محمد الأمير
محمد الأمير تاريخ النشر: الأحد، 5 فبراير، 2006 | آخر تحديث: الأحد، 5 فبراير، 2006
أنجلينا جولي في المؤتمر الصحفي بدافوس عام 2005 - الصورة من رويترز

جذبت أنجلينا جولي أنظار أصحاب المقامات الرفيعة ، وسلطت الأضواء حسبما أرادت إلى مشكلات اللاجئين عندما حضرت منتدى دافوس الاقتصادي الأخير في سويسرا وطالبت رجال الأعمال المشاركين فيه بالتركيز على القضايا الحقيقية.

وأجرى برنامج "نايت لاين" Night Line الذي يذاع على قناة الـABC هذا الحوار مع جولي سفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة ، لتتحدث عن مجهوداتها في العمل الخيري العالمي.

فعلى مدار السنين الأربع الماضية ، تنقلت الممثلة الأمريكية الممثلة الحاصلة على جائزة الأوسكار عن فيلمها Girl, Interrupted بين معسكرات اللاجئين ودور الأيتام في عشرات الدول ، في أجواء لم تتسم دوماً بالأمان ، ومنها زيارتها الأخيرة لباكستان عقب الزلزال المدمر الذي ضربها في أكتوبر الماضي وشرد الآلاف.

وقالت جولي في المقابلة إنها إلى جانب جولاتها في البلدان الفقيرة ، تحرص على حضور منتدى رجال الأعمال كل عام "لكي تتأكد من أن النخبة تتذكر وتتحدث عن الفقراء واللاجئين".

وتعود جولي لبداية الطريق الخيري : "تغيرت كثيراً منذ بدأت هذا الطريق ، مررت بالعديد من المراحل .. في السنة الأولى كنت دائمة البكاء عند معايشتي لهذه المآسي ، لكني فيما بعد تخطيت مرحلة الإحباط والغضب ، لأقول إني أستطيع إصلاح ما فسد ، كلنا قادرين على إصلاح ما أفسده بعضنا".

ورغم تربع جولي على عرش الشهرة في هوليوود عاصمة الفن العالمية ، وكونها واحدة من أعلى النجمات أجراً بعشرة ملايين دولار للفيلم ، فإنها اعترفت بإحساسها بفراغ كبير في حياتها ، وقالت : "أشعر دوماً أن على كل شخص إيجاد هدف لحياته .. وحينما كانت حياتي منحصرة على السينما ، كنت أقدم الأفلام وأجرب كل شيء للنجاح في مجالي الفردي وحياتي الفردية ، وهذا خلق نوعاً من الفراغ داخلي".

وبدأت جولي حياتها في العمل الخيري العالمي مع عام 2001 حين عينت كسفيرة للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة ، وقطعت وقتها على نفسها عهداً باستغلال الأضواء المسلطة عليها لمساعدة اللاجئين على مستوى العالم ، ومن يومها وهي تعلق على حائط في منزلها إعلان حقوق الإنسان.

ورفضت جولي – التي وشمت ظهرها بعبارة "إعرف حقوقك" - اعتبار هذا الإعلان مجرد وثيقة للحالميين ، بقولها : "إنه القانون .. نحن فقط نسينا التعامل مع تلك الحقوق على أنها قوانين وقواعد يجب احترامها ، نسينا أن الفصل السادس والعشرين من حقوق الإنسان ينص على أن من حق كل طفل الحصول على تعليم مجاني"!

ولم تقتصر جهود جولي في مساعدة اللاجئيين على جولاتها العالمية ، وزياراتها لمعسكراتهم ، لكنها وجدت لنفسها طريقة لمتابعة مهامها من منزلها بالتبرع بمبلغ نصف مليون دولار لتوكيل محامين للاجئين الذين لا يقدرون على دفع رسومهم.

وهو ما رأته جولي هاماً لأي لاجيء : "قابلت يوماً امرأة شابة حُجزت في زنزانة لأنها لاجئة ، وأخلي سبيلها فيما بعد .. وهو ما يكشف لك أنهم لا يفتقدون فقط المترجمين ، وإنما يفتقدون رجالا يدافعون عنهم"!

وشاركت جولي مؤخراً في الاحتفال الذي أقيم بمجلس الشيوخ الأمريكي بإقرار مشروع لمحاربة الإيدز في نوفمبر الماضي ، والذي يتم فيه علاج أكثر من 15 مليون طفل على مستوى العالم ، وهو المشروع الذي سيكفل لأيتام الإيدز رعاية اجتماعية كاملة ، لكنه يحتاج كما أوضحت جولي إلى : "توفير دعم مالي للإدارات القائمة على تنفيذ المشروع ، فحتى الآن لم يتم تمويل المشروع مادياً".

وعلى الرغم من شهرتها الواسعة في واشنطن عاصمة السياسية الأمريكية ، إلا أن جولي – التي اشتهرت بتقديمها المشاهد الخطرة بنفسها في فيلم "مفجرة القبور" أو Tomb Raider - اعترفت بأنها "لاتزال خجولة في التعامل مع واشنطن ، وبأنها لا تزال تجد رهبة بداخلها وهي في العاصمة السياسية للولايات المتحدة".

لكنها تتخلى عن هذا الخجل حينما يكون الأمر عن : "شيء أؤمن بها ، وأشعر أن لدي حق للتحدث عنه وبصورة مباشرة .. لكن يظل بداخلي تلك الطفلة الخجولة التي تسبب خجلها في تأخرها الدراسي".

ولم تدفع المشاهد التي تراها جولي في جولاتها في دول العالم الفقيرة والمنكوبة ، والحالات اليائسة التي تعايشها نجمة هوليود إلى التهكم على مدينة السينما العالمية ، "كانت جولتي الأولى في إقليم دارفور بالسودان ، ثم إلى تنزانيا ، ولم تستغرق أكثر من أسبوعين تغيرت خلالهما تماماً ، وكنت إنسانة أخرى عند عودتي ، وظللت لثلاث ساعات أتحدث إلى والدتي عما رأيته هناك".

وتضيف جولي : "الطريف أنه كان علي تقديم جوائز أحد المهرجانات بعد عودتي بأسبوعين ، وظننت أني سأكره تلك الحياة التي عشتها وأذهب لتقديمها ، وأني سأعتبر أفراد هذا المجتمع مجموعة من الفشلة" ، لكن بعد تزايد معايشة نجمة فيلم "عائلة سميث" أو Mr & Mrs Smith للعالمين المختلفين أصبح تفكيرها بأن : "النجوم الذين يخطون على السجادة الحمراء لديهم حياتهم ، والتي تتضمن بعض الترفيه ، ليعودوا بعدها إلى الاهتمام بغيرهم".

واعترفت جولي بأن شهرتها التي اكتسبتها من هوليوود هي سبب رئيسي في نجاحها في الأعمال الخيرية ، ولذا فعليها الاستمرار في فنها وعالمها الخيري : "روح القيادة العسكرية الكامنة داخلي ، تجعلني كلي إيمان بأني أستطيع التقدم بشكل واثق وسريع بقدم في هذا الإتجاه ، وأخرى في اتجاه آخر".

ولعل جولي كانت تحتاج إلى أكثر من قدمين ، فهي تسير بشكل سريع في حياتها كأم ، فجولي حامل حالياً بجنين من النجم براد بيت ، إلى جانب طفليها بالتبني زاهارا ومادكوس ، إلا أنها أكدت تمنيها بزيادة عدد أطفالها كثيراً ، فهي ترى كونها أماً شيئاً : "ممتعاً حقاً ، أحب أن أتبني عدداً أكبر من الأطفال ، آخذهم معي في سفري ، أو نكون معاً عائلة واحدة في بيتنا بدون عمل فقط مع بعضنا البعض ، وهذا ما فعلته هذه السنة ، لم أعمل كثيراً ولم يكن الأمر سيئاً على الإطلاق".