مي جودة
مي جودة تاريخ النشر: الأحد، 5 أغسطس، 2012 | آخر تحديث: الأحد، 5 أغسطس، 2012
محمد نوح

تحولت آخر أيام حياته لإنسان ينتظر الموت كأنه على موعد مع صديق غائب، ربما لاشتياقه لرفاق عمره كصلاح جاهين الذي قال عنه: "كان أخى الروحي، ومت معه وقت أن رحل عن الدنيا".

وبهدوء، رحل النجم الكبير محمد نوح عن دنيانا في الخامس من أغسطس 2012، بعد أن رافقته في أيامه الأخيرة مشاية حديد وأسنان متساقطة يكشف عنها بضحكة مع تذكره لأيام شبابه ورفاقه، وتشوش في الرؤية يمنعه عن قراءة الجرائد، فآخر كتاب قرأه كان منذ ثلاثة أعوام.

يعلم محمد نوح أن أغانيه الشهيرة لن يتمكن الجمهور من الاستماع لها إلا إذا تغير وجدان الشعب، كما حدث معه مرتين، فالأولى كانت بعد نصر أكتوبر1973 عندما أعادت الإذاعات بث أغنية "مدد مدد" التي غناها لأول مرة بعد نكسة يونيو 1965، وعاد جيل الألفية لثالثة يسمع نفس الأغنية من جديد أثناء ثورة يناير 2011.

وقال عن ذلك: "غنيت (مدد) و (شيلي طرح الحزن السودة) و (من صغر السن) من سنة 68 حتي سنة 70 و مع ذلك لم يستجب أحد، لأن الدولة كانت تدعم بقوة توجه الناس إلى (الطشت قال لي) وغيرها من الأغنيات التي كانت تذاع كل دقيقة تقريبا، لكن الغريب بعد نصر أكتوبر فوجئت بنجاح أغنياتي بشكل لم أكن أتوقعه".

اعتزاله الغناء

فجأة وفي عز شهرته كمغني وقائد لفرقة "النهار الغنائية" أعلن بعد حفله في الخامس من أكتوبر 1980 ومقتل الرئيس الراحل محمد السادات قراره بهجر الغناء والتفرغ للتأليف الموسيقي للأفلام والمسرحيات.

وقرر نوح إيصال أفكاره الفنية للشعب عن طريق السياسة، وكان ولائه وانتمائه لحزب "الوفد" وتقلد منصب رئيس للجنة الفنون والثقافة بالحزب، وغنى له وقتها "صوتك مع مين" التي استخدمها الحزب مؤخرا في دعايا انتخابات البرلمان 2011 واعترض نوح على ذلك.

مشاكل مع النظام السابق بسبب "سحلب"

قدم محمد نوح مسرحية من إخراجه وتأليفه وشارك في تمثيلها مع حسين فهمي وليلى علوي بعنوان "سحلب" ليفضح بها ممارسات أمن الدولة الخارجة عن القانون، ولكن رد فعل النظام جاءه أقوى مما كان يتصور.

وحكى نوح قائلا: "أثارت المسرحية مشاكل كثيرة، وأدت إلى أن رجال النظام أمروا بإغلاق المسرح وعلى رأسهم صفوت الشريف وزكريا عزمي الذي جمعتني به صلة صداقة وقتها، ولكنه رفض أن يساعدني ربما لأنه صاحب القرار".

تابع: "ربما كانت هذه القشة التي قصمت ظهر البعير فلم أحتمل الصدمة و أصبت بأول أزمة قلبية و توالت بعدها الأزمات حتي أصبحت غير قادر على الحركة".

رأيه فيما وصل إليه الفن

أكد الراحل على أنه لا يجد في أغاني ثورة 25 يناير الحس الوطني المطلوب، فقال: "يوجد مطربون يغنون للوطن، ولم يعد هناك أغنية تؤثر في الشارع، وأرى أن حمزة نمرة الأفضل في الغناء لمصر، وكذلك محمد منير فهو مطرب عظيم ونوبي جميل ودافئ ولم يتغير، أما عمرو دياب فهو مطرب جميل لكنه لا ينفع في الغناء للوطن، وتامر حسني لم أسمعه لكن سمعت أنه شاب جيد ويغني كلاما غريبا، وأيضا لا ينفع للأغاني الوطنية".

وعن الأصوات النسائية قال: "استمتع بصوت سميرة سعيد وأنغام وشيرين عبد الوهاب".


مشوار فني طويل

نوح من مواليد يناير 1973 وبدأ عمله الاحترافي في 1966 بمسرحية لسيد درويش، فشارك في تمثيل عشرة أفلام هم "الزوجة الثانية" و"حسن وعزيزة قضية أمن دولة" و"اللعنة" و "المزيكا في خطر" و "امتثال" و "شباب في العاصفة" و "الآضواء" و "الدخيل" و "الزوجة الثانية" و"السيد البلطي".

ووضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام وهي "قلب جرئ" و"المهاجر" و"أجدع ناس" و"مرسيدس" و"قانون إيكا" و"قبضة الهلالي" و "معركة النقيب نادية" و"المزيكا في خطر" و"إسكندرية كمان وكمان" و"السجين 79".