سيزيف لا ينتظر القطار: العبث والعدالة في The Secret in Their Eyes

تاريخ النشر: الاثنين، 15 ديسمبر 2025 | آخر تحديث: الاثنين، 15 ديسمبر 2025
الملصق الدعائي لفيلم The Secret in Their Eyes

يُعد فيلم The Secret in Their Eyes (2009) من أبرز الأعمال التي تناولت ثيمات الزمن والذاكرة والعدالة في قالب درامي مشحون بالتوتر والأسئلة الوجودية.

وبالرغم ان إسم الفيلم يمثل الفكرة الأساسية للموضوع فجميع المشاعر والأفكار تتجسد من خلال عيون الأبطال، لكن استوقفني مشهد في منتصف الأحداث، وبالتركيز يرتبط هذا المشهد تحديدا بالمشهد الختامي الصادم.

تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا

فيلم The Secret in Their Eyes يحكي عن(اسبوزيتو) موظف قضائي متقاعد يعيد فتح جريمة قتل قديمة هزّت حياته.

القضية تخص فتاة شابة قُتلت بوحشية عام 1974، لكن القاتل أفلت بسبب الفساد السياسي.

زوج الضحية، مورالس، يعيش أسير حزنه وينتظر العدالة عبثًا.

المشهد المميز في مقالنا هو انتظار مورالس للقاتل في محطة القطار، حيث يصادفه اسبوزيتو ذات يوم فيسأله لماذا يجلس في المحطة، فيخبره موراليس انه في انتظار "القاتل" ويقوم بتبديل الأيام كل أسبوع فحتما يوما ما سوف يصادفه ويحقق العدالة وينتقم لزوجته.

ثم النهاية الصادمة في المزرعة. هذان المشهدان لا يكشفان فقط مأساة فردية، بل يفتحان الباب أمام قراءة فلسفية عميقة، خاصة من منظور العبث عند ألبير كامو.

مشهد محطة القطار وفكرة الزمنٌ الضائع

في محطة القطار، يقضي مورالس عامًا كاملًا منتظرًا أن يلتقي بالقاتل، وعندما يتم القبض على القاتل فيما بعد ويواجهه إسبوسيتو، يكون أهم سؤال بالنسبة له ولنا كمشاهدين في الحقيقة: "إنت بتركب القطر الساعة كام؟"، تأتي الإجابة الباردة والصادمة: "لا، أنا باخد الباص".

ربما كانت تفصيلة عابرة لا تهم البعض لكنه سؤال منطقي وفضولي أيضاً، تود أن تعرف هل كان من الممكن أن يلتقيه موراليس ذات يوم، هل كان هناك فائدة مرجاه من انتظاره؟!

بهذه الجملة القصيرة ينهار جهد عام كامل من الانتظار، ويظهر العبث الكاموي في أوضح صورة، لوهلة يتجسد أمامي سنوات طويلة ضائعة في انتظار عبثي، فماذا إذا امضى مورالس الباق من عمره في محطة القطار بينما القاتل يركب الباص.. أرى الكون يسخر مننا في الكثير من قرارات حياتنا، فتوق الإنسان للعدالة والمعنى من الحياة، يصطدم بلا مبالاة قاسية من الواقع، فالعالم لا يعبئ بما تريده أنت.

تمامًا كما في أسطورة سيزيف عند كامو، نجد مورالس يجر صخرة الانتظار بلا نهاية، ليكتشف في النهاية أن كل جهده لم يحقق هدفه.

مشهد المزرعة وتحقيق العدالة

سنوات بعد ذلك، يكشف الفيلم أن مورالس لم يستسلم لعبث الانتظار لقد نجح في تحدي الأسطورة، فبدلًا من أن يظل أسيرًا للزمن، قلب الطاولة، تحوّل الزمن من عدو يستهلك حياة مورالس إلى أداة للعقاب يتحكم بها كيفما يشاء

مشهد من فيلم The Secret in Their Eyes

هل انتصر موراليس على سيزيف؟

كامو يرى أن العالم عبثي بطبيعته لا يقدّم لنا معنى جاهزًا، ولا يضمن عدالة، لكن رده على ذلك لم يكن الانتقام أو الاستسلام، بل التعايش مع العبث والتمرّد عليه بالقبول، أي أن يعيش الإنسان حياته وهو واعٍ بعبثيتها دون ملل.

في منطق كامو، سيزيف يدفع الصخرة، ثم تعود، بلا جدوى مما يفعل.
مواليس في مشهد محطة القطار كان سيزيفًا خالصًا، ينتظر، يكرر الأيام، يراهن على الصدفة، ويترك الزمن يستنزفه.

لحظة سؤال «إنت بتركب القطر؟» ثم الإجابة «أنا باخد الباص» هي لحظة الانكشاف السيزيفي الكامل، اكتشاف أن الصخرة لم تكن فقط تعود، بل أنه كان يدفعها في الاتجاه الخاطئ.

ما فعله مواليس لاحقًا هو كسر دائرة العبث الكاموي، في المزرعة، تحوّل من سيزيف إلى العكس وبعد أن كان أسيراً للزمن والانتظار استولى على الزمن وسيطر عليه، مواليس لم يتغلب على أسطورة سيزيف كما تخيّل كامو، بل خرج من الدائرة كلها.

كامو يرى أن الانتصار الوحيد هو أن تتقبل العبث وتتعايش معه أما مواليس رفض هذا الخيار وأن يكون بلا وعي في دائرة غير منتهية حتى لو كان الثمن تخليه عن انسانيته في النهاية.

اقرأ أيضا:

عمرو يوسف: الجواز غير حياتي ... الغباء والاستهتار بيعصبوني

تدهور الحالة الصحية لجليلة محمود

محامي شريين عبد الوهاب: خبر منعها من رؤية بناتها عاري من الصحة حتى محمد مصطفى استغرب

أحمد السقا: أنا مش مختل عشان أخاطب إدارة ليفربول ... مش عايزني ارموني في الزبالة

لو فاتك: فن ولا فنكوش - 16 سؤال كل واحد هيجاوب لوحده ... عرفت كام سؤال منهم؟

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5