لا أحاسيس مروى ولا حجاب حنان يقودان للأوسكار!

تاريخ النشر: الأربعاء، 29 فبراير، 2012 | آخر تحديث: الأربعاء، 29 فبراير، 2012
الملصق الدعائي لفيلم A separation

كنت أجلس مع صديق فجر الاثنين نتابع سويا حفل توزيع جوائز الأوسكار، وقبل ثواني من إعلان جائزة "أفضل فيلم أجنبي"، فاجأني بقوله "هياخدها الفيلم الإيراني.. دي لعبة سياسة خلي بالك"، وبالفعل صعد منتجو فيلم A separation لاستلام جائزتهم.

إعلان الفيلم في حد ذاته أبهرني، دفعني للبحث عن قصته، لماذا يفوز فيلم من دولة يقال عنها "متزمتة اجتماعيا وملتزمة دينيا" بجائزة فنية، هل لأن أمريكا تخاف من قطع إيران البترول عن العالم؟ وإذا مشينا بهذا المبدأ "ليه كانت كل سنة بتترشح لجوائز مهمة في أكبر مهرجانات.. أكيد الناس دي ما بتهرجش"!

عندما بحثت عن سبب فوز A separation من خلال ما كتبه بعض النقاد وجدت أن السبب بسيطا، الاعتناء بالعمل الفني... بس خلاص!

القصة بحسب ما كتبها نقاد تدور حول رجل عجوز تسبقه ملامحه المجهدة التي تبدو عليها أمارات مرض "ألزهايمر" يعيش في حزن بعد انفصاله عن زوجته وهو ما أدى إلى حيرة ابنته التي تعيش معه وتريد الأم أن ترعاها ويصبح حكم القضاء في النهاية هو أن البنت ذات الـ11 عاما هي التي تحدد مع من تعيش.

الفكرة هي أن الجمهور في العمل يتعاطف مع كل الشخصيات في معاناتها، البطل لا يستطيع أن يترك أباه المريض ويسافر كما تريد الزوجة، ولهذا يحدث الانفصال الحتمي بين الزوجين.

القصة اختصارا هي دراما عائلية لو وقعت تحت يد فنان محدود الموهبة لقدم منها على أحسن الأحوال تمثيلية تليفزيونية "رخيصة" لا تتجاوز مجرد تلك الحكاية عن الظرف الاجتماعي والفتاة الحائرة بين أبويها!

الفكرة أنه عندما يقتنص الفيلم الإيراني جائزة الأوسكار سوف يخرج فريق يؤكد أنه للحجاب رغم أنه للعقل والإبداع، بينما البعض سيتهمهم بالتخلف لمجرد تغطية الشعر، ولكن الإجابة هي أنه لو وجد الإبداع فلن يهم ما سيحدث.

ليست الحرية التي تدعو لها ممثلات مثل مروى اللبنانية في أفلام مثل أحاسيس تخالف "التقاليد"- وليس الأخلاق التي تتغير من شخص لآخر- هي التي ستجلب لنا رفعا لإسم مصر في مهرجانات فنية مهمة ولا حتى حجاب النجمة حنان ترك- الذي لم تقدم منذ ارتدته أي عمل ناجح- سيمنحنا شرفا فنيا لا نستحقه.

على الهامش: سألت المخرج هاني خليفة "متى يحصل المصريون على الأوسكار" أجابني بأسى "مش دلوقتي خالص... ممكن نبني جيل أدام يترشح... بس إحنا.. ما أعتقدش"!

يمكنك مناقشة الكاتب عبر حسابيه في:
Twitter

Facebook.com