ربما لم نره في ميدان التحرير خلال الأيام الـ18 التي أزاحت بنظام مبارك وخلعته، ولكنه طل عبر الفضائيات بصوته مساء 27 يناير ليعلنها "وحياتك لأفضل أغير فيكي لحد ما ترضي عليه".
منير هو صوت مصر بلا منازع، منذ بدايته وهو يحكي لنا حدوتة "الناس المكبوتة"، ويوجه حنجرته للعدل والحرية، ليصبح الأكثر غناءً للوطن في جيله.
وها هو منير يظهر مجددا، لا يقول "عودوا إلى الميدان" أو "يسقط حكم العسكر" أو حتى ينتقد المجلس العسكري بلطف، ولكنه يغني للعدل والحرية والتغيير برائعته الأخرى "أهل العرب والطرب"، التي- ومع الأسف- تم تسريبها مع ست أغاني أخرى.
منير يحكي في "أهل العرب والطرب" عن الشعب المصري "الجدع اللي بلا جاه" والشاكي والقائل دوما "آه والذنب مش ذنبه"، المنتفض في 25 يناير ضد الظلم والذي صرخ "فذاب جبل الحديد".
والمطرب العالمي لم يتوقف عن التغزل في هذا الشعب الطيب الثائر، ولكنه خرج بصوته وبكلمات عبقرية ليقول إن حكم العسكر في المرحلة الانتقالية سكب الملح على الجروح - الموجودة أصلا في عهد المخلوع- فـ"جرحي القديم يا طبيب وجرحي الجديد يا حكيم زود لهاليبه"!.
السؤال الأصعب
منير لم يكف عن طرح أسئلته على الشعب المصري، ليقول لنا "يا أهل العرب والطرب العدل مين سيده... سيده ويا للعجب وطا وباس إيده"، ولم لا، فمبارك وعصابته لا زالوا يحاكمون مدنيا، بل وتلقى عليهم التحية العسكرية -كما حدث من ضابط جيش لحبيب العادلي- والمدنيين يحاكمون عسكريا.
رسيني يا طنطاوي
منير يقولها واضحة كل مرة، فيؤكد أننا شعب "نعادي من يعادينا ونحب من يخاف على مصالحنا"، لذلك يطالب المراكبي "قائد الدفة" بأن يعدي الشعب المصري إلى البلد التي ينتظرها المصريون على البر التاني.
قد يكون الملك لم يوجه هذه الرسالة صراحة خلال الأغنية، غير أن هذه هي الرسالة التي وصلتني وعدد من المقربين لي على الأقل، وأيضا على مواقع التواصل الاجتماعي، وأتوقع أن "أهل العرب والطرب" لن تكون مجرد أغنية، ولكنها ستمتد إلى علامة فارقة في تاريخ منير والثورة المصرية.
ملحوظة أخيرة: برضه الكبير كبير يا منير :)
استمع إلى أهل العرب والطرب:
يمكنكم التواصل مع الكاتب عبر Facebook وtwitter من خلال:
http://facebook.com/islam.saeed
http://twitter.com/#!/Islammoo