الوصايا العشر لإعلام الدولة قبل 25 يناير

تاريخ النشر: الخميس، 12 يناير، 2012 | آخر تحديث: الخميس، 12 يناير، 2012

إذا كان الثوار يُجهزون للعودة للميدان لاستكمال ثورتهم، والمجلس العسكري يقابل ذلك بإجراءات وتصريحات لمنعهم من ذلك أو تقليل التعاطف معهم، فإن ماسبيرو يستعد أيضا هو الآخر لما سيحدث.

وباعتبار أن الكثير من الأشياء لم تتغير بعد الثورة، فبالتأكيد ماسبيرو بقنواته ورجاله من أهم الأشياء التي لم تستطع الثورة تغييرها، أو بمعنى أدق، من المؤسسات التي لا ترغب في التغيير.

فالتليفزيون الحكومي كما هو لم يتغير، وتحول من الدفاع عن الحزب الوطني ونظام مبارك إلى الدفاع عن المجلس العسكري وتبرير أخطائه.

وهنا لست بصدد الحديث عن أخطاء و"كوارث" التليفزيون المصري خلال الأشهر الماضية، فمن الواضح أنهم يسيرون على نهج معين لا يختلف إطلاقا عن النهج السابق، ولكني أتحدث عن القادم.

وفيما يلي 10 نصائح لقيادات ماسبيرو، تساعدهم على القيام بتغطية الأحداث المتوقعة بشكل مناسب لسياستهم.

ملحوظة: إذا انتابك الشك في شخصي، وتعتبرني أحد البلطجية الممولين الذين سيتظاهرون في 25 يناير بشكل "سلمي" من أجل بلادهم، فاعلم أن شكك في محله.

-تامر واحد لا يكفي
إذا كانت الثورة قد أفرزت شخصيات شهيرة من بينها على سبيل المثال "الراجل اللي ورا عمر سليمان"، فإن "تامر بتاع غمرة" يستحق شهرة مماثلة من الناحية "الإعلامية"، بعدما أبهر الجميع بأدائه التمثيلي البارع وإقناعه كثيرين بأن مصر في خطر وأن الشباب الذي يعتصم في الميدان يعمل على تخريب البلاد، نصيحتي لرجال ماسبيرو في هذا الأمر أن يتم تجهيز أكثر من شخص يصلح للقيام بهذا الدور، ونشرهم في جميع القنوات التابعة للتليفزيون المصري، مع الوضع في الاعتبار ألا يكون من بينهم أحدا يحمل منصبا بالتليفزيون، حتى لا يلقى مصير تامر.

-كورنيش النيل والوسادة الخالية
ربما كان من أبرز المشاهد خلال الثورة هو تركيز كاميرات التليفزيون على ميدان عبد المنعم رياض وكورنيش النيل لإثبات أن الأمور على ما يرام، في الوقت الذي يهتف فيه أكثر من مليون شخص لإسقاط النظام، ويتم قتلهم باستخدام خيول وجمال تدخل الميدان خلف تلك الكاميرات، أو يتم قنصهم من أعلى كوبري أكتوبر التي تصور الكاميرات مطلعه، وهنا أقترح على صاحب هذه الفكرة أن يطورها في 2012، ويقوم بفتح الصوت قليلا ليظهر صوت أغنية "الوسادة الخالية" التي يفضلها حاليا أغلب الباعة المتواجدين على كورنيش النيل.

-تدريب المصورين
في الأوقات القليلة التي يُغير التليفزيون المصري من مشهد كورنيش النيل، لا مانع من نقل كاميراته إلى ميدان التحرير ولكن بشروط، وأهم تلك الشروط أن يتم التركيز على بقعة معينة لا يتواجد فيها أكثر من 5000 شخص، ويكون بجوارهم بعض الفراغ، لإثبات أن هؤلاء هم كل الموجودون بالميدان، ولكن يبدو أن المصورين بالتليفزيون تنقصهم بعض الخبرة والمهارة في هذا الأمر، كون المشاهد في 2011 لم تخرج على نحو جيد.

إبحث عن رمزا لتشويهه
في ثورة 25 يناير كان من أهم أهداف تليفزيون الدولة أن يشوه صورة مؤيدي الثورة ومعارضي النظام الذين يدلون بتصريحات خلال أيام الثورة، وذلك كي لا يقتنع المشاهد بحديثهم وبالتالي لا يقتنع بالثورة من الأساس، ربما أبرز من تعرضوا للتشويه وقتها هو الدكتور البرادعي، ولكن بعدما نجح بالفعل التليفزيون في حملته واقتنع كثيرون بأن البرادعي لا يعرف شيئا عن مصر وهو من أدخل الولايات المتحدة للعراق، فلابد من اختيار شخصا آخر لتشويهه والتشهير به.

خبير استراتيجي
استكمالا للنصيحة السابقة، لا تكتفي فقط بالقضاء على المعارضين لك، بل ابتكر شخصيات جديدة تقوم بالرد على هؤلاء حتى ينسى المشاهد حديثهم للنهاية، المهمة السابقة لن يستطيع أحد فعلها سوى "خبير استراتيجي"، وهنا لا يهم اسم الخبير أو تاريخه، أو بالطبع وظيفته، فهو يعمل بالوظيفة الأشهر حاليا، خبير استراتيجي.
جدد نفسك
الحديث عن أن الثوار ما هم إلا مجموعة من البلطجية العملاء الذين يتقاضون أموالا مقابل القيام بتلك أعمال الشغب، أصبح "كلام قديم" لا يتناسب مع 2012، لذلك لابد من البحث عن تهم جديدة وألفاظا جديدة تُلقب بها هؤلاء كي يكرههم متابعيك، أعتقد أنها مهمة صعبة على رجال ماسبيرو بعدما ألصقوا بثوار 25 يناير جميع العبارات والإتهامات.

إبراهيم حسن وإلهام شاهين
اختيار لاعب كرة أو فنان شهير للحديث في التليفزيون المصري ليس شيئا يحدث على سبيل المصادفة، فإذا رغبت في إقناع شخصا بسيطا بفكرة معينة فعليك أن تختار واحدا ممن يحبهم أو "يتعلق بهم" كي يقنعه بالفكرة، وهذا ما فعله ماسبيرو، فكان من الطبيعي أن تشاهد لاعبي كرة قدم وفنانين وفنانات يحللون الموقف السياسي لمصر، ويعتبرون أن الثورة ليست هي الحل الأمثل لمصر وأنه لابد من استمرار الرئيس المخلوع في الحكم، هذه الفكرة جيدة وأنصح مسئولي ماسبيرو بتكرارها، ولكن عليهم أن يُغيروا من اختياراتهم قليلا والتفكير في بدائل للكابتن إبراهيم حسن والفنانة إلهام شاهين.

اخترناه .. متشكرين يا جيشنا
دائما ما كان يذيع تليفزيون الدولة الكليب الشهير "اخترناه اخترناه"، ولكن كانت الفترة الأكثر إذاعة للأغنية هي الأيام التي سبقت الثورة وأيام الثورة الأولى، وهي فكرة جيدة كي تلعب على عواطف الشعب وتقنعهم بأن الرجل الذي يشاهدونه يوميا في نشرات الأخبار يستحق التواجد بينهم، وأن حياتهم بدونه معرضة للخطر، خلال الأحداث المتوقعة لابد أن يعمل رجال ماسبيرو على إذاعة أغنيات تتغنى بالجيش المصري، أقترح مثلا "متشكرين يا جيشنا" لتامر حسني، مع إبراز عبارة "خير أجناد الأرض"، وإيهام البسطاء بأن الموجودين في التحرير وقتها يكرهون الجيش ويعملون على إسقاطه، وأنهم في شعاراتهم يهاجمون الجيش، وليس المجلس العسكري بدوره السياسي.

اقتلهم جميعا وذهب بمفردك
مع كل ما سبق قد لا تكون مقنعا أيضا بالنسبة للمشاهد، وقد يلتقط "الريموت كنترول" ويقوم بالتحويل لقناة أخرى من تلك القنوات "الخائنة العميلة الصهيونية" التي لا تتمنى الخير لمصر، ومن بينها "الجزيرة" و"العربية" و"بي بي سي"، في تلك الحالة فأنت مضطر لأن تفعل خطوه إضافية، وهي إقناع المشاهد البسيط بأن تلك القنوات تلتصق بها الاتهامات الثلاث التي ذكرتها سابقا، وستفعل تلك الخطوة بشكل أفضل إذا قمت بزيادة تهمة أو اثنتين.

حد عايز مذيع؟
بعد أن نجحت الثورة، أو هكذا حاولوا إيهامنا، كان استمرار بعض الوجوه على شاشات التليفزيون "ضربا من الخيال"، ولم يستطع المشاهد مهما كانت بساطته وتفكيره وثقافته أن يتحمل رؤية ذلك المذيع الذي يظهر إليه وكأن شيئا لم يحدث، وكأنه لم يكذب أو يقل قولا زورا من أجل رضاء الحاكم، فاضطر أكثر من مذيع ومذيعة للرحيل عن التليفزيون المصري والإتجاه لقنوات أخرى، حينها اضطر كثيرون للبقاء في منازلهم فترة ليست قصيرة قبل التعاقد مع قناة أخرى، أنصح مذيعي ماسبيرو أن يبحثوا من الآن عن وظائف جديدة، ينتقلوا إليها بعدما يتكرر الموقف مرة أخرى .. بإذن الله.

تابعني على Facebook

وعلى Twitter

ناقشني على msaleh@sarmady.net