نجم على نفسك!

تاريخ النشر: الأربعاء، 13 يونيو، 2012 | آخر تحديث: الأربعاء، 13 يونيو، 2012

في عربة قطار مزدحمة، قرر أحدهم بشكل مفاجئ إسدال سماعات الأذن التي كان قد استعان بها للهروب من النقاشات الانتخابية التي يدخل فيها المصريون يوميا في وسائل المواصلات، ليستمع للحوار التالي:

مواطن 1: لننتخب هذا المرشح، حتى وإن كان محسوبا على النظام السابق، فسينقذ مصر من مصير مظلم ستدخل فيه إذا فاز المرشح الآخر.

مواطن 2: المصير المظلم ستلقاه مصر إذا فاز مرشحك، كيف ننتخب شخصا كان يعمل مع النظام السابق؟

مواطن 3: ولماذا ننتخب أيا منهم؟ المقاطعة هي الحل.

مواطن 4: سأنتخب هذا المرشح لأن الفنان (...) سيختاره!

عُذرا، قبل أن تتهمني بالمبالغة في الأمر، وتقول إنه من المستحيل أن يتأثر أي شخص برأي فنان، ويربط قراره الانتخابي بهذا الرأي، فلتدخل في جولة بسيطة في بحور الشبكة العنكبوتية لتعرف الحقيقة.

حديث الفنانين الدائم عن آرائهم في المرشحين، وتوجيه جمهورهم لاختيار مرشح بعينه هو أمر خطير للغاية، كون الأمر يتعلق بشيئا مهما للغاية مثل انتخابات الرئاسة.

قم بزيارة "نوادي المعجبين" للنجوم، أو اقرأ التعليقات عبر صفحاتهم الرسمية على Facebook، مئات الشباب يتحدثون عن تأييد مرشح محدد لأن نجمهم المفضل سيقوم بترشيحه، وستجد أيضا أشخاص ينتظرون آراء نجمهم المفضل لتحديد قراره الانتخابي!

هؤلاء الشباب كتلة تصويتية هائلة لا يمكن الاستهانة بها، طبقا للاحصائيات الرسمية فإن النسبة الأكبر التي شاركت بالجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، وقبل ذلك انتخابات مجلس الشعب، هم شباب في مرحلة "العشرينيات" من عمرهم، وهم أيضا من بينهم دعوا للثورة وقاموا بها وأصروا على استكمالها.

النجم السينمائي أو الغنائي بالتأكيد لديه الحق للتعبير عن رأيه مثل أي مواطن آخر، ولكن ذلك يحدث في الغرف المغلقة وليس على شاشات الفضائيات أو عبر الأحاديث الصحفية.

من غير المقبول على الإطلاق أن نجد نجوما يظهرون يوميا لتوجيه جمهورهم لتأييد مرشحا بعينه، وخلق حالة من الرعب لهم بأن المرشح الآخر إذا فاز سيحول مصر إلى دولة أخرى ويقوم بتغيير الهوية.

كما أنه ليس مقبولا أيضا أن يوجه أحدهم جمهوره لانتخاب المرشح الآخر، باعتباره هو "الخلاص الوحيد" لنجاح الثورة، وأن أي نتيجة أخرى تعني فشل الثورة.

المقاطعون أيضا ليس من حقهم توجيه الآخرين لهذا القرار، ليس من المنطقي أن يقاطع أحدهم الانتخابات من الجولة الأولى، ويكتب يوميا عبر حسابه الشخصي على Twitter أن قرار المقاطعة هو الحل.

الممثل أو المطرب قد يكون له الحق أن يُلمح لرأيا بعينه في لقاء تليفزيوني، أو بعبارة واحدة ضمن حديث صحفي، ولكن حالة التوجيه تلك التي نعيشها لا تصح على الإطلاق.

المواطن-أي مواطن- حينما يقرر انتخاب ذلك الشخص وتفضيله على الآخر، يأخذ قراره بناء على تفكير عميق ممزوج ببعض الآراء الشخصية تجعله يأخذ ذلك القرار، والنجم أيا كان فهو مواطن له تفكيره وآراءه الشخصية، لذلك فعليه الاحتفاظ بها لنفسه وعدم توجيه جمهوره بها.

الأمر يتعلق بشئ هام للغاية، وسيساهم في تغيير مستقبل مصر، ولكي نتحدث بشكل واقعي أكثر، أغلب الفنانين تكون لهم مطامع مرتبطة بمهنتهم تؤثر بشكل جذري على قرارهم الانتخابي.

بعض الفنانين أصروا على عدم التصريح باسم مرشحهم الرئاسي، سواء في الجولة الأولى أو الإعادة، وهو قرار صائب للغاية.

قد تُخبرني بأن ما فعله بعض نجومنا فعله من قبل نجوم هوليوود في سنوات سابقة، قد يكون من بينهم فعلا من صرح بتأييد أوباما "على سبيل المثال" ولكن لننظر ماذا فعل الآخرون، فالغالبية منهم عندما يكون الحديث عن الانتخابات، يتحدثون عن أهمية المشاركة بغض النظر عن اختيار من، كما فعلوا في الفيديو الشهير Vote.

للتواصل عبر "تويتر" Twitter


أو على "فيسبوك" Facebook