الجواب بيبان من عنوانه

تاريخ النشر: الأربعاء، 3 أكتوبر، 2012 | آخر تحديث: الأربعاء، 3 أكتوبر، 2012

الإعلام علامة إنهيار أي نظام أو ثباته واستقراره، وتستطيع بكل سهولة أن تستقرأ مستقبل أي نظام سياسي أو مستقبل أي حاكم في منصبه من خلال بياناته الصحفية وتليفزيونه الرسمي بكل المواد المعروضة فيه، لأن الجواب بيبان من عنوانه.

فإذا استعرضنا نموذج سقوط الرئيس صدام حسين أكثر الزعماء العرب المعاصرين الذين بات ضعفهم أكيدا ، عندما بدأ وزير إعلامه ووزير خارجيته في ذلك الوقت محمد سعيد الصحاف يسب أمريكا فترة غزوها للدولة العربية الشقيقة عام 2003، ويصفهم بالعلوج الأوغاد ، ويعد بتقطيعهم على الهواء أمام الناس.



وقتها للأسف كنا جميعا سعداء بتطاول ذلك الرجل وسبه للأمريكان وحلفائهم، وسعداء بتأكيده المستمر على قوة العراق وأن يغداد لن ستقط أبدا وزرعت تصريحاته بداخلنا ثقة بأنها أزمة عابرة، لكن هذه البيانات كانت نذير سقوط نظام صدام حسين وسقوط دولة العراق بالكامل.

في مصر كان تليفزيوننا العظيم يحمل نفس الراية، فكان دائما يصف المتظاهرين بالتحرير بالقلة ويبث الخوف في نفوسهم، وهذا ما كان يؤكد أن مبارك ونظامه في وقتها بدأوا يتأكدوا ان الأمر خرج عن سيطرتهم.



بل ويستضيف المشاهير الذين يدندنون على النغمة نفسها، ويعطيهم الفرصة للتعبير بوقاحة بل وسب المتظاهرين والشعب المصري كله.




هذا بخلاف ما نستطيع أن نسميه "هزي" القيادات السياسية في ذلك الوقت ومحاولة استغلال واضحة لأحداث ثورة يناير وقلب الحقائق بغباء لصالحهم، وذلك كله بالتأكيد بفعل الشيخوخة.
فيديو خطاب صفوت




ولأننا كلنا أخوة فالأمر نفسه تكرر عند سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا عام 2011 ، فقد سبق كل هذه خطاباته وسبه لشعبه ووصفهم بالمدمنين والعملاء والفئران أو الجرذان على حد قوله، حتى إعلامه تطاول على الدول الاخرى وألقى ما يحدث على شماعة الدول الأخرى وكان من بينها مصر، التي تطاولت المذيعة الليبية هالة المصراتي وقتها على إعلامنا بسبب تعليقاتنا على الخطاابات الهزلية لمعمر واستضافة جبهات معارضة له.



وفي الوقت الذي كانت فيه خطابات صدام حسين على لسان الصحاف تدب فينا روح العروبة، كانت فيه خطابات معمر تثير حس الفكاهة لدينا حتى كنا ننتظر خطاب جديد له بفارغ الصبر وكأننا نشاهد مسرحية كوميدية جديدة، ولكن في النهاية ذهب كل كلامه وتوعداته هباء وسقط هو وأبنائه وحكومته، وانتهى الأمر بمقتله.



وقياسا على ذلك فإن إعلام بشار الأسد بدأ يأخذ الخطوات نفسها، بدأ يتطاول على كل معارضيه وناصيحه بالتنحي ، وبدأ يتهكم عليهم وكان من بينها تهكمه على الرئيس محمد مرسي ومستشاره سيف عبد الفتاح واعتقد أن الجواب كدا بدأ يبان من عنوانه .



نظام بشار بدأ في الانهيار وأصبح كالثور الذي يتلقى طعنات من كل جانب فزاد هياجه وظن انه بذلك يثأر لنفسه ولكنه في الحقيقة يلفظ أنفاسه الأخير.