رمزية أبو بكر شوقي المباشرة في "القصص" ولماذا أحببت "الزمالك" بعد مشاهدة الفيلم

تاريخ النشر: الثلاثاء، 9 ديسمبر 2025 | آخر تحديث:
بوستر فيلم القصص

أول ما تبادر إلى ذهني عند سماعي اسم فيلم المخرج المصري النمساوي أبو بكر شوقي "القصص" أنني سأشاهد مجموعة من القصص المختلفة في فيلم واحد، لكن الفيلم الذي عرض مساء الإثنين ضمن منافسات المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، لم يقدم سوى قصة واحدة طويلة، بتفاصيلها الكثيرة التي تتكرر على مدى الزمن، حتى إن اختلف شكلها أو أبطالها، وكأننا أمام دائرة منقوش على أطرافها الأحداث.

"صيف 67" ... الاسم الأول للفيلم الذي تغير لاحقا إلى "القصص" هو أول فصول (المأساة / الملهاة) التي لا تنتهي وكأنها لعنة لا يعرف لها أحد سبب أو بداية أو نهاية، افتتح هذا الفصل بتأكيد على سخونة الجو وشدة حرارة الصيف من كل من ظهروا على الشاشة، في رمزية -يكشفها المشاهد سريعا- تشير إلى أن هذا الفصل كان الأكثر سخونة بأحداثه وتأثيره، وأن الفصول التالية ستسقط أسيرة سخونته ولن تستطيع التخلص منها بسهولة.

تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا

صورة من فيلم القصص

قصة حياة أسرة الباشمهندس الزراعي (راغب) الذي يحلم بزراعة الصحراء، التي قام عليها الفيلم من بدايته للنهاية، ليست مجرد سرد سطحي لتفاصيل حياة أسرة مصرية قاهرية من الطبقة المتوسطة كما يبدو من تقديم أبو بكر شوقي (مؤلف ومخرج الفيلم)، إنها قصة وطن وأجيال تحمل أحداثا وتفاصيل "عظيمة"، قدمها شوقي برمزية بسيطة وواضحة أبرزت الفكرة بدلا من إخفائها.

على مدار 120 دقيقة تنقل أبو بكر شوقي عبر 20 عاما من تاريخ مصر والمصريين، بداية من أحداث نكسة 1967 وحتى عام 1984، مقسمة إلى أربعة فصول منفصلة داخل قصة واحدة. (النكسة 67 - النصر 73- بداية جديدة 77 - لا جديد تحت الشمس 84).

طالع أيضا - رحلة لقاء الأسطورة بالواقع في "إركالا: حلم كلكامش" ... العرض العربي الأول في مهرجان البحر الأحمر السينمائي


لا أدري إن كان أبو بكر شوقي زملكاوي أم لا، لكنه نجح في تلخيص القصة بـ"رمزية واضحة" في ما يمكن أن نطلق عليه (مسألة الزمالك) ... ناد عظيم له ملايين المشجعين يمتلك مواهب استثنائية، لكن لا أحد يعرف لماذا لا يفوز، وتظل هذه اللعبة التي يلعبها المخرج ويتواطأ معه فيها المشاهد مستمرة طوال الأحداث من بدايتها لنهايتها، ليه الزمالك مش عارف يفوز؟ العيب في مين؟!

صورة من فيلم القصص

فيلجأ المهندس (راغب) الذي قدم دوره بأداء استثنائي عودنا عليه الفنان الكبير أحمد كمال إلى تغيير جلسة المشاهدين كل مباراة لربما يفوز ناديه المفضل، وتصل إلى استبعاد عنصر ما من المشاهدة تماما باعتباره "النحس" الذي يتسبب في الهزيمة، لكن رغم ذلك يستمر الفريق في الإخفاق مهما لاحت له مقدمات نجاح.

صاحبت أحداث الفيلم، أو القصص الأربع مجموعة من الأغاني التي رصدت التصاعد الزمني للأحداث من أغاني القومية العربية والأحلام التي لم تتحقق، إلى أغاني عدوية (زحمة يا دنيا زحمة) وسمير الإسكندراني (بت يا دوسة) في السبعينيات وبداية الثمانينيات، كل هذا يتخلله فواصل متفرقة من الموسيقى الكلاسيكية التي سقط البطل (أحمد) في حبها منذ طفولته رغم عدم حب أو تقبل المحيطين به لها في تناقض تناسب تماما مع ما يحدث.

شخصيات الفيلم كلها أبناء دائرة واحدة اختصرت المجتمع المصري، زوج وزوجة وشقيق الزوج وصديقه، وشقيق الزوجة، والأبناء واثنان أو ثلاثة من الجيران، وزميل دراسة، فقط الزوجة الأجنبية (نمساوية) التي تعرف عليها أحد الأبناء وتزوجها هي المختلفة من خارج الدايرة، وجاءت لتؤكد على تشابه الشعوب في التفاصيل الإنسانية مهما بعدت بينها المسافات.

لفت الفنان أحمد أزعر الذي قدم دور (حسنوف) الشقيق التوأم لأمير المصري، العاشق للغات خاصة الروسية الأنظار بأدائه الهادئ المناسب جدا للشخصية المثقفة دون ادعاء الواثق بحلمة حتى لو لم يمهله القدر لرؤيته.

كذلك الفنان الموهوب الذي لديه الكثير لتقديمه، خالد مختار الذي قدم دور الشقيق الأصغر (شرف) عاشق الزمالك الذي يحلم أن يكون في يوم من الأيام أحد نجومه (حتى لو كان لا يملك ما يؤهله لذلك) لكنه يتمسك بحلم أن يصبح أحد أفراد المنظومة بالنادي، حتى يصبح عاملا بغرفة الملابس.

بوستر فيلم القصص

أمير المصري قدم في دور (أحمد) رومانسية وأحلام جيل الستينيات، التي كانت حدودها السماء حتى انطبقت عليها السماء تاركة خلفها جيلا لم يتمكن من استيعاب ما حدث ولماذا حدث من هول ما حدث.

أدوار باقي أبطال الفيلم صبري فواز وشريف دسوقي وأسامة عبد الله جاءت تقليدية مكررة في رسمها ولم يستطع أحد منهم الذهاب بالدور لمنطقة جديدة، أما نيللي كريم التي قدمت دور الأم المصرية، فقد كنت طوال أحداث الفيلم أشعر أنني أشاهدها في جزء ثان من مسلسل "ذات".

فيلم "القصص" نجح بدرجة كبيرة في تقديم سينما "ممتعة"، وإن كان هذا الوصف يتعارض مع كل ما حملته الأحداث من ألم، لكنه الفن ... السحر القادر على جلب المتعة من قلب الألم.

اقرأ أيضا:

أحمد سعد عن زيارته لتامر حسني: راقد في السرير مش بيتحرك

إيمي سمير غانم ترد على شائعة انفصال دنيا ورامي رضوان

منى زكي وأحمد سعد وويجز وأحمد خالد صالح في العرض الخاص لفيلم "الست" في الرياض

داعبت الكاميرات بروحها المرحة ... لبلبة تلفت الأنظار بأناقتها في جلستها الحوارية بمهرجان البحر الأحمر

لو فاتك: فن ولا فنكوش - 16 سؤال كل واحد هيجاوب لوحده ... عرفت كام سؤال منهم؟

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5