"عبقري" .. والا "مفتري"؟!

تاريخ النشر: الاثنين، 13 مارس، 2006 | آخر تحديث: الاثنين، 13 مارس، 2006

بعد أن تم القبض على المطرب الشاب تامر حسني بتهمة تزوير شهادة الإعفاء من الخدمة العسكرية خطر على بالي .. هل هناك أي احتمال لأن يكون هذا الموضوع مجرد "فبركة" من نصر محروس منتج ألبومات الفنان الشاب لتتزايد نسبة المبيعات مع الفضيحة؟!

بالطبع ، أنا لا أريد أن أتحامل على أحد أو أتهمه بشيء غير صحيح ، ولكني وقتها تذكرت الخبر الذي نشر في الصحف عام 2003 عن القبض على المطرب بهاء سلطان بتهمة "الجاسوسية"! ، وبعدها بفترة بسيطة وجدنا أن القضية منتهية وبهاء يغني في الأسواق "ع اللي بيحصل لي" في ألبومه الغنائي "قوم أقف" الذي حقق نسبة عالية من الأرباح بالطبع مع الفضيحة "المفبركة"!

ولكني بدأت أرى أن قضية تامر حقيقية مع وجود المطرب الشاب هيثم شاكر في الموضوع ، لأن هيثم ليس تابعا لشركة "فري ميوزيك" لمالكها محروس ، وبالتالي فإن المنتج الشاب لا مصلحة له من أن تلوك أفواه الناس بإسم هيثم وإكسابه شهرة أكبر مع الفضيحة.

وتابعت أنا وزميلي محمد عاشور أحداث هذه القضية عن قرب عندما حبس المطربان في مجمع التحرير ثم المحاكمة ، كل ذلك ونحن نجد محروس يكاد يجن ، وطوال الوقت يتحدث على الهاتف مع فلان أو علان ، وعندما أمر القاضي بالإفراج عن المتهمين بكفالة سارع المنتج بجمعها في دقائق هو ومن معه ، والذين كان من بينهم المطرب الشاب محمد حماقي الذي إتصل على الفور بمدير أعماله في منزله وسأله عن ما معه من أموال في يديه ليطلب منه أن يقابله على الفور في محكمة مدينة نصر ويعطيه إياها ، وذلك قبل أن تستأنف النيابة ضد قرار الإفراج بكفالة.

بالتأكيد نصر محروس – رغم ما يقال عنه أنه دماغه ناشفة وما حدش يعرف إيه اللي في دماغه غيره – لابد وأن يكون قلقاً على مطربه الشاب ، وعلى مستقبله الذي من الممكن أن يضيع في حالة إدانته.

ولكن كل هذا لم يمنعني من أن أحاول أن أفهم عقلية هذا المنتج وأتابعه من خلال ما يقدمه من فترة لأخرى ، لأجد أنه من النوعية الذكية التي تحب المخاطرة في أي وقت بأي شئ سعياً وراء النجاح ، وأعتقد أن هذا هو سر صمود شركته حتى الآن بجانب "روتانا" و"عالم الفن" وأي شركة إنتاج أخرى.

وفكرت للحظة .. نصر بالتأكيد لابد وأن يستغل الأضواء المسلطة على تامر هذه الفترة بأي شكل من الأشكال ، وأذكر أني سألت وليد منصور الصديق المقرب من تامر ومتعهد جميع حفلاته عما إذا كان نصر سيقدم على ذلك بالفعل ، فأجابني باستنكار شديد "بالطبع لا .. نصر لن يخاطر بألبوم قد يضرب في عرض الحائط ، وهو كده كده حدد شهر يونيو ليصدر فيه الألبوم"!

إلا أنه فاته أمر هام ، وهو أن نجاح نصر محروس يكمن - كما ذكرت سالفاً - في عشقه لـ"المخاطرة" ، وتحقق ما توقعته بالفعل عندما وجدت إعلانات على شبكة قنوات "ميلودي" الفضائية – أعتقد أنها تذاع فقط على هذه القناة – تقول : "لسماع أغاني ألبوم تامر حسني الجديد اتصل على أرقام كذا وكذا" ، وهذا يعني أن الألبوم سيطرح خلال أسبوع على الأكثر!

وعندما حاولنا الوصول إلى نصر لأسمع منه هو نفسه سبب طرح ألبوم تامر الجديد "الآن" فشلنا تماماً ، ولكننا توصلنا إلى أحد أصدقائه المقربين الذي لن أتمكن من ذكر اسمه ، وقال إن نصر قام بذلك لكي "يرفع من الروح المعنوية المحبطة لتامر".

وفي الحقيقة .. أنا في حيرة من أمري ، فأنا لا أدري ما إذا كنت معجبة بأسلوب تفكير هذا المنتج الذي أرى أنه "عبقري" فعلاً أم هو مجرد "راجل مفتري"!