FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الجمعة، 10 مارس، 2006 | آخر تحديث: الجمعة، 10 مارس، 2006
هاني أبو أسعد المخرج الفلسطيني

رام الله (الضفة الغربية) – رويترز : امتزج صوت التصفيق بالبكاء في وقت متأخر من الليل .. كانت هذه واحدة من المرات القليلة في رام الله التي لم يكن سببها غارة للجيش الإسرائيلي ، ولا قتال بين الفصائل المسلحة ، بل بسبب أول حفلة أوسكار يقيمها فلسطينيون احتفالاً بترشيح فيلم فلسطيني للفوز بأرفع الجوائز السينمائية مقاماً في هوليوود "الأوسكار".

لكن في نهاية المطاف لم يفز فيلم "الجنة الآن" paradise now وهو دراما مثيرة للجدل عن شخصين يجندان لتنفيذ تفجيرات انتحارية في اسرائيل بجائزة أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الأمريكية "الأوسكار" كأفضل فيلم أجنبي التي رشح لها.

ورغم شعورهم بخيبة الأمل فإن كثيرين ممن تابعوا مراسم تسليم جوائز الأوسكار يوم الأحد الماضي على شاشة تليفزيون عملاقة في حانة ألموند استمتعوا بتلك اللمحة الساحرة - التي وإن لم تدم طويلا - منحتهم الفرصة للإبتعاد عن مصاعب الحياة في الضفة الغربية.

وقالت فيفيان سنسور منظمة الحدث في الحانة "كنت آمل أن يفوز(الفيلم) وشعرت بخيبة أمل .. لكن في الوقت ذاته رؤيتنا لأنفسنا ممثلين على الصعيد العالمي كان إحساساً طيباً".

ولحق الجدل بالفيلم الذي فاز بجائزة الكرة الذهبية في يناير الماضي ، فبالنسبة لإسرائيليين فقدوا أقاربهم خلال الإنتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ خمسة أعوام فإن الفيلم يمجد "الإرهاب" ، لكن كثيراً من النقاد دفعوا بأن الفيلم لم يكن دعائياً رغم أنه يحمل نبرة مؤيدة للفلسطينيين.

وقال الإسرائيلي يوسي زور الذي فقد ابنه إساف في تفجير حافلة : "أنا راض لأن الفيلم لم يحصل على الأوسكار ، لكني لا أستطيع القول أنني سعيد لأن مراسم الأوسكار حلت في ذكرى الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة ابني".

وأضاف زور قائلاً : "بالنسبة لي النجاح الأكبر يكمن في إتخاذ موقف على الصعيد الدولي والقول أن الإرهاب والتفجيرات الإنتحارية خطأ ولابد من وضع حد لها".

ويتعرض فيلم "الجنة الآن" لشكوى الفلسطينيين من المعاناة التي يقاسونها في ظل الإحتلال الإسرائيلي ، لكن أبطال الفيلم يناقشون أيضاً ما إذا كان هذا يسوغ اللجوء إلى العنف.

ويختار أحد أبطال الفيلم الإشتراك في هجوم إنتحاري يقتل فيه نفسه وآخرين ، للتحرر من ذنب بشأن قريب له يتجسس لصالح إسرائيل ، وهي لمحة تعبر عن الضغوط المعقدة داخل المجتمع الفلسطيني.

وقال هاني أبو أسعد مخرج الفيلم إن "الجنة الآن" يتطرق إلى القوى التي تدفع الناس إلى إنتهاج سلوك متطرف.

أما إيناس مظفر ، وهى مساعد مخرج ، فقالت لرويترز وهي تشاهد الحدث في الحانة : "أعتقد أن هذا كان إنتصاراً ليس فقط للفيلم ، ولكنه أيضاً للسينما الفلسطينية والعربية".