على الرغم من تجسيدها لشخصية مواطنة إسرائيلية في فيلم "الانفصال" Disengagement، إلا أن الممثلة الفرنسية الشهيرة جولييت بينوش أعلنت أن رأيها محايد تماما في القضية الفلسطينية الإسرائيلية، بل وتتمنى أن تسد روح التسامح بين الشعبين.
قالت بينوش في الندوة المقيمة للترحيب بها على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 34 وأدارها الممثل عمرو واكد: "أهتم دوما بالجانب الإنساني في أي فيلم أقدمه وما تحتويه الشخصية من بعد إنساني، فأنا فُزعت بعد رؤيتي لصور بعض الضحايا الفلسطينيين، وأدركت أبعاد القضية الفلسطينية الإسرائيلية من خلال مشاهدتي لفيلم وثائقي إسرائيلي، ولكني لا أتخذ جانباً ضد الآخر"، بتمنياتها أن يتحلى الطرفان بروح التسامح وشجاعة السلام".
وتابعت: أما عن الشخصية الإسرائيلية التي قدمتها مسبقا في أحد أفلامي فهي مستوطنة إسرائيلية تبحث عن ابنتها ولا تهتم بالسياسة ولا المشاكل الدولية، والدور إنساني للغاية يدور حول عاطفة الأمومة بعيداً عن السياسة.
حب للثقافة العربية
وأشارت بينوش أن الطفل الفرنسي يتم تدريسه وهو في سن الحادية عشر الثقافة العربية في المدارس، فقالت: "سحر بلادكم لا يوصف، فالأطفال عندنا يعشقونها ويعشقون الثقافة العربية والتاريخ العربي، وبداخلهم ولع شديد بالتاريخ الفرعوني والأماكن الأثرية التى ربما لا تعرفون قيمتها لأنها أمامكم طوال الوقت".
وهذا التأثر بالحضارة المصرية جعلها توافق على أداء فيلم وثائقي عن صعيد مصر في فترة قريبة جدا، عن الحضارة الفرعونية القبطية.
فهذه التربية التي حظت بها الممثلة الحاصلة على جائزة الأوسكار أثرت في تكوين شخصيتها وجعلتها تحترام كل الثقافات، وأدى ذلك إلى اشتراكها في فيلم " نسخة طبق الأصل" الذي أخرجه الإيراني عباس كيار، وقالت عن ذلك: "عندما عرض عليّ المخرج المشاركة فى الفيلم طلب مني المجىء إلى طهران، وحملت هم ذلك بسبب طول الرحلة، فالمسافة بين فرنسا وطهران كبيرة، ولكن عندما وصلت، وفوجئت بصحفيين وإعلاميين يحاصروني فى المطار، وتساءلت عن كيفية معرفتهم بقدومي".
وأضافت: التقت بالمخرج الإيراني، وجلسنا سويا، ولم أشعر بالغربة وأنا في بيته، ومن ثم تناقشا معا فى أمور مختلفة، وتشاركنا معا فى فهم الحياة، فالتحدث مع الآخر يساعد كثيراً على التواصل معه، وأيضا على فهم الكثير من الأمور الغائبة.
الفنان كالتمثال
ولأن تاريخها الفني مليء بالجوائز والتماثيل، فلجوليت نظرة خاصة جدا بهذه الجوائز وهي: " إن تمثال الجائزة يلخص الكثير من معانى وقوة الفنان، حيث يجب أن يكون للفنان قاعدة يعمل من منطلقها مثل التمثال تماما الذى حصلت عليه من المهرجان، كما يجب أن يكون داخل الفنان ممرات مجهولة يكتشفها، وكلما نجح فى اكتشافها ساعد الجمهور على التواصل مع نفسه، كما يجب أن يكون الفنان قويا مثل جسم التمثال ويتمتع بالقوة الداخلية، وقالت: التمثال يجمع كل أسرار التمثيل، والجائزة تعنى الكثير بالنسبة لى.
وأضافت: ولكن جائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لها شكل خاص لي، فالهرم الذي تحمله المرأة في تمثال الجائزة له سحر خاص وكذلك ذو قيمة كبيرة بالنسبة لي.
شاهد تغطية FilFan.com لمؤتمر جولييت بينوش