مقال كنت أريد كتابته

تاريخ النشر: الأربعاء، 23 نوفمبر، 2011 | آخر تحديث: الأربعاء، 23 نوفمبر، 2011
كما ترى في الصورة، كائنات فضائية تطلق النيران على الثوار

على الرغم من تحول منطقة وسط القاهرة بأكملها إلى "منطقة ثورية"، بأشخاصها وأجوائها وتلك الرسومات والعبارات المطبوعة على جدرانها، فإن ذلك المبنى ذو الـ 27 دورا في الجهة الأخرى يبقى هو أسوأ ما فيها.

فكرت في الكتابة ضد ماسبيرو ورجاله، وذلك بمناسبة حلول مناسبة "يعشقها" مسئوليه، تتيح لهم التعبير عن مشاعرهم الحقيقة تجاه أصحاب السلطة، وتجاه أبناء الشعب أيضا.

ولكني اكتشفت أنه لا يوجد حديثا آخر يمكن أن يقال، وأن جميع ما رأيته خلال الأيام الماضية على شاشات القنوات المصرية، رأيته قبل شهور كما هو، وكتبت بحقه مقالات عدة.

وفي السطور المقبلة، لن أذكرك بمقالاتي، ولكني أذكرك هنا بفيلم رأيناه قبل ذلك، ونراه حاليا بذات تفاصيله، ولا أخفي أنني أتمنى تلك النهاية السعيدة ايضا.

تشويه الثوار

منذ اليوم الأول لثورة يناير وحتى قرب تنحي مبارك، تمسك التليفزيون المصري بمبدأين مهمين بالنسبه له، الأول منهما هو "مساندة النظام وماسبيرو حاليا تحول من مساندة الحزب الوطني الحاكم إلى الوقوف بشكل صريح في صف المجلس العسكري، أما المبدأ الثاني فهو "تشويه الثوار"، وهو ما يفعله حاليا التليفزيون حرفيا، فالثائر في نظر رجال ماسبيرو لابد أن يكون بلطجيا وعميلا وخائنا ومندسا، يستحيل أن يكون محبا لوطنه وعلى استعداد أن يضحى بحياته من أجله.

اقرأ: الشعب أسقط النظام .. ومعه أشياء أخرى – 16 فبراير

مين دول؟

في ثورة يناير، كان يفاجئنا التليفزيون المصري من الحين للآخر ببعض "المُحللين" ليقوموا بالتعليق على الأحداث، وعلى شاشة القناة الأولى فقط، تستطيع أن تستمع للتوأم حسام حسن وإبراهيم حسن وهما يضعا حلولا لفض الاعتصام بالميدان، أو تجد شخصا يتحدث بكل ثقة وبناء على معلومات شخصية عن تمويل إيراني للثوار، وتجد المذيعة في نهاية المكالمة تشكر الفنان حسن يوسف على كشف الحقيقة، ومنذ 19 نوفمبر وحتى هذه اللحظات، والتليفزيون يستقبل مكالمات من شخصيات لم نسمع عنها من قبل، يتم التعريف بهم كمحللين سياسيين، في الوقت الذي تبتعد فيه أسماء بعينها عن الظهور على شاشة التليفزيون الحكومي.

اقرأ: البرادعي الـ "كُخة" – 16 يونيو
"الجزيرة" الخاينة والعميلة

يُعجبني كثيرا اعتزاز مسئولي ماسبيرو بعملهم في تلك المنشأة الحكومية "المحترمة"، وهو ما يظهر في الفخر بالتغطية الرسمية للتليفزيون المصري، وانتقاد القنوات الإخبارية الأخرى، فالجزيرة قناة تمتلكها دولة ترغب في خطف الزعامة من مصر، و"العربية" قناة تنتمي لمملكة تكره المصريين، أما "بي بي سي" فهي قناة أجنبية، أجندة يعني!

اقرأ: جزيرة الشيطان – 13 سبتمبر

تامر بتاع غمرة

ربما كان الفيديو الشهير "تامر بتاع غمرة" هو أكثر المقاطع مشاهدة على Youtube على الإطلاق من بين المقاطع التي تحمل مشاهد من قناة "النيل للأخبار"، في يوم السبت الماضي الذي تفجرت به الأحداث، استقبلت القناة ذاتها مكالمة من ذات النوع، ورغم أنه لم يكن "تامر" الاسم، إلا أنه يشبه تامر كثيرا في حديثه، وربما يكون هو الشخص ذاته المُعد بالقناة الذي قام بتمثيل الدور! المثير أن قناة النيل للأخبار أيضا كررت شيئا واحدا في شهور قليلة، فحينما وقعت أحداث ماسبيرو، خرج أحد المذيعين ليقول إن ثلاث جنود من الجيش قد قُتلوا، وهو ما تم تأكيد عدم حدوثه، وخلال الأيام القليلة الماضية، خرج أحد المذيعين أيضا ليقول أن تبادلا لإطلاق قنابل الغاز قد تم بين الأمن والمتظاهرين، وكرر الجملة لأكثر من مرة حتى توقف، ربما أخبره أحدهم بالحقيقة "المرة"، وهي أن قنابل الغاز لا تخرج سوى عن طريق المدافع، وأن حمل المتظاهر لها وإعادتها مرة أخرى باتجاه الأمن لا يمكن تسميته بالتبادل بأي حال من الأحوال!

اقرأ: إعلام بلا ضمير = شعبا بلا وعي! – 10 أكتوبر

ملحوظة: إذا ظل الوضع كما هو .. توقع أن تجد مقالا بعد شهور قليلة يحمل نفس الفكرة!

ملحوظة أخرى: لا تصدق أحدا بعينه على طول الخط، تعرف على كل آراء واختر ما تشاء، ولا تجعل رأيك مجرد متشابها مع رأي الآخر، مهماً كان.

تابعني على Facebook

وعلى Twitter

ناقشني على msaleh@sarmady.net