مطرب الفلول

تاريخ النشر: الاثنين، 18 يوليو، 2011 | آخر تحديث: الاثنين، 18 يوليو، 2011

بينما تتباين الآراء حول الشخص الذي يستحق لقب مطرب الثورة، يُصبح لقب "مطرب الفلول" ملائما لشخصية واحدة فقط.

ومثلما يتميز ذلك الشخص بحالة فريدة يستحيل تكرارها بأكثر من مطرب، فإنه أيضا، دوناً عن بقية المطربين المناهضين للثورة، جدير بأن يحمل ذلك اللقب.

حيث أن لقب "مطرب الفلول" ليس من السهل إطلاقه على أي فرد، فلابد من تواجد عدد من الصفات تُميز تلك الشخصية، بالإضافة لأفعال تجعله يحصل على اللقب رغما عنه.

"مطرب الفلول" شخصية لا تمل سريعا، وهي نفس الصفة التي تتميز بها الفئة التي يسمعها، حيث تجده مُصرا في كل مواقفه على إثبات أنه "فلول"، عن طريق سب الثورة ورموزها والتشكيك فيهم، والترحم على أيام من يلتصق اسمه حاليا بلقبي "المخلوع" و"المسجون".

من أهم ما يميز "مطرب الفلول" أيضا أن يحاول إقناعك أنه مع الثورة ولكن ما يحدث ليس مفيدا لمصر، ويبدأ في الحديث معك عن الاستقرار وعجلة الإنتاج وما إلى ذلك من مصطلحات ربما لا يستوعب معناها بشكل كامل.

تجده في 25 يناير يكتب عبر حسابه الشخصية في Facebook أن البلد "زي الفل" ولا يوجد ما اسمه ثورة، وعندما يفشل في إثبات ذلك في الأيام التالية، يتهم الثورة بتخريب مصر.

أيضا تجده مُصرا على أن الثورة تتم بأصابع خفية-مع الاعتذار لأصابع الفنجري والرويني وكل من حرك سبابته من أجلنا-وأن الدول الأخرى سلطت جهودها وأموالها وأبنائها لزعزعة استقرار مصر.

ستجده يتحدث لأحد الفضائيات العربية يتهمها بتخريب مصر، ويطالبهم بنقل كاميراتهم لجميع شوارع مصر التي ترفض الثورة.

تجده أيضا متواجدا بكثافة على التليفزيون الحكومي يبكي من دون أن ترى له دمعة واحدة على حال البلد، يختزل موقفه المُعادي للثورة في أنه لن يستطيع الانتقال بابنته للطبيب بشكل آمن إذا مرضت، متناسيا أن هناك أطفال يلفظون أنفاسهم من الفقر والجوع على رصيف أحد الشوارع، أو تنتهي حياتهم في مقر إقامتهم الذي لم يعرفون غيره، أسفل أحد الكباري.
يتناسى الشهداء والمصابين الذين سقطوا دفاعا عن البلد، ويطرح أغنية جديدة يدافع فيها عن قاتل وقاتل أحلام غيرهم دون احترام لمشاعر ذويهم.

وفي الوقت الذي يتحرك فيه المصريون من جديد للتأكيد على ثورتهم، يذهب ليقف مع 20 شخصا في ميدان "روكسي" يهددون بالاعتصام لحين فض اعتصام التحرير، ثم يقف على منصة "قال يعني اعتصام بجد"، ويصف حركة 6 إبريل بإسرائيل، ثم يقوي نبرة صوته وينظر عاليا ويصرخ قائلا "مات الكلام يا أوباما"، دون أن يدري أنه يقف أمام مجمع أفلام سينمائية وليس البيت الأبيض.

مطرب الفلول يتواجد داخل معادلة متشابكة لا يعمل فيها أحد من أجل أحد، فالفلول لا يفعلون ذلك من أجل مصر، بل يُصرون على موقفهم، إما لمصالح شخصية أو من أجل الاختلاف فقط، ومطربهم لا يفعل ذلك من أجلهم، فهو منذ سنوات يعشق أن يكون مثيرا للجدل، لذلك وجدها فرصه ملائمة تماما لممارسة هوايته.

أعزائي الفلول، عزيزي مطربهم، حاولوا مرة أخرى.

تابعني على Facebook

وعلى Twitter

ناقشني على msaleh@sarmady.net