FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الثلاثاء، 13 ديسمبر، 2005 | آخر تحديث: الثلاثاء، 13 ديسمبر، 2005
الملصق الدعائي لفيلم "ميونيخ"

يواجه الفيلم الجديد للمخرج ستيفين سبيلبيرج "ميونيخ" munich حملة نقد عنيفة من الإسرائيليين أنفسهم ، زاعمين أن المخرج العالمي - اليهودي - الذي أشادوا به عندما قدم "قائمة شاندلر" schindler list قد جانبه الصواب في فيلمه الجديد الذي يدور حول "انتقام" إسرائيل لمقتل 11 من رياضييها في دورة ميونيخ الأوليمبية عام 1972.

وكان سبيلبيرج - الذي يعد من أعظم مخرجي السينما الأمريكية حاليا - قد حاز على جائزة الأوسكار عن فيلمه الشهير قائمة تشندلر الذي صور فظائع الجيش النازي ضد اليهود في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية منتصف القرن الماضي ، والمحارق التي قتل خلالها عدد ضخم من اليهود يقدر بالملايين ، إلا أن كثيرا من النقاد في منطقة الشرق الأوسط اعتبروا أن الفيلم بالغ في تصوير هذه المحارق رغم التقنيات العالية المستخدمة فيه.

أما عن فيلم "ميونيخ" الجديد لسبيلبرج ، فقد انضم عدد من قدامى العاملين في جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" إلى منتقدي الفيلم ، الذي كان سبيلبرج قد وصفه بأنه "صلاة من أجل السلام" حتى قبل أن يبدأ عرضه في الولايات المتحدة في 23 ديسمبر الجاري وفي إسرائيل يوم 26 يناير المقبل.

وقال عاملون سابقون في الموساد إن الفيلم ومدته ساعتين ونصف يعطي إشارة خاطئة الى أن تصفية الحسابات هي السبب الأكبر وراء الصراع المستمر منذ عشرات السنين مع الفلسطينيين ، مما يؤدي الى استمرار دائرة العنف والعنف المضاد في الشرق الاوسط.

ويرسم سبيلبرج في فيلمه صورة قاتمة لما حدث لخمسة رجال أرسلتهم إسرائيل إلى اغتيال فلسطينيين لهم علاقة بمقتل 11 من الرياضيين الإسرائيليين اللذين شاركوا في الألعاب الأوليمبية في ميونيخ عام 1972 ، والفيلم مأخوذ من كتاب عنوانه "الانتقام" للصحفي الكندي جورج يوناس يروي إعترافات لأحد أعضاء الفريق الذي يقول إنه ترك العمل احتجاجاً على استخدام بلاده لأساليب عنيفة بشكل مبالغ فيه.

وقال دافيد كيمحي - وهو مسئول كبير بالموساد في السبعينيات - : "أعتقد أنها مأساة أن شخصاً في مكانة ستيفن سبيلبرج الذي صنع أفلاماً رائعة يخرج فيلماً استناداً الى كتاب يقدم قصصاً زائفة".

وكان الفلسطينيون الذي نفذوا عملية ميونيخ قد برروا ما فعلوه بأنه جاء كرغبة منهم في إعادة تذكير العالم بالقضية الفلسطينية التي كانت شبه منسية دولية في ذلك الوقت ، إلا أن العملية وصفت في المحافل الإعلامية الدولية بأنها "إرهابية" ، واعتبرها كثير من المحللين بأنها أساءت إلى القضية الفلسطينية أكثر مما خدمتها.

ولم تعترف إسرائيل رسمياً بالمسئولية عن عمليات الإغتيال والتي شملت إطلاق الرصاص والتفجيرات وغارات قوات الكوماندوز لاغتيال أعضاء بمنظمة التحرير الفلسطينية والذين حملتهم مسئولية هجوم ميونيخ.

وعلى الرغم من أن إسرائيل تعتقد أن وسائلها الوحشية هذه تتسم بالفعالية ، فإن الكثيرين في المجتمع الدولي يبدون قلقاً من أنها تؤدي لاستمرار العنف.

وكان سبيلبرج قد صرح مؤخرا في مقابلة مع مجلة تايم الأمريكية : "إنني دائماً ما أؤيد أن ترد إسرائيل بقوة عندما تكون مهددة ، وفي الوقت نفسه فإن الإنتقام المتبادل لا يحل أي شيء ... هناك مستنقع من الدماء التي سالت في عمليات القتل المتبادلة بين الطرفين لسنوات كثيرة في تلك المنطقة".

وجدير بالذكر أن سبيلبرج قدم عددا من الأعمال المتميزة للسينما الأمريكية أشهرها فيلم حديقة الديناصورات ، وفيلم حرب العوالم.