عمرو دياب .. وأبلة فضيلة!

تاريخ النشر: الأحد، 11 ديسمبر، 2005 | آخر تحديث: الأحد، 11 ديسمبر، 2005

اليوم .. وأنا متجه إلى عملي كالمعتاد ، أوقفت التاكسي ، وجلست بجانب السائق ، فوجدته يستمع لإحدى المحطات الإذاعية .. لم أهتم بما يسمع ، ولا بأي إذاعة هي ، وجلست أتأمل الطريق ، ثم تذكرت أن ألبوم عمرو دياب الجديد معي على جهاز التسجيل ، فقررت أن أستمع إلى الألبوم ، فوضعت السماعات الخاصة بالووكمان في أذني ، ولم أهتم بأي شيء آخر حولي.

وبعد فترة ليست طويلة ، سمعت صوتا غريبا من راديو التاكسي ، مجموعة من الأطفال تغني : "يا ولاد يا ولاد.. توت توت .. تعالوا تعالوا" .. هنا انتبهت ، فهذه إذاعة البرنامج العام ، وهذا برنامج أبلة فضيلة ، ووجدت نفسي أنزع السماعات عن أذني ، وأغلق ما أسمعه ، وأنتبه إلى الأغنية ، بل وأردد مع الأطفال .. و"لكن في سري"!

والأغرب هو انتباهي للقصة التي ترويها أبلة فضيلة ، وكأنني أتذكر أول مرة استمعت إليها في منزل عمتي عندما سافرت لها في بورسعيد خلال الصيف عندما كنت صغيرا وجلست بجانبها في المطبخ وهي تعد الطعام تاركة الراديو على نفس موجة الإذاعة وأنا جالس بجانب الراديو أستمع للقصة.

القصة التي استمعت إليها في التاكسي حكت أن طفلة وضعتها والدتها في السرير الخاص بها ، فبدأت تتذمر قائلة : المخدة عالية .. والمرتبة ناشفة .. والبطانية تقيلة ، فبدأت تبحث عن سرير آخر ، فخرجت تتحدث مع الحصان خارج منزلها ، ونصحها الحصان بالنوم وهي واقفة وأن تغمض عينيها فقط ، ثم ذهبت إلى الوطواط الذي نصحها بأن تعلق نفسها في أي شىء بأقدامها ورأسها إلى الأسفل ، ثم لجأت إلى الضفدع الذي قال لها إن تنزل إلى الماء وتنام في الطين ، وذهبت إلى غير ذلك من الحيوانات.

.. كل هذا وأنا منتبه للقصة ، وبدون تفكير في سذاجة القصة أو أنها للأطفال ، ونظرا لعدم واقعيتها فقد ظللت أنتظر النهاية ، ووجدت أن النهاية لا تقل سذاجة عن القصة ، فالطفلة عادت إلى منزلها ولسريرها وقالت : "المخدة عالية عشان ما أقعش من عليها ، والسرير مش ناشف ، والبطانية تقيلة عشان تحميني من البرد".

جلست أفكر ، ما هو سر اهتمامي الشديد بقصة كهذه للأطفال؟ والأغرب طبعا هو ما هو سر اهتمامي أصلا بكتابة هذا المقال عن هذه التجربة؟! فوجدت أن هناك العديد من الاحتمالات ، أهمها أن هذه الحكايات مرتبطة بالماضي وبذكرياته الطفولية التي استمتعنا فيها باللعب والمرح دون التفكير في المسئوليات ومشاغل الحياة ، وهذا ما أكده لي بعض الزملاء وما لاحظته مع الكثيرين ممن هم أكبر مني سنا ، فوجدت العديد من الآباء مثلا يستمتعون بقراءة مجلة "ميكي" إلى الآن ، بل إنهم يداومون على شرائها بحجة تحبيب أولادهم في القراءة!

وآخرون قالوا إنها تساعدنا على الخروج من ضغوط الحياة ولو لدقائق والتحليق في سماء الطفولة والخروج من دنيا الواقع والعودة بعد ذلك بعد عملية من التنشيط الذهني تساعد على استكمال أدوارنا في المجتمع.

وأنا أجد أنها ظاهرة صحية 100% ، يجب أن نفكر فيها جميعاً ، ومن الممكن ألا يوافقني الكثيرون الرأي ، ولكني أجدها تجربة ممتعة.

عفوا .. نسيت أن أتكلم عن ألبوم عمرو دياب!!