FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الاثنين، 16 يناير، 2006 | آخر تحديث: الاثنين، 16 يناير، 2006
أعمال عبد الوهاب دائماُ ما عبرت عن نبض الشارع العربي

القاهرة (مصر) – رويترز : استطاع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب خلال رحلته مع الغناء والتي استمرت لأكثر من ستين عاماً أن يجرب معظم الأشكال الموسيقية في ألحان تلائم المساحات الصوتية لكثير من المطربين العرب ، سواء من خلال قصائد فصحى أو أزجال عامية إضافة الى ما تغنى به هو نفسه.

ويسجل كتاب عن عبد الوهاب صدر ضمن موسوعة "أعلام الموسيقى العربية" أنه مجّد كثيراً من الحكام العرب عبر قصائد لا تقل حرارة عن أغانيه الوطنية في نهاية الأربعينيات ، ومنها "فلسطين" التي كتبها الشاعر علي محمود طه ويقول مطلعها "أخي جاوز الظالمون المدى .. فحق الجهاد وحق الفدى".

وأدى عبد الوهاب الذي حمل لقب "مطرب الملوك والأمراء" أغنية "فلسطين" عام 1949 بعد عامين من أغنية كتبها الشاعر صالح جودت ومدح فيها عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية وفاروق ملك مصر السابق معاً قائلاً : "يا رفيع التاج من آل سعود .. يومنا أجمل أيام الوجود .. موكب الخير من البيت العتيد .. جاء يختال على النيل السعيد .. أنتما عرشان في ظل الكتاب .. جمعت قلبيهما روح الآله .. أنت والفاروق للشرق منى .. وعلى كفيكما أحلامنا."

وكانت "يا رفيع التاج" أول أغنية تبثها الإذاعة السعودية بعد أن كانت برامجها تقتصر تقريباً على إذاعة سور القرآن الكريم.

وصدر الكتاب في مجلدين يضمان 733 صفحة كبيرة القطع عن "دار الشروق للنشر" بالقاهرة و"مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي" التابع لمكتبة الاسكندرية ، وذلك ضمن المشروع القومي للحفاظ على تراث الموسيقى العربية الذي تديره ياسمين ماهر عبد النور.

ويعتبر الكتاب الذي أعدته الكاتبة إيزيس فتح الله حلقة في "موسوعة أعلام الموسيقى العربية" وصدر منها العام الماضي ثلاثة كتب عن أم كلثوم وسيد درويش وسلامة حجازي.

ويسجل الكتاب أن عبد الوهاب الذي اعتزل الغناء في الحفلات العامة تقريبا منذ عام 1933 ظل يغني لبعض الحكام العرب ، حيث لحن وغنى نشيد "عرش وشعب" تحية لملك المغرب الراحل الحسن الثاني ، كما لحن وغنى في السبعينيات أغنية "أجمل عروسين" التي كتبها شاعر العامية المصرية حسين السيد وسجلها عبد الوهاب باستوديو 46 بالإذاعة بمصاحبة الفرقة الماسية بمناسبة زفاف إبنة الأمير خالد ولميا.

وغنى عبد الوهاب عام 1962 نشيد "بلدي أنت" للشاعر المصري كامل الشناوي وأهداه لإذاعة الكويت ، كما لحن أناشيد لكل من المغرب وليبيا والإمارات وعمان والأردن والسعودية والعراق ولبنان."

وتوفي عبد الوهاب عام 1991 عن عمر يتجاوز التسعين عاماً ، حيث لم يتمكن أى باحث من التأكد من التاريخ الحقيقي لميلاده وإن رجح كثيرون أنه يدور حول عام1900.

ويعتبر عقد الخمسينيات هو الأكثر غزارة في أعماله العاطفية والحماسية أيضاً ، ومنها أغان أداها أو لحنها لغيره من المطربين ، يدور معظمها حول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مثل "يا جمال النور والحرية" و"ناصر كلنا بنحبك" و"شعب وجيش" و"بطل الثورة إحنا معاك" و"عاش الجيش المصري" و"الوطن الاكبر".

وواكبت أعمال عبد الوهاب نبض الحالة العربية ، فبعد حرب 1967 التي هزمت فيها الجيوش العربية أمام إسرائيل التى إحتلت أراضي عربية في فلسطين والأردن وسوريا إضافة الى شبه جزيرة سيناء المصرية ، لحن أعمالاً منها قصيدة "طريق واحد" للشاعر السوري نزار قباني ، والتي تغنت بها أم كلثوم ويقول مطلعها "أصبح عندي الآن بندقية".

ويؤرخ الكتاب لكل ما يخص عبد الوهاب حتى يظن القاريء أنه كان أشبه بمدفعية موسيقية جاهزة للانطلاق نحو أي هدف ، باتساع الموهبة والمساحة الصوتية بين فيروز وأم كلثوم من ناحية وصولا الى فناني الآداء الشعبي الفردي "المونولوج" مثل محمود شكوكو وإسماعيل ياسين وسعاد مكاوي من ناحية أخرى.

وأشار الى المرحلة التى تألق فيها موسيقار الأجيال منذ عام 1926 حين أسندت له منيرة المهدية أشهر مطربات تلك المرحلة مهمة استكمال تلحين مسرحية "كليوباترا ومارك أنطونيو" التي مات سيد درويش قبل إنهاءها ، وفي تلك الفترة تبناه أمير الشعراء أحمد شوقي وأصبح بمثابة الأب الروحي له ، وخصص له في بيته غرفة أطلق عليها "عش البلبل".

كما سجل الكتاب أن عبد الوهاب أدى بصوته نحو 42 بالمئة من الأغاني التي لحنها في حين كان عبد الحليم حافظ صاحب النصيب الأكبر من تلك الألحان متقدماً على نجاة الصغيرة وليلى مراد.

أما فيروز فكان لها نصيب أصغر إذ غنت من ألحانه "سكن الليل" من تأليف جبران خليل جبران و"يا جارة الوادي" التي غناها عبد الوهاب نفسه عام 1928 من تأليف أحمد شوقي كما غنتها أيضا اللبنانية نور الهدى.

ولحن عبد الوهاب 79 قصيدة لشعراء عرب منهم اللبناني جورج جرداق مؤلف "هذه ليلتي"، والسوداني الهادي آدم مؤلف "أغدا ألقاك" وغ