محمد عاشور
محمد عاشور تاريخ النشر: الثلاثاء، 12 يونيو، 2012 | آخر تحديث: الثلاثاء، 12 يونيو، 2012
محمد كيلاني

محمد كيلاني صوت من الأصوات الجميلة التي توقع لها الجميع النجاح السريع، ولكن مع صدور أول ألبوم غنائي له، قامت الثورة، وتأثر بها كما تأثرت صناعة الموسيقى، وفي لقاءه مع FilFan.com تحدث عن توقعاته للفترة المقبلة، ومستقبل الإنتاج الفني بعد الانتخابات الرئاسية.

ما سبب تأخرك في طرح ألبوم أو عمل غنائي جديد؟
أولا بسبب الحالة التي تشهدها مصر منذ قيام الثورة، والتي انعكست بالتالي على معظم الشعب المصري وجعلته يهتم بالسياسة بشكل كبير على حساب الأعمال الفني.
ثانيا لأن سوق الكاسيت انهار تقريبا، حتى النجوم الكبار الذين طرحوا ألبومات في الفترة الأخيرة لم تحقق نصف النجاح الذي كان متوقع له.

ولكن لازالت الصناعة مستمرة بشكل ما وطرحت ألبومات لنجوم كبار في الفترة الماضية؟
الصناعة مستمرة بشكل ضعيف جدا يكاد لا يذكر، وكما قلت بسبب انشغال الشعب المصري بالأوضاع الحالية، ورغبته في الاستقرار الذي فقده، أصبحت السياسة والانتخابات الرئاسية هي شغله الشاغل.
فالغناء هو سلعة في النهاية "ترفيهية"، وهدفها هو الترفيه عن المستمع، فكيف يبحث الإنسان عن الرفاهية، وهو لا يجد الاستقرار سواء في الشارع أو في الوظيفة أو مسكنة أو مستقبله ومستقبل أسرته، وبالتالي هي أكثر الصناعات تأثرا بالأحداث الحالية.

وهل ترى أن صناعتي السينما والدراما تأثرتا بالشكل ذاته؟
الوضع هنا مختلف، فالتليفزيون موجود في البيوت وجميع أفراد الأسرة تشاهده، حتى وإن كان للهروب من كم الأحداث اليومية التي يسمعون عنها، والسينما أيضا نفس الحال، فانت تبحث عن ساعتين تهرب فيهما من الضغوط اليومية، ولا تكررها أكثر من مرة في الأسبوع أو أكثر، للتغير، أما الألبوم فهو معك بشكل أطول، ويحتاج منك ذهن صاف، ولن تذهب لحفل غنائي في ظل تخوفك من عدم تأمينه، أو احتمالية أن ينتهي بمأساة.

وهل تعتقد أن الحال سيتحسن بانتخاب رئيس جديد؟
من المؤكد أن الأوضاع ستتغير، ولكن بحسب الرئيس الذي سيتولى، ففي حالة فوز مرشح الأخوان محمد مرسي من الأكيد أن الفن سيتغير، ولن نسمع الأغاني الهابطة التي انتشرت مؤخرا بشكل غريب، حتى أن بعض الفنانين الكبار قلدوا هذه الأغاني في أعمالهم الفنية، وهو ما تعجبت منه، وكأن هذا الشكل أصبح هو شكل الفن المصري.
فمع فوز مرشح حزب الحرية والعدالة أعتقد أننا لن نسمع أغاني من عينة "هاتي بوسة يا بت" أو "الوسادة الخالية" وهي الأغاني التي انتشرت بشكل مخيف.
أما في حالة فوز أحمد شفيق، فاعتقد أن الفن سينتعش مرة أخرى، ولكن لا أعتقد أن الأمور ستتغير، حتى ولو اختلفت العقليات التي تسمع هذه الأغاني.

وانت، هل ستشارك في الانتخابات، أم ستقاطع؟
أنا ضد فكرة المقاطعة بأي شكل من الأشكال، الشهداء الذين سقطوا منذ قيام الثورة لم يموتوا من أجل أن نقاطع الانتخابات ونبطل أصواتنا، فهم ماتوا لكي تتغير الأوضاع، ونصبح إيجابيين، لا أن يبقى الوضع كما كان عليه، والسلبية هي الحل.
من المؤكد أن الجميع كان يتوقع الأفضل أو لديهم تحفظات على المرشحين، ولكن هذا هو الوضع وهذه هي نتيجة الديمقراطية، فيجب على الجميع المشاركة في الانتخابات، والاختيار حتى وإن كنت معترض، وفي النهاية لديك المعايير التي ستختار على أساسها رئيسك، حتى وإن كانت تفرقة بنسبة 0,1 % من المرشح الأخر.
حاول أن تبحث عن الرئيس الذي سيحقق لك ما تحلم به لمصر، والذي سيستجيب لمطالبك، وتستطيع ان تتناقش معه في الأفضل للوطن، دون أن يحجر على أرائك وأفكارك، وفي النهاية هذه هي الاختيارات، ولا يحق لك أن تعترض على رأي الأغلبية، لأن هذه هي الديمقراطية.

وماذا لو وصل للرئاسة مرشح مخالف لاختيارك؟
سأسانده بالطبع، وهذا هو واجب كل مصري أيا كان فكرة أو اختلافه مع المرشح الذي سيصل للمنصب، ولا يجب أن نقف له بالمرصاد، فالمرحلة القادمة حرجة بكل الأشكال، ويجب على الجميع المساندة والعمل على تجاوز هذه الفترة.
لأني لست على الاستعداد لكي انتظر خطة ستنتظر 30 عاما لكي تحقق الحل، وفترة التقييم 4 سنوات، في حالة إن الرئيس نجح فيها سنجدد له لكمل مسيرته، وإن فشل فسيحل محلة من يستطيع القيادة، وسيكون الشعب تعلم من الخطأ.

وكيف ترى الطريقة التي يجب بها دعم الرئيس المقبل؟
أولا في حالة نجاح أي جبهة يجب على جميع الجبهات الأخرى مساندة هذا الرئيس ومساعدة بنفس الشكل الذي كانت تجروه في حالة فوزها، لأن في النهاية هي مصلحة "مصر" وليست مصلحة فردية، وليس الاعتراض بالحرق والإضراب.
كما يجب أن تكون الطلبات معقولة للرئيس المقبل، فهو في النهاية بشر وليس لديه العصا السحرية التي ستحل كل المشاكل بمجرد جلوسه على مقعد الرئاسة، كما يجب ألا نتصيد له الأخطاء، ونتمنى له الفشل، ويجب أن يعرف الجميع أن سر النجاح هو التداول وليس الاستمرارية.
فمثلا في مجال الغناء القمة تتغير دائما بين المطربين ويحدث "تداول" للقمة وهو ما يخلق التنافس الشريف.

ولكن يوجد مطربين احتفظوا بالقمة لأعوام؟
أولا هما اثنان، وهي حالات نادرة وليست متكررة، كما أنك لا تتخيل كم الجهد الذي بذله هذا الفنان لكي يقدم عمل فني ناجح، هو مجهود جبار وفي النهاية لإنتاج 12 أغنية على الأكثر، ومع ذلك لن يعجب في النهاية 90 مليون فرد، لأنه لن يتفق عليه الجميع، فما بالك برئيس دولة.

ما الذي تتمناه في النهاية؟
أتمنى الاستقرار الذي فقدناه منذ وقت طويل، كما أتمنى أن نستمر في التجمع وأن نكمل المشوار ولا نعود لنقطة البداية، وأن نحكم على التجربة بعد 4 سنوات، لكي نتمكن تقيمها بصورة صحيحة.