FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الأحد، 5 ديسمبر، 2010 | آخر تحديث: الأحد، 5 ديسمبر، 2010
ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما

"الوعد ...صدق" "اختاروا الراجل اللى قراره من دماغة مش ماشى بالريموت كنترول" "مع الشباب سهم في عين الفساد"، كانت هذه بعض من الشعارات التي رفعها بعض من مرشحي مجلس الشعب، ولكن إن أردت أن تظهر كنائب بالبرلمان المصري على شاشة السينما، فعليك بمخالفتها، والتحلي بالفساد وتجارة المخدرات.

فالدراما المصرية قدمت نماذج كثيرة لنواب مجلس الشعب، الذين استخدموا نفوذهم بعد دخولهم تحت القبة، مستغلين حصانة ورقي المنصب اللذين وصلوا له، وعلى النقيض تماما، لم تقدم الدراما أي مثال على عضو مجلس الشعب الشريف الذي يسعى لخدمة أهل دائرته دون مقابل.

وبمناسبة أسبوع الانتخابات البرلمانية المصرية 2010، قررنا استيضاح سبب ظهور عضو البرلمان بهذه الصورة من صناع السينما بمصر، مع عرض عدد من الأفلام التي تبرز أرائهم.

السلطة والنفوذ

قال بسام عادل المتحدث الإعلامي باسم شركة "جود نيوز" GoodNews للإنتاج السينمائي: "الجماهير تفضل رؤية نواب مجلس الشعب، وهم ممثلي السلطة بالنسبة لهم، يستخدمونها في خدمة أغراضهم الشخصية، ويستغلون نفوذهم".

وظهر هذا في فيلم "طيور الظلام" من خلال الوزير الفاسد جميل راتب، الذي يستعين بمحام نصاب وهو عادل إمام، ليتغلب على منافسه تاجر المخدرات في انتخابات مجلس الشعب، وكذلك في فيلم "في محطة مصر"، من خلال رجل يمتلك أراض كثيرة في دائرته بكفر الشيخ، وهو لطفي لبيب، يحاول كسب ود العائلات هناك، ولكن يتضح من سياق الدعاية أنه رجل كاذب، لا يعطي الناخبين أهمية حقيقية، بل يدعي أنه منهم كي ينال ثقتهم.

وظهر هذا النائب الذي يستغل نفوذه في مسلسلي "سكة الهلالي"، الذي قدمه يحيى الفخراني، فبعد أن كان ينادي بمصلحة الشعب، انقلب الأمر بعد دخوله المجلس وأخذ من منصبه لطريقة للربح المادي، وكذلك في مسلسل "الأدهم"، وقام بدور النائب صلاح عبد الله الذي، وصل للمنصب بالخداع، وظل فيه من أجل التستر على استيلائه على أراضي الفلاحين.

السينما مرآة المجتمع

أما السيناريست ممدوح الليثي ورئيس جهاز السينما، فكان له رأي آخر، حيث قال: "في حياتي العملية احتكيت بعدد كبير من نواب مجلس الشعب، وهم ليس كما نجسدهم بالسينما، ولكن السينما هي مرآة المجتمع، فوسائل الإعلام دوما تعرض لنا الحالات السلبية من نواب المجلس، كاللذين يتاجرون في المخدرات والدعارة والقمار ومهربي الهواتف المحمولة، وهي حالات استثنائية، وبالتالي تقوم السينما بترجمتها".

وكانت الأمثلة من الأفلام على كلامه كثيرة، مثل "حرب الفراولة"، الذي تدور أحداثه في إطار الدفع بمواطن بسيط وجاهل لا يتقن القراء والكتابة لخوض انتخابات المجلس، بحثا عن السلطة التي ستكون سببا في سعادة مليونير يشعر بالملل، يقوم بتمويل الحملة للشعور بجديد في حياته، وكذلك فيلم "مرجان أحمد مرجان" الذي قدم الملياردير الذي جمع ثروته بالاحتكار، وصعد لقمة السلم الاجتماعي في أوساط الرياضة والثقافة والفن من خلال الرشوة، ومن ثم تكون الرشوة والتزوير أيضا سبيله لدخول البرلمان، على حساب الأستاذة الجامعية المثقفة سياسيا.

وفيلم "الجزيرة" الذي ظهر فيه نائب الجزيرة الصعيدي بمثابة موظف لدى العائلات الكبيرة هناك، يحصل على أموال بشكل منتظم في مقابل تسهيل عملهم في الاتجار بالمخدرات والسلاح، ويأتي ضمن هذا التصنيف "محمد عزام"، الذي قدمه الفنان نور الشريف في فيلم "عمارة يعقوبيان"، والذي تحول من ماسح أحذية في شوارع وسط البلد، إلى مالك أكثر من نصف محلات شارع سليمان باشا، ليتضح فيما بعد أنه جمع ثروته من تجارة المخدرات، وقدم رشوة كي يحصل على ترشيح الحزب الحاكم في الانتخابات.

وعودة لأفلام الثمانينيات، فنجد فيلم "دعوة خاصة جدا" الذي تدور أحداثه حول "عبد الرحيم" رجل الأعمال الذي يمتلك سلسلة من محلات "السوبر ماركت" التي تسوق لنفسها باعتبارها صديقة الغلابة تحت اسم "عبد الرحيم في خدمة الشعب"، ولكنه في الواقع يعمد إلى إخفاء السلع كي يرتفع ثمنها، ويعين أحد موظفيه المنافقين ليدير حملته الانتخابية، ويعطي وعودا براقة لا ينوي تنفيذها.

الزعيم ونواب مجلس الشعب

ومن الطريف أن الممثل عادل إمام، الذي يحمل لقب "الزعيم"، هو أكثر الفنانين الذين قدموا أفلاما عن فساد نواب مجلس الشعب، فقدم أيضا أفلاما لا يمكن أن يستهان بها في هذا الباع مثل: "بخيت وعديلة ..الجردل والكنكة"، الذي رصد العملية الانتخابية منذ بدأ النية في الترشيح، حتى شراء الأصوات، والنجاح في الانتخابات.

كما قدم أيضا نواب مجلس الشعب، في شكل غير المهتمين بالخطر الذي يدق على باب مصر في فيلم "النوم في العسل"، فظهر النواب لا يمتلكون القوة على مواجهة حقيقة خطر يواجه الشعب، ويفضلون تجاهله وإنكاره بدلا من مناقشته بموضوعية، على طريقة هروب النعامة بدفن رأسها في الرمال.

رأي شخصي


فالمنتج محمد العدل، رئيس لجنة تحكيم الأفلام العربية في مهرجان القاهرة السينمائي الـ34، عبر عن رأيه الشخصي في الموضوع، قائلا: "ليس من دورنا إلقاء الضوء على النماذج الإيجابية في المجتمع، لأن من المفترض أن يقوم كل فرد بدوره بشكل صحيح، فمن الطبيعي أن نلقي الضوء على الشخصيات السلبية، وأعضاء مجلس الشعب من أكثر الفئات التي تواجه انتقادات في المجتمع، وسلبياتهم كثيرة على مرأى ومسمع من الناس".

والآن جاء دورك... ففي رأيك، ما سبب عرض الدراما المصرية للنائب بصورة الرجل الفاسد ولم يظهر حتى الآن كرجل شريف؟