضواء الكاميرات التليفزيونية وجذب وشد الصحافيين والمصورين ، والذين لم يكن وجودهم بتلك الصورة التي قد تزعج رئيس المهرجان.

الحضور الإعلامي الضعيف الذي شهد حفل الافتتاح للدورة الثانية عشر للمهرجان القومي السينمائي عكس أهميته المهدرة على مستوياتٍ عدة ، أولها الإعلان عن المهرجان ، والذي لم يحظ حتى بالملصقات الدعائية التي نالها مهرجان الرقص الحديث حتى داخل باحة دار الأوبرا معقل المهرجان.

مع دقات الساعة السابعة من مساء يوم الثلاثاء الموافق 18 إبريل بدأ عدد قليل من المهتمين بصناعة السينما ، وصحفيون جاؤوا يبحثون عن قصة تغطية حفل قد يحضره نجوم يندر مقابلتهمم ، لكن آمالهم بدأت في التبدد ، فلم يكن حضور الفنانين بالكثرة التي قد تدفع حتى دار الأوبرا إلى مد بساط أحمر للنجوم ، التقليد الذي تحرص عليه مهرجانات الدول المختلفة.

إلا أن عضو لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة محمود ياسين وأحد المكرمين في الدورة الحالية كان رأيه أن المهرجان : "يعد أحد أبرز التظاهرات الفنية ، ولا يقل قيمة عن مهرجان القاهرة السينمائي ، ويكفيه الرسالة التي يؤديها للسينما القومية من إتاحة الفرصة للجمهور لمشاهدة أشكال أخرى من الإبداع وسط الزخم التجاري ، وفي نفس الوقت تشجيع المبدعين على الاستمرار ، والتنافس للوصول إلى الأفضل".

ياسين – الذي يكرمه المهرجان إلى جانب الفنانة لبلبة والمخرجة التسجيلية منى مجاهد والمخرج علي بدرخان والناقدة حسن شاه – وضع تكريم المهرجان له في أعلى مراتب تكريمه على مدار مشواره الفني : "هذا أكبر تكريم قد يحصل عليه فنان حينما تكرمه بلد ، خاصة إذا كان من جهة بحجم المهرجان القومي وتحت رأسة فنان كبير ومثقف مثل أبو شادي ، والذي تكفي عودته سالماًَ لتميز هذه الدورة عن نظيراتها ، وتعيدني إلى سنواتٍ عشر ولت كنت حينها عضواً في لجنة التحكيم تحت رئاسة أبو شادي".

لم يدم وجود ياسين أو لبلبة أو أي من النجوم الذي حضروا الحفل طويلاً أمام باحة المسرح الكبير في دار الأوبرا ، لينضم إلى ليلى علوي ومحمود حميدة وإلهام شاهين ، ليبدأ الحفل في الساعة الثامنة ، بأقل إمكانيات حاول المخرج محمود حجاج إخراج العرض الراقص "أبيض وأسود" ، والذي عرض من خلاله لوحات سينمائية على شاشة عرض ، رقصت أمامها بطلة العرض بزيها الأبيض مابين راقصين أتشحا بالأبيض والأسود ، كلاهما يعرض أدوار الشر والخير التي برزت على شريط السينما المصرية.

لم يتوقف تصفيق الحاضرين عند صعود أبو شادي لإلقاء كلمته عن افتتاح المهرجان لدقيقتين أجابهما أبو شادي بإنحناءة ودودة وكلمة قصيرة : "أنا أقف الآن بينكم بفعل حبكم لي .. وأشكركم كلكم على وجودكم معي الليلة" ، ولم يزد وزير الثقافة فاروق حسني عن إعلانه افتتاح المهرجان ، ليبدأ أعضاء لجنتي التحكيم في الصعود إلى خشبة المسرح ، وبعدهم صعد المكرمون.

بمجرد انتهاء مراسم الافتتاح أندفع الحضور إلى بهو المسرح الكبير ، حيث عبرت لبلبة عن : "فخري الشديد بهذه الجائزة التي أنالها عن مشوار بدأته وأنا عمري خمس سنوات ، ولازلت مستمرة فيه ، خاصة وأنه تكريم من الدولة .. والتكريم يكون له طعم آخر حين يأتي في وقت لايزال فيه الفنان مشهور ويقدم أعمال فنية ، فهذا يعطيه دفعة للأمام".

وأمام هذا التكريم لم تجد لبلبة شيئاً تطلبه من الدولة في رد على مراسلة قناة العربية ، فقالت : "لا أطلب من الدولة بل من صناع السينما والمنتجين ، أطلب التنوع في الأفلام ، وأن لا يصبح المنتج الوحيد الأفلام الكوميدية ، وأن يحافظوا على التجديد الذي بدأت تشهده الساحة الفنية".

لكن الممثلة التي اشتهرت في سنوات الثمانينات باستعراضاتها وبرامجها وأغانيها للأطفال تذكرت مطلبها الوحيد : "قد يكون طلبي هو إنتاج فيلم للطفل ، لأنه لا يوجد منتج في السوق قد يقدم على تمويل مثل هذه الأفلام ، مع أنها ستنجح .. لا أقول هذا لكي أعمل في فيلم من هذه النوعية ، لكن لأن هذا النوع لابد أن يوجد من يموله ، وهي الدولة" واعترفت لبلبة أن المهمة لن تكن سهلة مع : "أطفال هذه الأيام الذين يملكون عقولاً ورغبات وحياة تختلف عن من غنيت لهم".

تكريم لبلبة على مجمل أعمالها الفنية وصفته لـfilblalad.com بأنه أفضل من أية جائزة أخرى اس