ماسبيرو والرئيس "الطفل"

تاريخ النشر: الأربعاء، 23 مايو، 2012 | آخر تحديث: الأربعاء، 23 مايو، 2012

إذا أردت وضع بعض القيم والمبادئ في طفلك الصغير ليسير عليها بقية عمره، فعليك أن تفعل ذلك منذ ولادته، ولا تُمهله الوقت وتساعده على الخطأ، ثم تبدأ عملية الإصلاح.

إذا قمنا بتطبيق المثال السابق على طريقة التعامل مع الرئيس الجديد، سنجد أن الوضع متقاربا للغاية، وعلينا أن نتعامل منه بالطريقة ذاتها.

فالرئيس الجديد "طفلا" سنستقبله هذا الشهر أو ربما الشهر المقبل، وسيتواجد بيننا 4 سنوات مقبلة، وربما أيضا 8.

أتحدث هنا تحديدا عن الطريقة التي سيتعامل بها التليفزيون الحكومي مع الرئيس الجديد الذي لا نعلم ولا نتوقع من هو، هناك العديد من الأسئلة لابد أن تُطرح في هذا السياق.

ماذا يُحضر رجالات ماسبيرو الآن لتلك المهمة؟ هل طريقة التعامل ستختلف باختلاف الأسماء؟ وهل منهم من يريد صنع ديكتاتور جديد مثلما فعلوا مع سابقيه؟ جميعها أسئلة لابد أن نضع لها إجابة قبل أن تحدث الكارثة.

مسئولو ماسبيرو عليهم أن يعلموا جيداً أن الظروف قد تغيرت، وأن ثورة قد قامت، وأن نظاما قد سقط بلا عودة "حتى وأن استمرت بعض ذيوله"، كل ذلك يُجبرهم أن يقوموا بتغيير طريقة التعامل مع الشخص الذي سيشغل ذلك المنصب.

الأزمة تكمُن في أن المسئولين في ماسبيرو تعودوا على "التمجيد"، فعلوا ذلك مع مبارك، وعندما قامت الثورة فعلوه مع جنرالات المجلس العسكري، إلى متى سيستمرون في ذلك؟

يقولون إن الإعلام الحكومي أصبح إعلاما للشعب بعدما كان إعلاما للنظام، إذا افترضنا حُسن النية وكانت هذه بالفعل نوايا ماسبيرو الحالية، فعليهم أن يستمروا في ذلك ولا يُعيدوا ملكية الإعلام للنظام الجديد.

علينا ألا نصنع ديكتاتور جديد حتى وإن أظهر لنا أنه ليس كذلك، لنتذكر ما أخبرنا به مبارك عندما قال جملته الشهيرة: "الكفن ملوش جيوب"، لا نتحدث هنا عن اسما بعينه لا نريد أن يصنع الإعلام منه ديكتاتورا، إذا فاز مرشح ثوري أو أي مرشح آخر، لابد أن نتعامل معه من ذات المنطلق.

لا نريد أن نرى على الشاشة مرة أخرى تلك النوعية المُهينة من الأخبار، إذا ذهب الرئيس لافتتاح منشأة أو مشروع يكون الخبر عن الافتتاح الذي يحضره الرئيس مؤديا لوظيفته ومنتظما في واجباته، وليس عن الرئيس الذي تنازل وخرج من قصره ليفتتح مشروعا جديدا.

على ماسبيرو أن يعلم أن الشعب أصابه الملل من شخصية "الرئيس الزعيم القائد"، وأنه يبحث حاليا عن "موظف" يؤدي عمله ويكون جديرا بهذه المسئولية، وليس رجلا يجلس على أحلامنا 30 عاما مرة أخرى.

أعلم جيدا أن ماسبيرو يعشق "التمجيد"، وقد تعود عليه لسنوات، وفي حالة فشلهم في التخلص من تلك الحالة، أنصحهم بأن يقوموا بتمجيد "الشهداء" الذين جعلونا نتحدث الآن في هذه الأمور .. المجد للشهداء.

للتواصل عبر Facebook

وعلى Twitter