سيمفونية بصرية وصدمة سينمائية ... قراءة نقدية لفيلم "الست"

تاريخ النشر: الأحد، 21 ديسمبر 2025 | آخر تحديث: الأحد، 21 ديسمبر 2025
منى زكي في شخصية أ/ كلثوم في فيلم (الست)

منذ اللحظة التي أُعلن فيها عن تصوير حياة "كوكب الشرق"، كان من الواضح أننا لسنا أمام مجرد فيلم سيرة ذاتية تقليدي، بل نحن بصدد مواجهة كبرى بين ذاكرة أمة وبين رؤية سينمائية تحاول التمرد على هذه الذاكرة. جاء فيلم "الست" للمخرج مروان حامد والمؤلف أحمد مراد ليضعنا أمام تجربة فريدة، يمكن وصفها بأنها "سيمفونية بصرية" مذهلة، لكنها في الوقت ذاته تحمل "صدمة سينمائية" قد لا يستسيغها حراس الأيقونات بسهولة.

تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا

السيمفونية البصرية: عندما تتحدث الكاميرا

لا يمكن البدء في نقد هذا العمل دون الانحناء أمام البراعة التقنية التي قدمها مروان حامد. الفيلم هو انتصار للصورة بمفهومها الشامل؛ حيث نجح مدير التصوير وفريق الديكور في استحضار مصر العشرينيات وصولاً إلى السبعينيات بدقة مذهلة. لم تكن الكاميرا مجرد وسيلة لنقل الأحداث، بل كانت أداة لاختراق صمت "فاطمة إبراهيم البلتاجي". الإضاءة الخافتة في لحظات الانكسار، والوهج الساطع على المسرح، مع الموسيقى التصويرية التي صاغها هشام نزيه بحس ملحمي، جعلت من الفيلم "سيمفونية" تخاطب الحواس وتدمج المشاهد في وجدان الزمن الجميل.

الملصق الدعائي لفيلم "الست"

منى زكي: معركة التقمص المستحيلة

وقفت الفنانة منى زكي أمام أصعب تحدٍ في مسيرتها؛ فهي لا تؤدي دوراً، بل تواجه "خيالاً جماعياً" محفوراً في وجدان الملايين. ومن هنا جاءت "الصدمة"؛ فمنى زكي لم تذهب باتجاه التقليد الكاريكاتيري، بل اختارت "الأنسنة". لقد رأينا أم كلثوم التي تخاف، التي تغضب، والتي تحمل كبرياءً يصل أحياناً حد الصدام. برعت منى في استخدام لغة الجسد؛ تلك الوقفة الأسطورية على المسرح، وحركة المنديل التي لم تكن مجرد إكسسوار بل كانت جزءاً من توتر الشخصية وانفعالاتها الداخلية.

إشكالية الإنتاج: سطوة المال بين الرفاهية والقيود

لا يمكن قراءة فيلم "الست" بمعزل عن كواليس إنتاجه التي أثارت لغطاً واسعاً؛ فالفيلم حظي بدعم إنتاجي ورعاية مالية وُصفت بأنها "الأضخم" في تاريخ السينما المصرية الحديثة. وبينما وفر هذا التمويل السخيّ "رفاهية تقنية" لم نعهدها من قبل، من حيث الاستعانة بخبرات عالمية في الماكياج وتصميم المناظر، إلا أنه وضع العمل في قلب "إشكالية التوقعات". لقد أثيرت تساؤلات حول مدى تأثير هذه الرعاية على "هوية" الفيلم؛ هل جاء المال ليخدم الرؤية الفنية، أم أن ضخامة الميزانية فرضت نوعاً من "الاستعراض البصري"؟ الحقيقة أن الفيلم جعل المشاهد يتساءل عن مدى قدرة السينما "المدعومة بسخاء" على الاحتفاظ بصدقها الفني بعيداً عن صخب الاحتفالات وبريق الرعاة.

مشهد من فيلم "الست"

الصدمة الدرامية: تحطيم "البرواز" الذهبي

تكمن "الصدمة" الحقيقية في نص أحمد مراد، الذي قرر أن يخرج أم كلثوم من "برواز" الوقار الصامت. الفيلم يجرؤ على إظهار "سومة" كإمرأة حديدية قادرة على المناورة السياسية، وصاحبة لسان لا يخلو من حدة الريف وذكائه الفطري. هذا التناول هو "ما عليه" الفيلم عند البعض؛ إذ رأى قطاع من الجمهور أن الفيلم "خدش" الصورة الذهنية للست، بينما رآه النقاد "إنصافاً" لها، فالبطل التراجيدي الحقيقي هو من يخطئ ويتألم ويدفع الثمن، وليس مجرد صورة مثالية جامدة.

حراك ثقافي يتجاوز الانقسام

في النهاية، يظل "إرضاء الجميع غاية لا تُدرك"، سواء على مستوى الجماهير التي تعلقت بصورة مقدسة للست، أو حتى على مستوى النقاد الذين تباينت أدواتهم في قياس جودة العمل. ولكن، وبلا أدنى شك، نجح فيلم "الست" في إثارة حراك ثقافي وفني مميز، وأعاد فتح باب النقاش حول كيفية تناول رموزنا الوطنية سينمائياً. لقد أخرج الفيلم أم كلثوم من متاحف التاريخ ليعيدها إلى دور العرض كإنسانة من لحم ودم، مؤكداً أن السينما الحقيقية هي تلك التي تُحرّك المياه الراكدة، حتى وإن لم يتفق الجميع على شطآنها.

اقرأ أيضا:

حصاد 2025- 32 فيلما مصريا تم طرحها في السينمات... عودة للأفلام العائلية والرومانسية وقليل من الكوميدي

بررت خيانة فاروق الفيشاوي لها وانفصلت عنه بسبب الإدمان وندمت على عدم الاعتراف بحفيدتها وعانت من السرطان لسنوات … 24 معلومة عن سمية الألفي

نيللي وعبير صبري وكارولين عزمي من بينهم ... نجوم الفن في حفل مهرجان "الأفضل"

أحمد العوضي: مش محتاج أطلع إشاعات للدعاية لأعمالي وأنا فعلا الأعلى أجرا بالأرقام

لو فاتك: وداعا سمية الألفي .. صاحبة قصة حب معرفهاش الوسط الفني قبل كده


حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5