FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الخميس، 29 ديسمبر، 2005 | آخر تحديث: الخميس، 29 ديسمبر، 2005
أحمد عيد في مشهد من الفيلم

القاهرة (مصر) - رويترز : بمزيج من الكوميديا السوداء والإيحاءات الجنسية وأسلوب قديم في التعبير عن الوطنية مس المخرج محمد امين وتراً لدى الجمهور المصري بفيلمه "ليلة سقوط بغداد" وهو من نوع الفانتازيا السياسية.

وصفق المشاهدون بحرارة وهتفوا لدى عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا الشهر، وفي عرض خاص للصحفيين يوم الثلاثاء الماضي مشيدين بالفيلم الذي يحكي عن أسرة مصرية جريئة تتحدى كل الظروف وتنتج سلاحاً سرياً لدرء عدوان أمريكي.

ويبدأ عرض الفيلم الروائي في دور العرض السينمائي بمصر يوم الأربعاء ومن المتوقع أن يحقق إيرادات ضخمة.

وعلى عكس الأفلام السياسية المباشرة السابقة لمخرجين عرب فإن السخرية اللاذعة من المأزق العربي هدأت من حماسة المناشدات الوطنية بتحقيق نهضة مصرية.

وتشير الشخصيات بشكل غير مباشر لوجود طابور خامس داخل المؤسسة المصرية ، فالعالم مبتكر السلاح يحتاج جرعات منتظمة من الحشيش وتشتت إنتباهه أحلام جنسية تتعلق بوزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس.

ومما ميز الفيلم الذي صنع في وقت يشهد تغيرات سياسية في مصر الغياب الكامل للحكومة في السيناريو باستثناء ظهور شرطة مكافحة الشغب وهي تقمع المظاهرات.

وأكد مخرج الفيلم محمد أمين في حديث أنه بعد دخول القوات الامريكية بغداد عام 2003 نحى جانباً كل مشاريعه لعمل فيلم يحذر المصريين من التهديدات التي يواجهونها.

وقال لرويترز "الرسالة للشعب المصري هي أن هناك أخطاراً كبيرة في المنطقة تهدد الشعب المصري والعربي كله ، الرسالة هي .. نظموا أنفسكم".

وتابع "كنت آمل أن يعرض الفيلم في الولايات المتحدة ، فيجب أن يراه الشعب الأمريكي .. ليعرفوا الى أي مدى أدى الغزو الأمريكي للعراق إلى فقد أمريكا لمؤيديها في المنطقة".

والفكرة التي تكررت كثيراً في الفيلم هي مخاوف المصريين من أن الولايات المتحدة قد تهاجمهم ذات يوم بعد أن تفرغ من أفغانستان والعراق وسوريا.

ويعاني ناظر المدرسة الذي ينظم برنامج إنتاج السلاح من الكوابيس ، فهو يرى قوات مشاة البحرية الأمريكية تغير على شقته وتلبس أسرته حللا برتقالية وتغتصب ابنته.

ويتخيل الناظر القاهرة تقصف وتحترق والجنود الأمريكيون يرفعون علمهم في ساحة مدرسته ، وهي صور تحفزه على تطوير السلاح الذي سيفجر الطائرات والصواريخ فور دخولها مصر.

وقالت سناء عبد السلام من هيئة الرقابة الحكومية في إحدى الندوات أن الفيلم يريد أن يقول إن العالمين العربي والإسلامي يعيشان كابوساً أمريكياً مستمراً وأن الحضارة الأمريكية أفلست تماما الآن فلم يعد بوسعها عمل شيء سوى اغتصاب الرجال والنساء.

وقال أمين : "أردت أن أصنع فيلماً يسهم في الا يحدث ذلك مرة أخرى لأحد".

وأضاف : "إنها محاولة لإنقاذ الوعي ، يجب أن ننظر لأي جانب إيجابي حولنا يجب أن نكتشف العباقرة من بيننا .. ونعطيهم الفرصة".

وقال أحمد فهمي الناقد السينمائي : "إنه فيلم جريء جداً وقراءة سياسية ممتازة للواقع في مصر والمجتمع العربي ، فهو يظهر مشاعر أسرة مصرية تجاه السياسة الأمريكية الظالمة التي تفتقر لأدنى قدر من الإنسانية".

أما الممثل نبيل الهجرسي الذي يقوم بدور طبيب النفسي في الفيلم فوصف العمل بأنه "جرس إنذار" للامة العربية.

وقال الهجرسي لرويترز "بعد أن قرأت السيناريو شعرت أن هذا عمل وطني وقومي سيثير فينا أشياء كثيرة كنا نعتقد أنها ماتت بداخلنا منذ وقت طويل".

وأضاف "يجب أن نفيق لأنفسنا ونعي ما يدور حولنا ومن خلفنا وأمامنا".