حمادة بتاع يناير!

تاريخ النشر: الاثنين، 21 مارس، 2011 | آخر تحديث: الاثنين، 21 مارس، 2011
حمادة هلال

"النظرية الهلالية في تفسير الواقعية"، هي النظرية التي خرج علينا بها المطرب حمادة هلال ليفسر لنا كيفية سقوط شهداء الثورة المصرية في نفس الشهر الذي قامت فيه الثورة!

نعم، لقد قرر حمادة أن يبتكر ويبدع فخرجت لنا تلك النظرية الفذة في ربط الأحداث بزمن وقوعها!

وكتطبيق عملي لتلك النظرية أصبح حمادة مهتما بإطلاق أغنية "كل كام يوم" على اعتبار أن دور الفنان هو تقديم أغنية تعبر عما يجري في عقول وقلوب أبناء وطنه ومعجبيه كل أسبوع!

وهو ما يعد أمرا مقبولا إذا كان الهدف هو القيام بدور ما يعتقد الفنان أننا كجمهور في انتظاره على أحر من الجمر، أما الغير مقبول هو مبدأ "السلق" الذي تتبناه شريحة كبرى من مطربي المواسم.

فيا أيها الحمادة، لم نكن لنحزن لو أنك تأخرت علينا بضعة أيام بمشاركتك الفنية الجليلة في الثورة المجيدة، فلنفترض أن أغنيتك لم تظهر للنور لا قدر الله، فهل كان ذلك سيحرمنا من معرفة الحقيقة المرة وهي أن شهداء يناير ماتوا في أحداث يناير!

لا أنكر هنا أن لأغنية حمادة جانب ما إيجابي وهو خلق قدر من الشك حول تواريخ وفاة شهدائنا على مدى التاريخ، وهو ما يعد ظاهرة صحية، فنحن الآن مطالبين بالتأكد من أن شهداء حرب أكتوبر قد استشهدوا في شهر أكتوبر، خاصة وأن الفريق الشهيد أحمد شفيق قد أكد لنا أنه قُتل وقَتَل في حرب أكتوبر، ما يدفعنا للمزيد من الشك في هذه الحرب.
إذا فليست الوطنية عبارة عن "سكور" يتسابق مطربوا المواسم في تحقيق الرقم الأكبر به بكم الأغاني التي يعتقدون زيفا أنها وطنية بينما الوصف الأدق لها هو أنها كوميدية.

أفهم أن للفنان دور مهم في التعبير عن قضايا وطنه في المساحة التي يتقن العمل فيها سواء في الغناء أو حتى إبداء الرأي السياسي مثلما هو الحال حاليا، لكن ما لا أستطيع فهمه هو هذا الإصرار العجيب المريب على الظهور على الساحة ولو بشكل مضحك.

فحرص مطربين من فصيلة حمادة هلال الذي أصدر 4 أغنيات في أقل من شهر على الظهور لمجرد الظهور يعكس مدى عدم اهتمام أولئك المطربين بعمل أغاني لتبقى وتظل، بل تتبخر بمجرد ظهورها أو على الأكثر تنتشر على الفيس بوك والتويتر لمدة أسبوع على شكل عبارات وإفيهات يطلقها رواد تلك المواقع، ليتحول هذا المطرب من فنان وطني إلى فنان وطنطن!

أخشى أن يتعود حمادة وأصدقاؤه على هذه العادة السيئة وهي الغناء في المواسم، فنجد أغنية للاستفتاء وأخرى لنتيجة الاستفتاء ثم أغنية لانتخابات الشعب وأخرى للرئاسة، ولا أستبعد أيضا ظهور أغاني بمناسبة شم النسيم وعيد وفاء النيل!