يا "دستور":

تاريخ النشر: الاثنين، 20 يونيو، 2011 | آخر تحديث: الاثنين، 20 يونيو، 2011
ما نشرته "الدستور الأصلي"

"غلطة الشاطر بألف"، وخاصة عندما تكون غلطة سقط فيها النظام البائد ومازلنا ننتقدها حتى الآن بل ونعاني منها أيضا.

فوجئت صباح الإثنين بالمسئول عن الصفحة الرسمية لصحيفة "الدستور الأصلي" يكتب "ستاتوس" Status بجزء من رسالة شيماء محمد سليم العوا لوالدها المرشح المحتمل للرئاسة تعلن فيها عن مساندتها للدكتور محمد البرادعي، وتقول فيها شيماء: "تحركت الأمة بتحرك القائد، وخمدت الأمة بخموده لأن آلية التطور غابت، آليات الاستمرار لم يهتم بها أحد، وهذا ما يميز رجلا كالبرادعي، الناس لا يريدونه هو قدر ما يريدون ترسيخ الآليات التي ينادي بها".

في البداية، لثقتي في الصحيفة سعدت جدا بالأب الذي ربى ابنته على إبداء رأيها بحرية حتى لو كانت ضده، وخاصة عندما علمت أن العوا بنفسه نشر هذه الرسالة على صفحته الرسمية.

وبعد البحث عن نص الرسالة كاملة، فوجئت أن شيماء كتبتها في 20 فبراير 2010!!، وفي هذا الوقت كلنا نعلم أن البرادعي هو الوحيد الذي كان يعلنها صراحة برغبته في التغيير، وكان الاختيار والأمل الوحيد للحالمين بالتغيير.

إذن فرسالة شيماء ليس لها أي معنى الآن بعد كل التغييرات التي طرحت على الساحة، وآخرها إعلان العوا رسميا عن نيته في خوض انتخابات الرئاسة.

وبعد ساعتين، أعلنت الصحيفة على موقعها الرسمي أن الرسالة التي كتبتها شيماء قديمة وتم نشرها لتداولها على الإنترنت!.

فموقف صحيفة "الدستور الأصلي" الآن من ترشيح العوا ومساندة الكثيرين له، هو نفس موقف النظام المباركي من تصريحات البرادعي، ففور ازدياد تصريحات الأخير في حدتها وازدياد شعبيته في الشارع المصري، بدأ النظام يروج لصور ابنته وهي بـ"البيكيني" وصور زفافها مع ادعاء أنها كانت في كنيسة وأن زوجها مسيحي، وحتى الآن ما زلنا نعاني من العديد الذين يرددون هذه الافتراءات وهم مقتنعين بها وليس لتشويه سمعة البرادعي.

فـ"الدستور" لم تشير فيما كتبته على الـFaceBook أن هذه الرسالة قديمة –للأسف- كما فعلت كل من "الأهرام" و"البديل"، على الرغم من اعتراضي على نشر الرسالة في هذا التوقيت بالذات، وهذا ما يعد سقطة أكبر لـ"الدستور" التي دوما هي محل ثقة.

وهذه السقطة ليس لها مبرر حتى مع علم الجميع باتجاهات "الدستور" البرادعاوية، فمن الواجب الإعلامي –الذي كان دوما إبراهيم عيسى رئيس تحرير الصحيفة مثالا له- أن تلتزم الصحيفة الحياد التام لكل المرشحين، وألا تنقل إلينا العدوى المباركية على مصغر.

عزيزتي "الدستور" لكي رصيد وفير لدى قرائك، على العكس من "الأهرام"، فنرجو منك استرجاع مكانك الذي اعتدنا عليه منك.

للتواصل معي على Twitter
وعلى الـFaceBook