محمد الأمير
محمد الأمير تاريخ النشر: الخميس، 8 ديسمبر، 2005 | آخر تحديث: الخميس، 8 ديسمبر، 2005
المخرج محمد أمين وبسمة وأحمد عيد - تصوير : محمد الأمير

شهد فيلم "ليلة سقوط بغداد" الممثل الوحيد لمصر في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي إحتفاءً جماهيرياً ونقدياً كبيرين عقب عرضه ضمن أنشطة المهرجان يوم الخميس.

حضر العرض عددّ كبيرٌ من الصحفيين والنقاد الفنيين ، والذين صفقوا كثيراً عند صعود مخرج الفيلم محمد أمين ومعه أبطال الفيلم أحمد عيد وبسمة ، بينما تغيب كل من حسن حسني وهالة فاخر ، ورحب مدير الندوة التي أعقبت الفيلم الناقد السينمائي د.رفيق الصبان بالعمل وأبطاله كثيراً مع تكراره عبارة "سأحاول قدر ما أستطيع أن أكون حيادياً" قبل عودته للتأكيد على تميز الفيلم ، ومطالبته بفوز الفيلم بإحدى جوائز المهرجان.

ويعرض الفيلم مخاوف أسرة مصرية متوسطة عقب إنهيار النظام العراقي السابق ، ودخول القوات الأنجلو- أمريكية بغداد ، حيث يحاول الأب حسن حسني إنقاذ مصر بتمويل شاب مبتكر يخترع سلاح رادع لحماية سماء مصر من أي هجوم أمريكي محتمل.

وأكد الصبان قبل فتح باب النقاش مع الجمهور على ثلاث نقاط ، أولها تذكير المشاهدين بأن اختيار أمين للفانتازيا كطريقة لمعالجة الفيلم ، يرفع عنها أي رقابة ويسمح لخياله بالإنطلاق بلا حدود ، وثانيها أن أي عمل فني يقبل الإختلاف والإتفاق والأخذ والرد ، دون تعصب لرأي مسبق كما حدث مع فيلم "دنيا" ، وثالثها كان تأكيداً على إنتظار الجميع لقنبلة أمين الثانية بعد فيلمه الناجح "فيلم ثقافي".

بمجرد إعطاء الفرصة للجمهور في إبداء آرائهم ، تبارت الأصوات التي كان أغلبها لصحفيين في تمجيد الفيلم للحد الذي تكررت معه دوافع ذلك الحب السريع الذي وقع فيه جميع من في القاعة ، إلا أن أغلبهم أرجع سر تميز الفيلم إلى إتقان كتابة أمين للسيناريو ، وتجسيده لأدق تفاصيله ، بالشكل الذي أظهر شخصيات الفيلم بنفس المساحة والأهمية.

وإنفعل الفنان صلاح السعدني وهو يبدي رأيه في الفيلم قائلاً : "لا توجد حكومة تحترم نفسها تمنع عرض فيلم كهذا ، ولابد أن يتركوا المبدعين يتنفسوا ، وترى أعمالهم النور كما خرجت منهم دون حذف .. أمين فنان حقيقي ، ومخرج ساخر وليس كوميدي ، وأتمنى أن يجد ممولاً لكل أعماله".

وإنضم فريق من الحاضرين إلى المطالبة بعرض الفيلم ظناً منهم أن "ليلة سقوط بغداد" ممنوع رقابياًَ من العرض الجماهيري ، إلى أن أوضح المخرج حقيقة الأمر بأن "الرقابة شاهدت نسخة من الفيلم قبل إجراء المونتاج النهائي ، وكانت هناك بعض الملاحظات التي تلاشت تماماً مع النسخة النهائية ، والتي وافقت عليها الرقابة دون أي حذف" مؤكداً عدم وجود أي مشاكل بينه وبين الرقابة.

وقال أمين أنه صنع فيلمه الذي ينتمي إلى لون الكوميديا السوداء إنطلاقاً من الآية الكريمة "وتلك الأيام نداولها بين الناس" ، لكي يذكر الشعب المصري والعربي بأنهم لم يخلقوا في تلك الحالة "المزرية التي نعيشها ، أردت إيقاظهم ، وتذكيرهم بأننا جميعاً أبناء آدم".

وعلق المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد على الفيلم مخاطباً أمين بأنه تفوق على الأمريكين أنفسهم بفيلمه ، وأن مثل هذا الفن الذي تقدمه السينما المصرية وتبرهن به على أنها لم تصبح تجارية فقط هو أقوى سلاح رادع.

وعبر أحمد عيد عن سعادته الشديدة برد فعل النقاد للفيلم قائلاً : "ظللت لعامين أعمل في هذا الفيلم ، وسعدت بهذا الفيلم لأنه أخرجني من دائرة الدم الخفيف التي صنفني من خلالها الجمهور ، وأتمنى أن يقدم آخرين أفلاماً مثل هذه لكي نريح ضمائرنا على الأقل ، صعب جداً أن نعيش هذه الظروف ، وتظل السينما كوميديا فقط".

وتابع أمين كلام عيد قائلاً : "لقد بدأت الكتابة في هذا الفيلم ليلة دخول القوات الأمريكية بغداد، وحينها كنت أكتب فيلماً عاطفياً قوياً جداً من وجهة نظري ، لكني قلت لنفسي .. لا يمكن التفكير في أي شيء الآن ونحن نعيش تلك المهزلة"!

اعترض أحد الحاضرين على استخدام أمين للأغاني الوطنية القديمة في أحد مشاهد الفيلم مطالباً بإكمال دائرة الإبداع بأغاني جديدة ، لكن أمين أجابه قائلاً : "لقد وصلنا في الغناء إلى مرحلة "رجب حوش صاحبك عني" أي أبداع ستجده في مثل هذا الوسط ، ثم أني أردت تذكير الناس بتلك الروح القومية الوطنية التي كانت موجودة أيام العمالقة الذين استخدمت أغانيهم".

وأظهر آخرين تحفظهم على استخدام أمين للجنس كأداة للتعبير عن القهر وكوسيلة للتحرر ، والتي فسرها أمين بقوله : "إن الآخر هو من دفعني إلى الرد عليه بنفس أسلوبه ، الأمريكيون سربوا صور أبو غريب لكي يكسروا أعيننا ، وأنا أعرف أن داخل كل منا رغبة في الإنتقام منهم بنفس الأسلوب".

وعلقت بسمة على مشاركتها في الفيلم بقولها : "إن مساحة المرأة التي أظهرها أمين قوية جداً جعلت الدور يجذبني بدون تفكير ، غير أنه يعد خطوة في طريق الوقوف ضد الهيمنة الأمريكية أتخذها من خلال فني" ، وعلق أ