يقدّم فيلم "بنات الباشا" معالجة سينمائية لرواية تحمل الاسم نفسه للكاتبة نورا ناجي. الأعمال المأخوذة عن روايات تمتلك حساسية خاصة، وتمنح العمل الفني ثقلًا وبعدًا أصيلًا، يجعله أكثر امتلاءً بالتفاصيل. هذا يفرض على السيناريو عملية تنقيح دقيقة، وهو ما أجاده السيناريست محمد هشام عبية عبر دمج وتعديل بعض الشخصيات ليصنع بناءً أكثر إحكامًا، مع حوارات مكثّفة تحمل أثر الرواية دون أن تُغرق الفيلم في ازدحام السرد.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
مسرح الانفجار الدرامي:
تدور الأحداث في يوم واحد داخل صالون تجميل يعرف باسم "صالون الباشا". هو مركز الحركة ومحور الانفجار الدرامي. كل شخصية تحمل حكاية مستقلة، والبناء الزمني خلق خطين متوازيين بين الحاضر والماضي عبر الفلاش باك، متنقلًا بين لحظة الذروة في الحاضر والذكريات التي تكشف جذور الألم بمحور واحد هو "نادية". هذا التنقل لم يصنع انفصالًا بين الخطوط، بل كان ضروريًا لكشف الطبقات النفسية للشخصيات والتعرّف عليها.
نادية.. المرآة التي تعكس هشاشة الجميع:
يبدأ الفيلم بموت نادية، التي تجسدها مريم الخشت، الفتاة التي تمثّل رمز النقاء. تتحول بعد موتها إلى مرآة يرى من خلالها المشاهد الشخصيات الأخرى عن قرب. الفيلم لا يغوص في قضايا بعينها، لكنه يمرّ على جروح متفرقة تخص نساء مكسورات، ويذكّر بأن تحت القشرة الأولى طبقات إنسانية كثيرة؛ فنحن بشر بأوجه عديدة ومتناقضة في الوقت نفسه. عدة أرواح معذّبة بأجساد ملوّثة، لكن قلوبهن ما زالت طاهرة. موت نادية ليس صدمة مجانية أو مجرد بداية مثيرة، بل نتيجة منطقية لدورها؛ وكأنها "الإسفنجة" التي امتصّت آلام الجميع. موت فلك، الدور الذي أدّته سوسن بدر بقوة رغم قصر ظهورها، كان لحظة كسرت نادية تمامًا.
مشاهد قليلة قدّمت فيها فلك تعرية واضحة لمجتمع كامل. رحيل نادية يحرّك بوصلة الأحداث ويغيّر مسارات الشخصيات، وكأنه كان عملية إنقاذ واجبة. عالم نسائي مغلق تحت قيادة "الباشا": نور الباشا، الذي يجسده أحمد مجدي، يمثل نقطة الارتكاز والوجه الذكوري الوحيد في عالم نسائي خالص، ليس لأهمية الشخصية بحد ذاتها، بل لكونه المغناطيس الذي تجتمع حوله البطلات، ومن تفاعلهن معه تتكون العقد.
أداء زينة جاء محكمًا منضبط الانفعالات وصادقًا، وظهرت صابرين بوجه خالٍ من أي تزييف. أما ناهد السباعي فقدمت تجسيدًا حقيقيًا للكوميديا السوداء؛ ففي ذروة المأساة انتزعت ابتسامة من المتفرج وخففت من حدة الألم، رغم أن شخصيتها هي الأكثر وجعًا وتحطمًا. لكنها تمارس حيلة الإنكار لتتجاوز، وتجعلنا نتجاوز معها أحزان الجميع. أما سما إبراهيم فقدّمت حضورًا مؤثرًا في مشهدين فقط، ناقش فيهما الفيلم قضية دينية شائكة دون مباشرة أو ابتذال. كيف تحول الصالون بطلاً للأحداث ؟ المخرج محمد العدل ترجم هذا العالم إلى صور قوية وجذابة رغم الطابع المأساوي. حوّل صالون التجميل إلى عالم واسع وكأنه حياة مصغّرة لكل شخصية، دون حاجة لشرح مباشر، مما يجعل المكان نفسه يروي جزءًا من القصة ويمنح المشاهد إحساسًا بالعمق.
الصالون ليس مجرد موقع للأحداث، بل يبدو كأنه شخصية إضافية تشارك في بناء الجو العام للفيلم. الخروج من المركز إلى الهامش: تدور أحداث الفيلم في مدينة طنطا، وهو اختيار يضيف بعدًا مميزًا لتجربته البصرية والدرامية. الخروج من زحمة القاهرة يمنح العمل فرصة لاكتشاف مدينة أخرى، ويتيح للكاميرا التقاط تفاصيل الحياة اليومية بعيدًا عن النمط المعتاد. هذا يقرب المشاهد من البيئة التي تتحرك فيها الشخصيات، ليتوقف ويفكر: لدينا مدن أخرى مليئة ببشر وحكايات دسمة بمادة درامية تتوسل أن تُجسّد على الشاشة. ماذا الذي يتركه الفيلم بعد نهايته؟ يبقى "بنات الباشا" من الأعمال التي لا تعتمد على الصدمة بقدر ما تعتمد على كشف هشاشة الإنسان، سواء عبر حكايات النساء أو عبر منظومة تضغط عليهن حتى آخر مدى ويطلق أحكاماً قاسية. ينتهي الفيلم لكن الأسئلة تبقى معلقة: هل يمكن للنجاة أن تأتي دائمًا من الخسارة؟
اقرأ أيضا:
#شرطة_الموضة: شيرين رضا بفستان أبيض X أسود في لقائها ببرنامج "عندك وقت" ... سعره 13 ألف جنيه
تامر حسني يرد على شائعات تعرضه لخطأ طبي
تامر محسن: رغم اختلافي مع يوسف شاهين... هو أعظم من حرّك ممثل
وزير الثقافة يعلن السيطرة على حريق استوديو مصر دون خسائر ويؤكد سلامة البنية التحتية
لو فاتك: فن ولا فنكوش - 16 سؤال كل واحد هيجاوب لوحده ... عرفت كام سؤال منهم؟
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5