مي الحسيني
مي الحسيني تاريخ النشر: الخميس، 31 مارس، 2005 | آخر تحديث: الخميس، 31 مارس، 2005
حلمي ..وعشق دائم للكوميديا

ما هو انطباعك عن فيلم "زكي شان" بعد مشاهدته على الشاشة، و هل هذه هي الصورة التي كنت تتوقع ظهوره بها عندما قبلت العمل فيه؟
انطباعي جيد عن الفيلم ، و خاصة و انه حقق إيرادات عالية و كانت ردود أفعال الجماهير تجاهه جيدة جداً ، و هذا ما كنت أهدف إليه عندما قبلت العمل فيه ، و لذلك فأنا راض عنه و الحمدلله رغم أنه طرأت بالطبع عليه بعض التغييرات في السيناريو اثناء تنفيذه.

و لكن رغم هذا النجاح الجماهيري، إلا أن النقاد هاجموا الفيلم بشدة ، و اتهموك بتكرار أدوارك ؟ و أن دورك في الفيلم لا يختلف عن دورك في ميدو مشاكل و صايع بحر، فما ردك على هذا ؟
تعودت دائماً أنا أقرأ ما يكتبه النقاد عني بتركيز و تمعن و حيادية شديدة، خاصة و إن لم يكن هناك أية علاقة تربطني بالناقد ، فأبدأ فعلاً بدراسة كلامه لأتبين إن كان صحيحاً فعلاً أم لا ، فمثلاً فيما يخص تكرار الأدوار ، أعترف أنه هناك نوع م التشابه فعلاً بين بعض ما قدمته و لكن ليس لدرجة التطابق ، فأدواري في زكي شان و ميدو مشاكل و صايع بحر تتشابه في أنها تحيا في المحيط الإجتماعي نفسه و تعاني من نفس المشكلات المادية التي يجتمع عليها قطاع كبير من الشبان المصريين، و لكن أدائي أنا لها غير متكرر ، ففي صايع بحر غلبت السوقية على كلامي مثلاً ، و هو مالم يحدث في زكي شان و كذلك ميدو مشاكل ، أي أن التشابه هنا في القالب الدرامي و ليس في أداء أحمد حلمي نفسه و إن كان هناك نوع من التطابق بين الشخصيات الثلاث بحكم أنني في النهاية شخص واحد بروح واحدة.

و لكن هذا لا ينفي أنك قبلت العمل في ثلاثة أعمال متشابهة جداً ، أو "ثلاثة قوالب
درامية" متشابهة على حد تعبيرك؟ فما السبب وراء ذلك؟

السبب الأهم وراء ذلك أنني أعشق الأداء "السهل الممتنع" ، بمعنى أنني أفضل أداء أدوار الشخص العادي الذي تلتقي به يومياً في أي مكان و يمكن أن يتشابه مع بعض من تعرفهم ، أكثر من اداء الأدوار المركبة ، ذلك لأنها أقرب لقلب المشاهد الذي يتفاعل معها بسهولة لمصداقيتها وواقعيتها الشديدة ، فليس من الضروري ان يقدم الفنان شخصية معقدة ليثبت جدارته التمثيلية ، و ليس من الضروري أن أجسد شخصية "شخص معتوه" مثلاً لأصبح ممثل قدير ، و لكن هذا لا يعني أيضاً أنني لن أقدم أدواراً مركبة في المستقبل .

السبب الثاني ، هو أنني تأخرت في تقديم عمل جديد ، و كان لابد من معاودة الظهور في هذا الوقت ، و كان سيناريو "زكي شان" موجوداً عندي منذ ثلاثة أعوام ، فعاودت قراءته من جديد ، واتصلت بالسيناريست محمد فضل لنرى كيف يمكن تنفيذه ، فأخبرني أن الفيلم لم يدخل في حيز التنفيذ حتى الآن بسبب مشكلات رقابية تحول دون عرضه نظراً لتشابه مع عدد من السيناريوهات الأخرى، و لكن بمراجعة الرقابة وجدنا أن سيناريو "زكي شان" هو الأقدم ضمنها ، فتم حل المشكلة و بدأنا العمل في الفيلم.

و في الوقت الحالي، لو عرض عليك فيليمين أحدهما تجسد فيه شخصية "سهلة ممتنعة" على حد تعبيرك و الأخر تقوم فيه بدور مركب ، أيهما تختار ؟
رغم أنني أفضل النوع الأول ، إلا أنني في الوقت الحالي سأختار الثاني، لأنني فنياً أحتاج لتقديم شخصية مركبة ذات ملامح مختلفة عما قدمته من قبل.

وما هو الفيلم الذي تحلم بتقديمه بعد أن تبدأ علامات تقدم السن في الظهور عليك؟ فلنقلب عد 15 عاماً مثلاً..
ضاحكاً: دور شاب في مقتبل العمر طبعاً مثلما يفعل الجميع ...ثم مستدركاً: أرغب في تقديم دور أب يستعد لتزويج ابنته ، أي دور مشابه لذلك الذي قدمه الفنان عادل إمام في فيلم عريس من جهة أمنية.

لاحظت شئ غريب في الفيلم ، و هو أنه لم يتم ذكر اسم "زكي شان" الذي يحمله الفيلم ولا مرة واحدة على الرغم من تعدد المواقف التي كان يمكن فيها الإشارة له ، فهل تم اختيار اسم الفيلم بعد الانتهاء من العمل فيه؟
في البداية كان السيناريو يحمل اسم "طريق صلاح سالم" ، نسبة للطريق الذي يمر فيه البطل يومياً و يتعرض للسرقة فيه و الذي يفترض أنه شارع صلاح سالم ، كما كان اسم البطل قبل التعديل "صلاح سالم الأسيوطي" ، و لكن تم تغيير الاسم إلى "زكي شان" ليتناسب مع الأحداث الكوميدية للفيلم حيث يبدو الإسم مضحكاً نظراً لتشابهه الشديد مع جاكي شان نجم أفلام الحركة ، فأصبح البطل اسمه "زكي سالم الاسيوطي"

أما عن مسألة عدم ذكر اسم زكي شان إطلاقاً طوال الفيلم فهي غلطة لم ينبهني لها حتى الآن سواك ، و لم نلاجظها إلا بعد الانتهاء من الفيلم ، و فكرنا في تداركها و لكن أحيانا قد يؤدي إصلاح مثل هذه الأخطاء إلى الإخلال بعناصر أخرى مهمة أو تقليل "كمية الضحك" في الفيلم ، كما أنها لا تمثل خطأ فادح لأن الناس فهمتها كنوع من السخرية من البطل.

أشرت في كلامك إلى "كمية الضحك" في الفيلم .. فهل هي عامل مؤثر في اختيارك لأعمالك؟
بالطبع هي كذلك، لو كان السيناريو الذي سأقدمه كوميدي ، فمادمت قد اخترت تقديم عمل كوميدي فيجب أن تكون "كمية الضحك" فيه كبيرة ، و أنا أقوم دائماً بتحديد نوع الفيلم قبل الموافقة عليه أو العمل فيه ، لأن هذا شئ هام جداً للممثل حتى يستطيع تقديم الأداء الصحيح و المطلوب منه، كما أنني لا أحب الرقص على السلالم "فالكوميدي يجب أن يكون كوميدي جداً و الرومانسي رومانسي جداً."

و من ناحية أخرى، هناك أنواع من الضحك لا أحب و لا أقوم بتقديمها لعدم اقتناعي بها ، و منها الكوميديا القائمة على "المفارقات الجسدية" ، بمعنى التي تستغل صغر حجم البطل و ضعف بنيانه في الضحك ، رغم أنها قد تكون مناسبة لشكلي ، و لكن لا أحبها ، و أفضل بدلاً منها الكوميديا المبنية على موقف ما.

كذلك لا أفضل الكوميديا التي تعرف باسم "farce comedy" و هي أشد أنواع الكوميديا و تكون قائمة على اللامنطق و على مواقف لا يمكن أن تحدث في الواقع ، كأن يسقط البطل مثلاً من الدور العاشر ثم ينهض بعدها لينفض التراب عن بنطلونه و يتأكد من سلامة القلم الذي كان يحتفظ به في الجيب الخلفي!!

هل تتدخل عادة في اختيار بطلات أفلامك؟
عملية اختيار بطلات الأفلام يتدخل فيها عادة ثلاثة أشخاص ، هم المنتج الذي يبحث بالطبع عن بطلة تصلح لأن تكون نجمة شباك حرصاً على امواله ، و المخرج باعتباره الاكثر دراية و إلماماً بالشخصيات الملائمة للعمل، و يتعاون معه البطل باعتباره سوف يتعاون معها، و من هذا المنطلق أشارك بالطبع في اقتراح بطلات لأفلامي.

و ما هي المعايير التي تقوم على اساسها باختيار بطلات أفلامك؟
أراعي أولاً ملائمتها للدور و لموضوع الفيلم ، و مدى تناسب روحها مع روحي ، و أيضاً أضع في حسباني الاعتبارات الاجتماعية و علاقتي الشخصية بها، فليس من الضروري أن تكون هناك علاقة صداقة تجمع بيني و بينها ،و لكن من غير المعقول أيضاً ان أتعاون مع ممثلة "متخانق معاها" ، لأن ذلك يظهر على الشاشة.

و لماذا لم تظهر أنت ومنى زكي أبداً كثنائي مادمت تتدخل في عملية الاختيار، رغم أنكما قدمتما معاً ثلاثة أفلام هي "عمر 2000" و"ليه خلتني احبك" و"سهر الليالي"؟ و متى يحدث ذلك؟
عدم ظهوري مع منى كثنائي في لقاءاتنا الفنية السابقة جاء بالصدفة البحتة، و ليس عن عمد، و من المؤكد أننا سنقوم بذلك في المستقبل و لكن عندما نجد السيناريو المناسب لنا معاً ، و الذي لابد أن يكون رومانسي كوميدي مثلنا في الحقيقة.

على ذكر "سهر الليالي" ، يرى الكثيرين أنك تصلح أكثر للبطولات الجماعية و الادوار المساعدة و أن دورك في سهر اليالي هو من أفضل ما قدمت لأنه كان يتسم بالجدية؟
لا أعرف لماذا يصر الكثيرين على الإشارة إلى دوري في سهر الليالي باعتباره نقطة الاختلاف أو التميز الوحيدة ضمن ما قدمت، فأنا لا أنكر أنه كان جيداً جداً، وأن الفيلم كله يمثل علامة فنية ممتازة لكل العاملين فيه ، إلا أنني لا أرى أنه شديد الاختلاف من حيث الجدية مثلاً ، لأن دوري في السلم والثعبان و في ليه خلتني أحبك و في زكي شان حتى لم يكن كوميدياً أيضاً "على طول الخط" و لكني أمزج دائماً ما بين الضحك و الجدية في آن واحد ، و هو ما حدث بالضبط في سهر الليالي.

و لا أرى أنني كنت أنجح في الأدوار المساعدة أو أنني أكثر ملائمة لها ، لأنه لو كان الأمر كذلك ما كانت أفلامي ستحقق هذا المعدل من الأرباح المرتفعة التي أحمد الله عليها.

ما رأيك في الأفلام العربية المعروضة على الساحة حالياً بوصفك أحد نجوم الشباك؟ و هل هي قادرة على منافسة الأجنبية في المنطقة العربية؟
الأفلام التي تم عرضها أخيراً على مستوى فني عالي بدليل إقبال الجماهير عليها ، و الأفلام العربية قادرة بالطبع على منافسة الأجنبية في السوق العربية ، و فارق الإيرادات بين الاثنين خير دليل على ذلك، فالإنتاج السينمائي العربي حقق إجمالي أرباح يقرب من 107 مليون جنيه مصري و هو ما يزيد كثيراً على ما يحققه الأجنبي، و لكن بالمقارنة بين عدد النسخ المعروضة للإثنين، نجد أن عدد النسخ التي يتم عرضها للفيلم العربي قد يصل إلى 10 نسخ مثلاً ، بينما يقتصر بالنسبة للأجنبي على 4 أو 5 نسخ ، مما يعني في النهاية أن الأفلام الأجنبية تحقق تقريباً ما يعادل نصف الإيرادات التي تحققها العربية ، مما يؤكد قدرتها على المنافسة.

هل أنت مرتبط بعقد احتكار مع أحد المنتجين؟
لا، و لن ارتبط بمثل هذه العقود أبداً ، وأرفض أصلاً فكرة توقيع عقد فيلمين في آن واحد ، ولم أقدم عليها من قبل.

لماذا؟
لعدة أسباب، أولها أنني لا أجد سبباً يدفعني لتوقيع عقد للتعاون مع نفس المنتج في أكثر من عمل أو لفترة زمنية محددة مسبقاً ، فمن غير المعقول أن أقبل فكرة التعاون مع أحدهم مقدماً دون أن أعرف تفاصيل ما سأقدمه معه ، بالإضافة إلى أن الفنان يجب أن يترك لنفسه الفرصة لتقييم ما يقدمه قبل الإقدام على تقديم عمل جديد ، فكل خطوة يخطوها يترتب عليها رد فعل جماهيري و نتائج فنية يأخذها الفنان الذكي في حسبانه.

من ناحية أخرى، لا توجد عقود احتكار بالمعني الصحيح في مصر، فمن أبسط شروط مثل هذه العقود أن يحصل الممثل مثلاً على راتب شهري يغطي متطلباته ، و لكن هذا لا يحدث ، و عوضاً عن ذلك يحصل الممثل الذي يرتبط بمثل هذه العقود في البداية على "عربون" لثلاثة أفلام على سبيل المثال "و يفرح بالمبلغ "و يظل هكذا في انتظار "الفرج"!!! و قد يبدأ المنتج في التهرب منه أيضاً بمجرد توقيع العقد!!

كانت بدايتك في التليفزيون كمذيع و قدمت العديد من برامج الأطفال الناجحة على رأسها من سيربح البونبون ؟ فما هي أحلى ذكرياتك معه؟
كانت عملية اختيار الأطفال الذين سيشاركون في البرنامج هي دوماً أمتع جزء بالنسبة لي في كل البرامج التي قدمتها ، لأن الأطفال وقتها يكونون على طبيعتهم تماماً و تظهر براءتهم الشديدة و شقاوتهم واضحة "دون رتوش".

ألا يغريك اتجاه العديد من نجوم السينما لتقديم برامج تليفزيونية للعودة إلى هذا المجال من جديد؟ و ماذا تقدم لو عدت؟
لا أفكر حالياً في العودة لتقديم البرامج ، و لو قررت الإقدام على ذلك سيكون ذلك كم تعودت في إطار برامج الأطفال "فأنا مذيع أطفال" ، و لكن يجب أن تكون الفكرة جديدة و أكون أنا صاحبها.

ألا تفكر مثلاً في تقديم برامج المقالب اعتماداً على خفة ظلك؟
إطلاقاً ، فأنا لا أحب هذه النوعية من البرامج، و لا أشاهدها أو اشترك فيها ، و أكره أيضاً فكرة المقالب في حد ذاتها في حياتي العادية، ففكرة السخرية من شخص ما لا تضحكني و لا تثير اهتمامي.

إذن ما هي مشروعاتك الفنية القادمة ؟
أقرأ حالياً عدد من السيناريوهات الجديدة للسينما ، و لكني لم أتخذ قرار بشأن أي منها حتى الآن.

و ماذا عن التليفزيون ، ألا تفكر في غزو عالمه مجددا لتزيد رصيدك أعمالك التليفزيونية؟
لم أجد بعد النص المناسب للعودة مرة أخرى للتليفزيون بعد مسلسلي "ناس ولاد ناس" و"حلم العمر كله" ، و لكني سأعود فور حدوث ذلك، فغيابي عنه ليس مقصوداً.

و أخيراً ، هل تتعامل عادة مع الانترنت؟
نعم ، أهتم عادة بمتابعة ما ينشر عني ، كما أن لدي موقع خاص بي و لكنه متوقف حالياً و سيعود قريباً.