كثير من الكلام .. قليل من الطرب!

تاريخ النشر: الثلاثاء، 11 أبريل، 2006 | آخر تحديث: الثلاثاء، 11 أبريل، 2006

استوقفني كثيراً شعار إذاعة الأغاني الذي يذاع بين الفواصل والأغاني المختلفة وهو : "كثير من الأغاني .. قليل من الكلام" ، وتساءلت : هل يعتبر هذا الشعار دليلا على النجاح وكسب أذن المستمع أم دليل على التراجع وإنشاء حواجز بين المستمعين والراديو ، وهو ما يجعلهم ينفرون ويغيروا مؤشره بحثا عن محطة إذاعية مختلفة ترضي أذواقهم وتلبي احتياجتهم؟

ولكن بعد ذلك ، خطر على بالي أيضاً إذاعة "نجوم إف.إم." وما حققته من نجاح ساحق بالرغم من قصر عمرها الإذاعي وبالرغم أيضاً من أنها كثيرة الكلام قليلة الأغاني على العكس تماماً من السياسة المتبعة في إذاعة الأغاني.

وعندما نسترجع بداية إذاعة الأغاني منذ ما يقرب من خمس سنوات وتقديمها لتشكيلة مختلفة من الأغاني القديمة والحديثة ومزجها بينها لتكون قادرة على إرضاء جميع الأذواق ، فإننا سنرى أنه بمرور السنوات ، استمرت الأغاني على نفس الخط ونفس الوتيرة دون تنويع أو إضافة أي أفكار جديدة لمحاولة تفادي الملل الذي قد يصاب به المستمع ، وهو ما جعل الإذاعة تفقد جزءا من شعبيتها بالرغم من أنه كان بإمكانها أن تكون ذات جماهيرية عالية وتنافس إذاعة "نجوم إف.إم." ، ولكنها للأسف لم تستطع المحافظة على ذلك.


وعندما نتابع إذاعة "نجوم إف.إم." المنافس الأول لإذاعة الأغاني ونتتبع خطواتها ، نجد أنها بدأت كإذاعة متخصصة في الأغاني الشبابية فقط بدون برامج أو حتى إعلانات ، وحققت بذلك نجاحا كبيرا ومذهلا للغاية نظراً لانفرادها بتقديم الأغاني الجديدة حصرياً على إذاعة "نجوم إف.إم." ، ونجحت بالتالي في تخطي أصعب امتحان بجدارة وهو النجاح في جذب أذن المستمع.

وسرعان ما انتشرت إذاعة "نجوم إف.إم." صاحبة رقم 100.6 بين مستمعي الراديو ، وهو رقم التردد الخاص بها ، وحققت نجاحا أكبر بعد تقديمها أول برنامج لها وهو "راديو ستار" الشهير الذي يقدمه الإعلامي المعروف عمرو أديب بأسلوب جذاب وجريء ليجرى من خلاله اختيارات باقي مذيعي المحطة من خلال ترشيحات الجمهور وتصويتهم ورسائلهم القصيرة ، وكان هذا البرنامج هو البرنامج الذي بني جدار الثقة بين المستمعين والمحطة ، لأن نجاح البرنامج هو في اعتقادي جزء من نجاح المحطة الإذاعية ، وهو إعطاء الجمهور مساحة كبيرة من المشاركة في اختيار من يريدون الاستماع إليه ، وبالتالي إيجاد مزيد من التواصل بين المستمعين والإذاعة.

وكان هذا البرنامج هو بداية وتجربة لإطلاق مزيد من البرامج الأخرى ، وسرعان ما انتشرت بعد ذلك العديد من البرامج المتنوعة والتي تتناول موضوعات كثيرة تهم المواطن المصري في حياته اليومية ، فتحولت من إذاعة "نجوم إف.إم." من إذاعة متخصصة في الأغاني إلى إذاعة شاملة متكاملة تتناول كافة الموضوعات ، ثم تحولت بعد ذلك إلى محطة تجارية بحتة بعد دخول الإعلانات الكثيرة وزيادة البرامج المتنوعة إلى حد وصولها إلى أنها تساعدك على التعرف على حالة الجو وحالة المرور في الشوارع.

ولعلنا نلاحظ بعد كل ذلك أن إذاعة "نجوم إف.إم." بعد كل هذه التغييرات ، لم تفقد ولو جزءا بسيطا من شعبيتها وجمهورها الكبير ، بل استطاعت السيطرة على المستمعين ، لدرجة أنك عندما تركب سيارتك الخاصة أو التاكسي لقضاء مشاويرك اليومية يكون مؤشر الراديو موجها بشكل أوتوماتيكي على رقم 100.6 .. "مزيكا على كيف كيفك"!