FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الثلاثاء، 17 يناير، 2006 | آخر تحديث: الثلاثاء، 17 يناير، 2006
أبو أسعد عقب تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي - تصوير محمد الأمير

لوس انجليس (الولايات المتحدة) – رويترز : فاز فيلم المخرج الفلسطيني هاني أبو اسعد "الجنة الآن" أو paradise now الذي يدور عن مهاجمين ينفذون هجماتهم داخل إسرائيل بجائزة الكرة الذهبية لأحسن فيلم أجنبي لهذا العام.

ولم يتوقع أبو أسعد - الذي يعمل في هولندا ويبحث الآن عن منزل في تلال هوليوود - الفوز بل توقع الخسارة مثلما خسر فيلمه الكوميدي عن فنون الحرب "خدعة الكونج فو" أو kung fu hustle في سباق آخر على جوائز السينما التي يمنحها النقاد الإعلاميون.

وقال أبو أسعد إنه تصور أن عددا كبيرا من الناس إما لم يشاهدوا فيلمه أصلاً ، أو أنهم سيعتبرونه مثيراً للجدل ، ويندر عرض أفلام فلسطينية في الولايات المتحدة ، ناهيك عن تلك التي تحاول شرح قضايا سياسية يائسة.

وفي الكلمة التي ألقاها لدى تسلمه الجائزة دعا أبو أسعد لقيام دولة فلسطينية قائلاً إنه يعتبر فوزه بجائزة الكرة الذهبية بمثابة "إعتراف بحق الفلسطينيين غير المشروط في الحرية والمساواة".

وتمنح رابطة الصحفيين الأجانب في هوليوود جوائز الكرة الذهبية سنوياً ، وتعتبر مؤشراً لجوائز الأوسكار وهي أهم الجوائز السينمائية وتمنحها أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأمريكية.

وحقق فيلم "الجنة الآن" بفوزه بجائزة الكرة الذهبية لأحسن فيلم أجنبي دفعة في سباقه على الأوسكار في الخامس من مارس المقبل ، ونقطة الإختبار التالية هي الترشيح يوم 31 يناير الحالي من بين خمسة أفلام أجنبية مرشحة للفوز بالأوسكار ، ولم يرشح قط لهذه الجائزة فيلم فلسطيني.

وقال أبو أسعد للصحفيين في كواليس المسرح بعد الإعلان عن جوائز الكرة الذهبية "دهشت لفوزنا لكني لا أعتقد أن فيلمي مثيراًَ للجدل ، هو يكشف فقط عن شيء من جانب مختلف كلنا قلقون بشأنه".

ويؤكد أبو أسعد أنه لا ينحاز في الفيلم لأي جانب لكنه يحاول تفسير تحول إثنين بسطاء يعملان في ورشة لإصلاح السيارات مستعدين لقتل نفسيهما وقتل آخرين ، ويقدم فيلمه وجهات نظر كل جانب في القضية.

ويضيف المخرج الفلسطيني : "إنه عمل سينمائي ، السينما تعرض عليك وجهات نظر مختلفة" ، ولكي يصل إلى هذه الوجهات المختلفة تحمل أبو أسعد تجربة التعرض لهجوم صاروخي إسرائيلي ، وتلقى تهديدات من "متشددين".

وصور "الجنة الآن" في مدينة نابلس بالضفة الغربية ، واختطف مدير موقع التصوير لفترة قصيرة من جانب فصائل متناحرة ، خشيت مجيء الفيلم منتقداً لها ، وينتظر أبو أسعد الآن ليرى ما إذا كان هناك من يصغي له وهو يشرح حقيقة جديدة في الحياة المعاصرة.

ويقول المخرج الفلسطيني إن فيلمه يريد شرح للمشاهد التركيبة العقلية التي تتمخض عن أفعال مثل التفجيرات الانتحارية لأن الفهم هو خطوة أولى على الطريق.

ويصور مشهد من مشاهد فيلمه متجراً لبيع أفلام الفيديو في الضفة الغربية لا يختلف كثيراً عن متاجر مماثلة في الولايات المتحدة واوروبا ، باستثناء أن كل أشرطة الفيديو التي يبيعها هي لمفجرين إنتحاريين يشرحون دافعهم ويدعون آخرين لسلك نفس المصير.

وتلقى أشرطة الفيديو هكذا شعبية ورواجا يماثل الإقبال على جمع صور لاعبي البيسبول في الولايات المتحدة.

ويعتقد أبو أسعد أن الشعور بالعجز هو الذي يذكي التفجيرات ، وتبرز حوارات شخصياته هذا المعنى ، وهم يعيشون تفاصيل حياتهم اليومية في الأراضي التي تحتلها إسرائيل ، والتي يصورها الفيلم كسجن محكم الإغلاق لا يتنفس من فيه هواء كافياً.

وتتكرر في الفيلم عبارات منها : "نحن موتى بالفعل تحت الاحتلال .. في هذه الحياة نحن موتى على كل حال .. إذا لم يكن بوسعنا أن نعيش سواسية على الأقل يمكن أن نموت سواسية".

ويقول مخرج الفيلم إن الشعور بالعجز قوي لدرجة أنهم يقتلون أنفسهم والآخرين ليقولوا "لسنا عاجزين" ، إنه موقف معقد للغاية لكن المعنى الكلي هو أن الموقف غير عادل".

ويرى أبو أسعد أن فيلمه لا يفرض وجهة نظر واحدة ، بل على العكس يحاول أن يتعرض : "لشيء غير مرئي ، وهذا ما لم يحدث من قبل".