FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الثلاثاء، 26 يونيو، 2012 | آخر تحديث: الثلاثاء، 26 يونيو، 2012
جبهة الإبداع المصري

وجّهت جبهة الإبداع المصري رسالة عتب إلى السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي من جموع مفكري ومبدعي مصر.

جاء في بيان من جبهة الإبداع المصري: تلقينا جميعاً بخلاف أيديولوجياتنا واتجاهاتنا الفكرية بسعادة غامرة نتائج المرة الأولى التي ينتخب فيها الشعب المصري رئيساً له، وسعد الكثير منا أن أصوات المصريين وصناديق الاقتراع كانت هي قانون العزل الشعبي لممثلي النظام السابق.

وأضاف البيان: وترقبنا ككل المصريين الخطاب الأول لرئيس الجمهورية منتظرين أن نعرف سياسة رئيس مصر المنتخب فيما يخص شئون البلاد خلال سنوات فترة رئاسته، حبسنا أنفاسنا في تلك اللحظة التي طالما انتظرناها جميعاً آملين فيما أخرجنا لميادين مصر في يناير ٢٠١١، من مفاهيم العدالة الاجتماعية والحرية، وبما أن السيد الدكتور محمد مرسي كرئيس للجمهورية مسئولاً عن المصريين جميعاً بخلاف قطاعاتهم، فلنا عليه العتاب التالي:

أسهب الدكتور محمد مرسي في سرد طبقات الشعب التي يعد مسئولاً عن مطالبها وفي سرد محافظات مصر واحدة تلو أخرى، وبداية نشكره على وعوده نحو تلك الطبقات التي دهسها قطار النظام السابق من فقراء الوطن من عمال وفلاحين وسائقي التكاتك، ففي وعود العدالة الاجتماعية، خطوة محمودة نحو تطبيق أهداف الثورة، ولكن نرى أن الخطاب قد أغفل قطاعاً هاماً من أبناء الشعب المصري، والذين يشكل مصيرهم مصيراً لهوية الوطن من المفكرين والعلماء والمبدعين والفنانين، أيتخيل أحداً اسم مصر دون أن يقترن بنجيب محفوظ أو أم كلثوم أو يوسف شاهين؟

إن رعاية حرية الفكر والإبداع والتفكير والبحث العلمي ليس مطلب فئوي بل هي ضرورة من ضرورات نهضة أي شعب من شعوب الأرض، كانت الثورة المصرية ثورة وقودها مفاهيم الحرية والعدالة ونصرة الحق أمام الظلم، مفاهيم تعلمناها وغرست فينا في يد محمد أبو سويلم المغروسة بدمائها في تراب أرضه في فيلم "الأرض"، واستوعبناها من "حرافيش" نجيب محفوظ في ثوراتهم ضدالفتوة الطاغي.

لا جدال على أولوية رغيف الخبز بالنسبة للشعب المصري والحياة الكريمة لكل مواطن مصري دفع من دمائه ثمناً للّحظة التاريخية التي نعيشها، ولكن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بالفكر والتعليم والبحث العلمي والإبداع الذي يسمو من روحه، لقد عبث النظام السابق بالأساس بوعي المواطن المصري، وجعل الآداب والفنون الجميلة حكراً على طبقة بعينها ونحن نرى أن ثورتنا لابد أن تساهم في إيصال الفكر لمن يستحقه: الشعب المصري بجميع قطاعاته من مثقفين وعلماء ومفكرين وصولاً إلى العمال وسائقي التكاتك.

ولن يأتي هذا إلا برعاية حقوق الكتاب والمفكرين والمبدعين في رعاية الدولة لأعمالهم وحمايتها من أي قمع للحرية يتهددها.

ولنتعلم من ثورات التاريخ التي همشت مفكرينها وحريات شعوبها الشخصية بمنطق الخبز أولاً لتتحول تلك الثورات عبر الزمن لنظام شبيه بالتي قامت عليه حتى لو كان هذا النظام هو الاستعمار الإمبريالي أحياناً وليس مجرد نظام قومي فاسد فاشي.

بما أننا من المفترض أننا نحيا عصراً من الشفافية، فدعونا نتخلص من الحساسية ونتحدث فيما يخشى الكثير التحدث فيه صراحة، كانت أحد هواجس الكثيرين من صعود تيار الإسلام السياسي للحكم هو قمع الحريات الشخصية وحرية الرأي والتعبير، وساهم في هذا كل من ميكنة إعلام النظام السابق وللآسف بعض المحسوبين على هذا التيار ممن قاموا بأعمالاً لن يغفرها التاريخ، بدئاً من محاولة اغتيال نجيب محفوظ لاغتيال فرج فودة.

ونرى كجموع مفكري مصر ومبدعيها أن من واجباتكم كرئيساً للبلاد أن تطمئنونا على مستقبل حرية الفكر والرأي في مصر، ورعاية مفكريها ومبدعيها بما يستحقون كما أثلجتم صدر المصريين بوعودكم في توفير العيش الكريم لطبقات الشعب الفقيرة، وأن عليكم تصحيح تلك المفاهيم التي أثارت خوف المصريين عقوداً ليتوحد الصف فعلياً ولنشارك معاً في بناء الوطن.

لا يحيا المصريين بالخبز وحده، المصري يحيى جسده بالخبز ولكن عقله وروحه يسموان بوحي جملة في رواية لبهاء طاهر، وقصيدة لأمل دنقل، وفيلماً لصلاح أبو سيف، ولوحة لحسن سليمان.

السيد الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية، نرجو أن يكون إغفال مفكري وكُتاب ومبدعي مصر في خطاب البارحة، هو سهواً نابع من جلال ومهابة اللحظة التي أثرت على مشاعرنا جميعاً، وليس تجاهلاً أو استهانة بدورهم في بناء الوطن، ونرجو منكم الإعلان عن مشروعكم لرعاية عقول المصريين بعد أن طمأنتمونا البارحة على مستقبلهم الاقتصادي.