ضد ثورة الغضب التانية ومع مليونية في نفس اليوم

تاريخ النشر: الثلاثاء، 24 مايو، 2011 | آخر تحديث: الثلاثاء، 24 مايو، 2011
دياب

هتلاقي خلاف كبير في أسباب كل واحد ناوي ينزل الجمعه ٢٧/٥/٢٠١١، هتلاقي أسباب يتحمل مسؤليتها المجلس العسكري زي المحاكمات العسكرية للنشطاء و عدم محاكمة الفاسدين بقانون الفساد السياسي والاكتفاء بالكسب غير المشروع و انتهاءً بالإحساس العام لعدم القناعة بجدية محاكمة الرئيس وأولاده وزوجته.

أنا كنت محظوظ أنه يكون لي نظرة قريبة على الموضوع، قعدت مع المجلس العسكري أكتر من مرة، وعلى قد ما كانت نظرتي ليهم فيها شك قبل ما أقابلهم حتى أني كنت من أوائل اللي انتقدوا إداره المجلس العسكري لبعض الأمور، إلا أني بعدما قابلتهم وسماع وجهة نظرهم و ظروف إداره البلاد في الوقت الصعب ده، تفهمت كثيراً بعض هذه القرارات و تفهمت أيضاً أن الأخطاء اللي بتحصل و ساعات بتثير الشكوك بتبقي معظمها سوء إداره والناس معذورين في الحته دي، بيعملوا شغلانه مش شغلتهم في أصعب ظرف في تاريخ البلد، بس اللي أتأكدت منه تماماً أن الناس دي وطنية، ووطنية جدا.

النقطه دي مهمة جداً لما نيجي نتكلم على المجلس العسكري، في فرق لما انتقدهم، و بصراحة هما يستاهلوا النقد بكمية القرارات الملخبطة و فكره جس النبض بغشومية شديدة، في حد يجس النبض يقوم في يومين يصدر قرارات بالإفراج عن فتحي سرور و زكريا عزمي وسوزان مبارك، و يسرب خبر إن مبارك هيعتذر!!!!!! في اليومين دول بس تضاعف المشككين في المجلس العسكري عن أي وقت قبل كده.

للأسف المجلس مسؤل عن اهتزاز الثقه بينه و بين الناس كل شويه، تباطؤ في قراراته اللي غالباً مبتجيش إلا بضغط، و إنكار لتجاوزات في حق ناشطين و مدنيين يفسر في النهاية على أنه كذب و يقلل مساحة الثقة أكتر، مع إن حل مواضيع التجاوزات دي هو الاعتراف بيها وتوضيح أنها تجاوزات فردية، و عدم خبرة في التعامل مع المدنيين و ليست تجاوزات منهجية.

لكن لأننا عاطفيين و ناس كتير مننا يا يمين، يا شمال، مفيش في النص، بدأت اسمع ناس وخاصة ثوار بيحملوا الجيش مشكلة كل حاجة بنمر بيها في الفترة الانتقالية، وهو أسلوب هايل للهروب نفسياً من الانتقادات اللي بيتهمها البعض للثوار بالمسؤلية عن الفوضى، فأسهل حاجه نفسياً ألاقي شماعة جديدة.

المشاكل اللي بتحصل والانفلات الامني والمشكلة الاقتصادية اللي بنواجهها وهتزيد واحنا مصّرين إن قمة الوطنية إنكارها هي تمن رخيص لحريتنا و استثمار لمستقبل ولادنا، مش كنت بتشتغل طول عمرك عشان تجوز الواد والبت وتجيبلهم شقة، اعتبر الفترة دي تحويش لمستقبلهم.

ومرة تانية المشاكل دي مسؤلية النظام القديم لوحده، وحلها مستحيل هيكون كن فيكون، و حط نفسك مكان المجلس العسكري لثواني، وقولي نحل المشكلة الأمنية ازاي؟، بالحزم ... طب الشرطه ملهاش قوة و مهدودة، يبقي مفيش غير الجيش اللي ميعرفش يتعامل مع الناس و بيطبق معاهم الأسلوب العسكري اللي مينفعش مع المدنيين، زي اللي حصل يوم السفارة الإسرائيلية، طب لو ساب الدنيا خالص هنتبصط؟؟؟؟ لأ بنتهمه بالتراخي و التساهل و التسيب.

بالتأكيد مش بقول إن مفيش حلول غير دي، بس بقول إن الموقف صعب و الجيش في موقف لا يحسد عليه، ألف حمد وشكر ليك يا رب إن محدش فينا في موقفهم.

سمعت حد بيقول انا نازل عشان مش حاسس بتغيير، مصر زي ما هيه قبل الثوره و بعدها ... طب ايه علاقه الجيش بالموضوع ده!!! ... احنا شلنا النظام انما اللي الناس بقالها تلاتين سنه بتتعلمه من اخلاق و سلوكيات غلط عاوز ثوره اخلاقيه و سلوكيه هتاخد وقت طويل و مينفعش احمل حد في السلطه مسؤليتها.

بالنسبه ليا شايف ان النزول يوم الجمعه الجايه ممكن يبقي مفيد و ممكن يبقي مضر ... لو النزول هيكون لأسباب و مطالب متفقين عليها يبقي ننزل ... انما لما الاسباب و المطالب تكون مش متفق عليه و مش منطقيه زي و احد كاتب احد المطالب ان الجيش يبقي بالانتخاب!!!! ده اي كلام ... للي مدخلش جيش، الجيش قايم علي الالتزام بالاوامر، و مفيش جيش في العالم كله بالانتخاب لأن دي فكره عبثيه تهد فكره الجيش نفسه.

في فرق بين النزول لتأكيد المطالب و بين ناس نازله و بينها و بين الجيش تار ... اسم اليوم نفسه انا معترض عليه تماماً ... ثوره الغضب التانيه ، تذكرنا فوراً بثوره الغضب الاولي و هو اكتر يوم حصل فيه مواجهات و إستشهد فيه شهداء،... فيه حاجه اسمها الربط الذهني ... في شباب مجرد ما هيسمعوا الاسم ده هيبقوا نازلين و المواجهات في دماغهم و العدو الجديد مين؟؟؟؟ .... الجيش

سوء اداره الجيش لبعض الملفات ميخليهوش عدونا ... الساده اللي حاطين الجيش في دماغهم و معظمهم علي تويتر، علي فكره احنا مش من مصلحتنا إضعاف الجيش احنا مصلحتنا تحييده و ضمان انه ينفذ مطالب الثوره، و حتي لو فكرت براجماتياً فمصلحتنا هي الحفاظ علي الجيش كقوه تضمن الحفاظ علي مدنيه الدوله

سؤال مهم هنا ... هو لو إحنا بالضغط بتاع كل جمعه و من غير مواجهات بتتحقق كل مطالبنا، يبقي فيه داعي إننا نصعد لدرجه ان مصري تاني ممكن يفقد حياته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اذا كنا إتأكدنا ميه في الميه إن الجيش هيسلم السلطه، و الانتخابات كمان تلات شهور، يبقي لسه في داعي ان إسره جديده تتحرم من إبنها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يعني ننزل ولا مننزلش؟؟؟؟؟؟؟؟

انزل لو حاطط في دماغك انك بتأكد علي مطالب، زي محاكمه رؤس الفساد ، منع المحاكمات العسكريه للناشطين، محاكمه قتله المتظاهرين ... انما لو نازل و في دماغك ان يوم الجمعه الجاي هيبقي يوم المواجهه مع الجيش فأرجوك راجع نفسك

و بصراحه انا شخصياً لو اسم اليوم متغيرش لحاجه تانيه غير الاسم اللي بيوحي بالمواجهه ده و قد يتسبب في ضحايا بدون أي داعي فمؤكد إني لن اشارك

اللهم بلغت اللهم فأشهد