محمد صالح
محمد صالح تاريخ النشر: الأحد، 16 يناير، 2011 | آخر تحديث: الأحد، 16 يناير، 2011
تونس تمر بمرحلة عصيبة

عبر نجوم الفن في تونس عن آرائهم في الأزمة التي تمر بها تونس حاليا، والتي شهدت تطورات كبيرة وصلت إلى الذروة حين تم الإعلان عن تخلي الرئيس زين العابدين بن علي عن الحكم وهروبه خارج البلاد.

وما بين مفاجأة كبيرة فجرتها الفنانة هند صبري، ورأي حكيم من الفنان الكبير لطفي بوشناق، وعقلانية في الحديث ميزت تصريحات الفنانة الشابة درة، وصمت معتاد من النجمة الكبيرة لطيفة، جاءت تصريحات نجوم الفن التونسيين في أزمة بلادهم.

واتفق الجميع على أهمية تجاوز الأزمة سريعا كي لا تؤثر سلبا على الشعب التونسي، وحتى ينتهي بركان الدم الذي تفجر قبل ما يقرب من شهر وأوقع 66 قتيلا حتى الآن.

وتعيش تونس فوق صفيح ساخن منذ حوالي شهر، بعد أن قام الشاب محمد بوعزيزي بإشعال النار في جسده اعتراضا على صفعه من جانب الشرطة التونسية، أعقب ذلك مظاهرات انتشرت لعدة بلدان تونسية خلال أيام قليلة، لتقابل الشرطة ذلك بقتل العديد من المتظاهرين.

ثم يظهر الرئيس زين العابدين بن علي للمرة الأولى طالبا من الشعب التهدئة، ولكن المظاهرات استمرت، حتى وصلت للذروة بعد وفاة بوعزيزي متأثرا بجراحه، ليظهر بن علي من جديد مؤكدا أنه تفهم مطالب الشعب، وأنه لن يترشح في انتخابات 2014، قبل أن يُجري تعديلا وزاريا محدودا، ثم يقوم بحل البرلمان وإقالة الحكومة، قبل أن يتخذ قرارا بالهروب من تونس وترك مقاليد الحكم، متوجها إلى السعودية.

هند صبري تُفجر مفاجأة

فجرت النجمة هند صبري مفاجأة ضخمة حين كشفت عن تعرضها قبل شهور لضغوط من نظام الحكم السابق في تونس كي توقع على بيان تأييد للرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وأبرزت عدة تقارير السبت خطابا نُسب لهند، تم نشره عبر إحدى صفحات المعجبين الخاصة بها عبر موقع Facebook.

وجاء بالخطاب اعتراف الفنانة التونسية بإرغامها التوقيع على بيان يضم لائحة تظهر بها أسماء 65 فنان وفنانة تونسيين، يطلب من زين العابدين بن علي الاستمرار بالحكم بعد عام 2014، وترشيح نفسه لولاية رئاسية جديدة.

وفيلما يلي النص الكامل للخطاب كما نشرته إحدى صفحات هند صبري وتداولته وكالات الأنباء، وبعض كلماته تم كتابتها باللهجة التونسية المحلية:

"السيد الرئيس"

لأننا اليوم في "بلد حر"، وأنا أستخدم حريتي جديدة للتعبير لأقول لكم كيف وجدت نفسي ضمن لائحة من 65 من الفنانين والمثقفين بدعونكم إلى الترشح لمنصب الرئاسة سنة 2014:
في يوم من أغسطس 2010، اتصل بي السيد بلحسن الطرابلسي في القاهرة.

- السيد الطرابلسي: "نحن نبني الآن قائمة بأسماء الفنانين داعيا الرئيس لتمثيل نفسه في 2014 ... وأنا أعلمك لأنه ليس من وضع اسمك دون علمك"، وانتهت المكالمة.

وأنا لن أنسى الخوف الذي ارتابني ذلك اليوم.. اتصلت به في وقت لاحق، بعد استجمعت كل قواي.

قلت له مع كامل الاحترام وبخوف: "لا أريد أن يساء فهمي، ولكن أود البقاء بعيدًا عن ذلك. وأعتقد جازمةً أن الفنان يجب أن يظل محايدًا.. إذن، من فضلك، أريد أن أظل محايدة. أنا لا أمارس السياسة".

- السيد الطرابلسي وقد قطع خطابي (تغير ملموس في لهجة): "ماذا؟ أولاً فات الأوان، وإلى جانب ذلك ما يعني أن تبقى محايدة؟! هل أنت شيوعية؟".
- لا.
- أنت إسلامية؟
- لا.
- حسنًا.. ما المشكلة؟

وإليكم، سيدي الرئيس، كيف وجدت نفسي على لائحة 65؛ لأنني لست إسلامية، ولا شيوعية. وأنا أعلم أنني لست الوحيدة.. هذا كيف "وضعوك في الخطاء".

أشعر بخيبة أمل لأنني كنت جبانة؛ لأنني لم أقل: "لا.. أنا ضد لولاية خامسة.. كفى".

في ذلك اليوم فقدت احترام نفسي كفنانة وباعتباري امرأة قانون خانت الدستور.

لماذا لم أتكلم في وقت سابق؟! كنت جبانة. ودماء الشهداء ذكرتني ذلك، وآمل يومًا أن يغفر لي.

وفقد الآلاف من التونسيين احترام أنفسهم مثلي خلال 23 السنة.

الخوف، سيدي الرئيس، كنت على وشك أن ترى اليوم ما يمكن أن يولِّد.

وقد زينت لك 2 مرات، دون محادثة خاصة معك، ولا أي طلب صالح الشخصية.

كنت دائمًا محايدة وبعيدة عن أي اتجاه سياسي، معتقدة بصدق أن هذه الزينة كانت مستحقة؛ لكوني ممثلة للجمهورية التونسية في العالم العربي.

كان يستحق أن يكون ممثلاً للجمهورية التونسية في العالم العربي. كنت ساذجة ودفعت بكرامتي واحترامي لنفسي.

أمس، في خطابكم، لقد رفضت في عام 2014 نيابة عنك بشكر تلك التي طلبتها منك، لا شكر لي؛ فأنا لم أطلبها منكم".

بوشناق الحكيم

علق الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق على الأحداث التي تشهدها بلاده حاليا، بأن المسئولية الأكبر في الوقت الحالي تقع على الجيش الوطني التونسي ليحمي البلاد في هذا التوقيت الحرج.

وقال بوشناق في مداخلة هاتفية مع قناة "الجزيرة" القطرية ظهر الأحد إن الجيش لابد وأن يتدخل لحفظ الأمن والنظام العام، ودعا قوى المعارضة المختلفة لحوار سياسي قوي يعيد الاستقرار للبلاد.

ولم يخف الفنان التونسي الشهير سعادته بترك بن علي السلطة، حيث قال: بلادي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وسجلت اسمها بحروف من ذهب في تاريخ الإنسانية والأمة العربية والعالم بأسره، بعد نجاح الشعب في خلع الرئيس، وما حدث إنجاز كبير عجز كثيرون عن تحقيقه.

عقلانية درة

وكانت درة هي أكثر نجوم الفن التونسيين تفاعلا مع ما حدث، حيث حرصت على تحديث حالتها بحسابها الشخصي بموقع Facebook لأكثر من مرة بعد الإعلان عن ترك بن علي الحكم ومغادرة البلاد.

وتمركز حديث درة -الحاصلة على ماجيستير بعلوم السياسة- حول أهمية تجاوز الأزمة سريعا، حتى لا يتم إهدار الكثير من الدماء.

وقالت درة في تصريحات للموقع الإلكتروني للفضائية السعودية MBC إنها تقدم التحية للشعب التونسي الذي كافح وصبر من أجل استعادة حريته.

وأضافت درة: أدعو الله أن يعم السلام والطمأنينة كل شبر في تونس، وأن يتسم النظام الجديد بالديمقراطية الحقيقية، بعد كل المجهود الكبير الذي بذله الشعب.

كما أجرت درة حوارا مع صحيفة "الأهرام"، نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني السبت، عبرت فيه الفنانة التونسية عن سعادتها برحيل زين العابدين بن علي عن الحكم، مؤكدة أنها خُطوة جيدة لصالح الشعب التونسي.

وأضافت: يجب اتباع لغة العقل وتدخل العقلاء خلال الفترة القادمة، حتى لا نقع في فخ نظام ديكتاتوري جديد، أو فوضى، أو حكم جيش، لأن السبب الرئيسي لتلك الثورة هي المطالبة بنظام ديموقراطي، ورئيس منتخب من الشعب التونسي، وعودة السلام في أرجاء البلاد مرة أخرى، لنفتح صفحة جديدة بالنسبة لتاريخنا وتاريخ بلادنا.

صمت لطيفة

منذ بدء الأزمة ولم تظهر لطيفة مطلقا بأي تصريحات، حتى مع تطور الأوضاع بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي.

ومع الإعلان عن سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي، اكتفت لطيفة بتعليق بسيط نشرته عبر موقعها الإلكتروني قائلة: "تونس في القلب .. ربي يحمي تونس وأهلها".