"الشهوة الصحفية" وسلاح عمرو دياب!

تاريخ النشر: الجمعة، 28 سبتمبر، 2012 | آخر تحديث: الجمعة، 28 سبتمبر، 2012

قبل أن تقرأ، حاول تصديقي في أن السطور التالية لم تُكتب دفاعا عن عمرو دياب بأي حال من الأحوال، فالأمر أكبر من ذلك كثيرا.

ونتحدث هنا عن خبر ضبط أحد الأشخاص في منيا القمح يحمل بندقية آلية وبعض الطلقات النارية، وإظهار هويته باعتباره أحد أقارب الفنان عمرو دياب!

الصحيفة التي تناولت هذا الخبر وضعت اسم النجم الغنائي في عنوان الخبر، واسهبت داخله في ذكر التفاصيل، وفي السطر الأخير ذكرت أن المتهم أحد أقارب عمرو دياب.

لن نتحدث هنا عن خطأ صحفي "فج"، بأن تُعنون التقرير الصحفي بأحد الأسماء، وتتجاهله في جميع التفاصيل وتذكره في النهاية، ولكن هناك تفاصيل أخرى تستحق الحديث.

الأزمة لا تكمن في ارتباط الأمر بعمرو دياب .. فالموضوع أكبر من ذلك.

أعلم أنني اتحدث في أمر "قُتل بحثا"، لكن لابد من استمرار الحديث عنه حتى تختفي تلك الظاهرة.

"الشهوة الصحفية" تسمح للبعض في الحديث عن أي شيء بلا مراعاة للمساحة الشخصية لهذا الشخص، وهناك من ليسوا لديهم أية مشكلات في توجيه اساءة مباشرة لأحد النجوم عن طريق ربط اسمه بواقعة ليس طرفا فيها في كل الأحوال، وذلك لمجرد "تسخين" المادة الخبرية وجذب القراء.

الغريب في الأمر أن أحد الوكالات الإخبارية المصرية الجديدة أبرزت الخبر أيضا!

من المفترض أن يكون الوعي قد انتشر بعض الشيء في مجتمعنا بعض الشيء "أو هكذا لابد حدوثه"، ومن المفترض أن يكون فكر الصحفي قد تغير بعض الشيء، وهو ما يقابله أيضا تغير في فكر متلقى الخبر.

البحث عن نجاح بخبر مثل هذا هو سعي لأخذ "نجاح زائف"، واعتقد أن الناس حاليا أصبحت أكثر وعي عن ذي قبل.

اتحدث فيما سبق باعتبار أن ذلك يمر "بحسن نية" وبحثا عن الشهرة فقط وبعيدا عن تعمد توجيه الاساءة للأشخاص لضرب لنجاحهم، أما إذا كانوا يفكرون فيما سبق، فعليهم أن يعلموا أن ما يفعلونه لن يضير عمرو دياب أو غيره.

احترام القارئ والتعامل بضمير مع النجوم هو ما سيتبقى، وهذا لن يحدث إلا إذا ابتعدنا عن "شهوة السبق الصحفي" الذي يسيطر على البعض.

للتواصل: Twitter

وعلى Facebook