إقلع .. وحصلني!

تاريخ النشر: الأربعاء، 8 فبراير، 2006 | آخر تحديث: الأربعاء، 8 فبراير، 2006

الكلام عن فتيات الفيديو كليب ليس جديداَ ، وأخشى أن أقول إنه لم يعد مجدياً أيضاً ، لكن بداية غزوهن للشاشة الكبيرة هو ما يستوجب محاولة الردع لكي لا تصبح وسيلة الوصول إلى الشاشة الفضية مجرد فيديو كليب منزوع الملابس!

بداية أحب توضيح وجهة نظر شخصية ، وأعلم أن كثيرين قد يعترضون على وجهة نظري هذه ، لكني لست من الجانب المؤيد لوجود رقابة على الأفلام ، أو الحجر على حرية الإبداع ، وأؤمن بشدة أنه ليس من حق أحد تعريف حدود الإبداع وتصنيف ما يندرج تحته ، لكني أيضاً أرفض أن "يسوق" فيها البعض على أساس أن كله إبداع.

ما هي الأسباب التي فتحت السينما أمام تلك الأسماء "روبي - مروة - دوللي شاهين - بوسي سمير - وأخيراً ماريا" ، قد يقول البعض إنه من الخطأ جمع البيض كله في سلة واحدة ، لذا دعونا نأخذ كل بيضة على حده .. ونتقابل في النهاية.

لنبدأ مع روبي والتي قد تكون حالة مختلفة على أساس أن بدايتها مع التمثيل سبقت شهرتها كمغنية بسبب دورها في فيلم "سكوت ها نغني" ليوسف شاهين ، لكن لا أحد ينكر أن روبي لم تصبح روبي التي نعرفها إلا من بعد عدة كليبات أقامت الدنيا ولم تقعد بعد ، خاصة مع خروج من تجاوزن روبي في حماسها الرياضي أو رقصها الشرقي في الشوارع ، وهو ما جعل عودة روبي إلى السينما مع د. شريف صبري في فيلم "7 ورقات كوتيشنة" بمثابة حدث ينتظره الشباب لرؤية فيديو كليب طويل لمطربتهم المفضلة ، حتى وإن كانوا ينكرون أمام بعضهم ذهابهم لمثل هذا الفيلم ، ثم تجد الفيلم محملاً على حاسبهم الشخصي في منازلهم.

كانت روبي "شاهين" مجرد وجه يحاول شق الطريق في السينما ، لكن روبي "صبري" كانت بطلة مطلقة لفيلمها ، فأنت لا ترى أي أسماء على الأفيش ، يكفي اسم روبي ، أما المستوى التمثيلي لروبي في الفيلم أو قبله فأنا لا أظنه سبب إسناد صبري بطولة فيلمه الأول لها ، فلا هو أقنعني قبل أو بعد الفيلم .. وأظنه لن يفعل!

دوللي شاهين .. بالطبع تعرفونها كإحدى ممثلات الفيلم الجديد "ويجا" لخالد يوسف ، لكنك ستتذكرها أكثر عندما تسمع أغنيتها "مو مو عيني" ، لا أحد ينكر إمكانيات يوسف كمخرج متمكن ، لكن كل من شاهد الفيلم لم يجد مبرراً لأختيار دوللي إلا ما قالته هي بنفسها : "شاهد كليبي وأعجبه وكلمني بعده من أجل الفيلم" ، وأظن مواطن الإعجاب في كليب دوللي كانت واضحة بشدة في فيلم يوسف الذي تدور أغلب أحداثه على شاطيء البحر حيث المايوهات والملابس القصيرة وغير القصيرة.

البيضة الثالثة ، أو المغنية مروة ، فأظن مشاهدة إعلان فيلمها "حاحا وتفاحة" وأغنيتها التي تقول فيها "إنت ما بتعرفش .. أنت ما بتقدرش" ستكون كافية لمعرفة الأسباب التي جعلت مروة تشارك ياسمين عبد العزيز التي قدمت في التليفزيون والسينما أعمالاًَ أثبتت مكانتها كنجمة من نجمات الجيل الجديد بطولة فيلمها الجديد.

مروة لم تمثل قبل ذلك ، وبصراحة لا أعرف ما هي إمكانياتها الفنية التي رشحها لأجلها المخرج أكرم فريد أو منتجو الفيلم ، قد تكون الطريقة التي أستخدمتها مروة نفسها في الدعاية لفيلمها الأول بالغناء أمام دور العرض بنفس أسلوب كليباتها.

حسناً ، بيضاتنا الثلاث السابقات "فقسناهم" قبل وبعد أفلامهن ، عرفنا جيداً قدراتهن الغنائية مع أغانيهن المصورة ، وعرفنا بعدها حجم قدراتهن التمثيلية ، لكن المدهش في الأمر أن السوق السينمائي يحضر لنا المزيد من البيض ، وفي أدوار بطولة أيضاً ، أولاهن بوسي سمير التي صورت بالفعل فيلمها الأول "حط النقط على الحروف" ، وتنتظر تصوير فيلمها الجديد "الطائشة" .. فيلمان من بطولتها وكل رصيدها الفني أغنيتين ، كما أظن أن ماريا التي وقعت عقد بطولة فيلم "عليا الطرب بالتلاتة" مع شركة السبكي لن ترضى بأقل من نظيرتها ، فماريا قدمت ثلاث كليبات ، وحققت من الضجة ما تنافس به بوسي في الفضائيات وصحف الفضائح.

أنا لا أضمر حقداً لأي من السابق ذكرهن ، ولم أرد التمثيل لكني فشلت لأني لم أصور كليباً عارياً ، الأمر وما فيه أنني أبحث عن المبررات التي فتحت شاشة السينما أمام من يرفضهن قطاع عريض في الشاشة الصغيرة ، السينما المصرية تعيش أياماً قد تحييها من جديد ، لذا ، لابد ألا نميتها نحن بأيدينا ، بأساليب الاستسهال ، وبمبدأ "اللي تغلب به ألعب به" ، ولكي لا يصبح أقصر طريق إلى الشهرة كليب عارٍ من الفن قبل أي شيء آخر.