فساد ودلع رمضان 2011

تاريخ النشر: الثلاثاء، 23 أغسطس، 2011 | آخر تحديث: الثلاثاء، 23 أغسطس، 2011

كل عام وأنتم بخير بمناسبة اقتراب شوال 1432، رحل الضيف السنوي الخفيف ولكنه ترك لنا دراما وإعلانات خالية تماما من أجوائه الروحانية مليئة بفساد الشرطة وبوادر الثورة.

أسعفني الوقت من مشاهدة عدد كبير من المسلسلات الرمضانية هذا العام، وانقسمت المسلسلات لنوعين فقط، موالية للثورة وتكشف الفساد ومسلسلات "الدلع".

فمما شاهدت كان:

"المواطن X":

فهو المسلسل الأكثر إثارة وغموضا وأحداثه من الصعب التكهن بها، وسيناريو محمد ناير جاء قويا ومباشرا، ولكن هناك بعض المشاهد أضعفتها الموسيقى التصويرية.

فالمسلسل استغل حادث مقتل خالد سعيد -الذي بالطبع حدث للكثيرين ما يشابهه- ليبرز فساد حكومة رجال الأعمال، كما تمكن مخرجي المسلسل محمد بكير وعثمان أبو لبن من إعادة اكتشاف موهبة التمثيل للعديد من المشاركين في العمل.

"شارع عبد العزيز":

عاد عمرو سعد من جديد لدور الابن البار، وتشابه أداؤه في الحلقات الأولى من المسلسل لأدائه في "دكان شحاتة"، قصة المسلسل ليس بها قضية فساد مالي أو سياسي كبير، بل الأزمة بالمسلسل أخلاقية، فهو فساد ذمم لتجار بالشارع.

حتى شخصية "عاصم" ضابط الشرطة الذي يستغل سلطته للتعذيب قي السجون، فدورها في المسلسل مهمش، يكاد يكون "محشور" للتأكيد أن المسلسل ناقش فساد رجال الشرطة.

"دوران شبرا":

المسلسل يبرز روح مصر بلا فتنة وتماسك طوائف الشعب، ولكنه أغفل تماما أنه بالفعل توجد حساسيات دفينة بين الطرفين، وناقش كيفية تحويل رجال الشرطة مشاجرات شبابية بين مسلم ومسيحي لمشكلة طائفية.

كم السواد والفقر والبطالة الموجود بالمسلسل ينذر بوجود ثورة وشيكة.

"أدم":

شاهدت منه حلقات قليلة، فالمسلسل جيد ويناقش فساد رجال الشرطة بشكل أكبر من غيره، ولكن ظهور تامر حسني في ثوب الثائر يزيد من استفزازه لثوار ميدان التحرير اللذين هاجمهم من قبل وعاد ليتحجج بـ"هما اللي قالولي".

ماجد المصري وأحمد زاهر أدوارهما جيدة وأداؤهما مميز عما قدماه من قبل.

أما مسلسلات "الدلع"، فهي:

"سمارة":

لا يوجد أي مبرر لإعادة تقديم نفس القصة دون أدنى تحديث لتجاري روح العصر، ولم يتمكن الماكياج أو الديكور من إعادتنا لروح الثلاثينيات أو الأربعينيات – عكس تماما مسلسل "الشوارع الخلفية"-، فالسبب الوحيد الذي يبرر وجود هذا المسلسل على الشاشات هو "استعراض دلع غادة عبد الرازق المبالغ فيه".

فغادة أخطأت حينما قررت استكمال دور الفاتنة التي تبهر الرجال، وخاصة أنه نفس الدور الذي تقدمه منذ عامين وبنفس الطريقة، أما لوسي فهي مجتهدة في دورها وتحاول الخروج من جلدها بدور الأم وهذا يحسب لها.

"كيد النسا":

"وصلة ردح"، ودلع "ماسخ" من بطلتي العمل، ولن أحاول معرفة جوهر شخصية الممثل أحمد بدير في المسلسل الذي يبرر لهما النزاع عليه بهذه الطريقة الفجة، فالمسلسل لعب في المضمون، واختار تيمة ذات قابلية كبيرة لإدخال الكوميديا بها.

ولا يوجد مبرر لوجود جزء ثاني من المسلسل حينما ينكشف سر المسلسل وأن "حليمو" هو "يوسف" شقيق "صافية" وأن زواجها من "حنفي" كان مدبرا لاسترداد أموالهما.

أما البرامج فكلها متشابهة، حوارية فنية تعتمد على الأسئلة السياسية، بالطبع لتلائم روح مصر الثورة، ولكنها امتلأت بأراء الفلول مما يشكل خطر على ثورتنا بتحويلها لاختلاف في وجهات النظر!.

وبالنسبة لمجال الإعلانات الرمضانية:
فدنيا سمير غانم هي النجمة الأولى هذا العام، فهي عندها القدرة على التنوع وتقديم الدور على أكمل وجه، على الرغم من ضعف فكرة حملة "بيبسي".

غادة عادل: مازالت صغيرة على دور ربات البيوت لتقدم إعلانات أجهزة منزلية أو مساحيق غسيل.

"فودافون شكرا" هي أفضل حملة دعائية بالنسبة لي لأنها ركزت على القيم الإيجابية، والأغنية كانت ممتعة، لكن إساءة استخدامها ليست مبررة لأن الثلاثة شركات قعطوا الاتصال مأمورين بذلك.

إعلانات "كوكاكولا": كانت مميزة قبل قصها لأكثر من إعلان يتم عرضهم كل 5 دقائق.

أسوأ إعلان بلا منازع بالطبع "بوكسرات قطونيل".

للتواصل معي على الـFaceBook

وعلى الـ Twitter